Previous Lesson -- Next Lesson
يوحنا - النور يضيء في الظلمة
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير يوحنا
الجُزْءُ الأوَّل -- إشْراقُ النُّور الإلهِيّ (يوحنا ١ : ١- ٤ : ٥٤)٠
ثانياً: المَسِيْح يقود تلاميذه مِن ندامة التَّوبة إلى فرح العرس (يوحنا ١: ١٩- ٢: ١٢)٠
٢- مزيدٌ مِن شهادات المَعْمَدَان المُثيرة للمَسِيْح (يوحنّا ١: ٢٩- ٣٤)٠
يوحنا ١: ٣١-٣٤
هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ (يوحنا ١:٢٩ )٠
٣١ وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ ٣٢ وَشَهِدَ يُوحَنَّا، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ ٣٣ وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي، الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ ٣٤ وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ٠
لم يرَ المَعْمَدَان يَسُوع مِن قَبْل، رغم أنَّ أُمَّيهما كانتا نسيبتَين، حسب قول الملاك جبرائيل لمريم العذراء حين أرسلَها إلى أليصابات أمّ المَعْمَدَان (لُوْقَا ١: ٣٦- ٥٦)
دعا اللهُ المَعْمَدَان وهو في سنّ الثلاثين ليُعِدَّ طريقَ المَسِيْح، ويُعرِّف الشَّعبَ به. وتمَّ هذا التَّعريف أثناء معموديَّته الَّتي جعلَت التَّائبين مترقِّبين لاستقبال المَسِيْح. كلَّم اللهُ المَعْمَدَان، ووعده بأن يُريه ما لم يرَه أحدٌ مِن قَبْل: أن يشهد نزول الرُّوْح القُدُس على المَسِيْح. والجدير بالذِّكر أنَّ الرُّوح استقرَّ على يَسُوع. فأنبياء العهد القديم كانوا مُلهَمين مِن الرُّوْح القُدُس لوقتٍ ما. أمَّا المَسِيْح فمملوءٌ بالرُّوْح القُدُس على الدَّوام، رمزاً إلى أنَّه الينبوع الدَّائم الَّذي يملأ المؤمنين بسلطانه الإلهي٠
وقف الشَّابان جنباً إلى جنبٍ على ضفاف الأردن، وانفتحت السَّماء بهدوء، فرأى يُوْحَنَّا فجأةً الرُّوْح القُدُس كحمامةٍ بيضاء قُبالة السَّماء الزَّرقاء، رمزاً للسَّلام والوداعة. فالرُّوْح القُدُس ليس خاضعاً لقوانين الجاذبيَّة الأرضيَّة، لأنَّه مِن خارج هذا العالم، مِن السَّماء. وهو لم يُلْقِ بالمَسِيْح في غيبوبةٍ ليُغرقه في الماء، لأنَّ هذا الروحَ الإلهي روحُ سلامٍ ولُطفٍ، يرفُّ بهدوءٍ ورِقَّةٍ، فهو لطيفٌ في جوهره، راثٍ ورحيمٌ وحنونٌ.. هو اللهُ نفسُه٠
لم ينزل هذا الروح على المَعْمَدَان، ولا على التَّائبين، بل على يَسُوع مباشرةً، واستقرَّ عليه، كبرهانٍ قاطعٍ للمعمدان أنَّ هذا الشَّاب النَّاصِرِيّ أعظم مِن جميع الأنبياء والخَلْق. فعرف المَعْمَدَان أنَّه واقفٌ في حضرة الله الأزليّ المَنتظَر٠
مِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ المَعْمَدَان امتلأ بالحمد والفرح، مثلما ارتكض بابتهاجٍ وهو جنينٌ في بطن أمِّه أثناء زيارة مريم لنسيبتها أليصابات الَّتي بدَورِها تهلَّلَت بالبهجة والحَمد (لُوْقَا ١: ٣٦- ٤٥)
أدرك المَعْمَدَان المَسِيْح كمُعطي الروح، ولكنَّه لم يُخْفِ هذه الرُّؤية، بل أعلن جهاراً بصراخٍ قائلاً: "لقد أتى الرَّبّ. وهو حاضرٌ لا ليدين، بل ليُظهر المَحَبَّة والوداد. فهو ليس شخصاً عاديّاً، بل ابن الله المملوء بالرُّوح. إنَّ كلَّ مَن يُقِرّ أنَّ يَسُوع هو روحٌ مِن الله، يعترف في الوقت نفسه بأنَّه ابن الله." كانت تسميته للمَسِيْح بابن الله وحدها كافيةً لتعريض حياته للموت، لأنَّ اليهود كانوا يعتبرون كلَّ مَن يقول إنَّ لله ابناً مجدِّفاً وكافراً ومستوجباً الموت. ولكنَّ المَعْمَدَان اختبر وعلم بدقَّةٍ أنَّ الَّذي استقرَّ عليه الرُّوْح القُدُس لم يكن سوى ابن الله القادر أن يُعمِّد الآخَرين بروحه القُدُّوْس. وبهذا الإعلان أوضح يُوْحَنَّا الغاية مِن مجيء المَسِيْح: لِيُعمِّد التَّائبين بالرُّوْح القُدُس. الله روحٌ، وابنه هو روح الله الَّذي صار جسداً. ومسرَّته هي مَلء أتباعه بهذه الحقيقة الإلهيَّة، وهي: الله محبَّة٠
أَخِي العَزِيْز، هل امتلأتَ بالرُّوْح القُدُس؟ هل اختبرتَ قدرة المَسِيْح في حياتك؟ اعلم أنَّ هذه الصِّفة الإلهيَّة لا تصير لك إلاَّ بغفران خطاياك بواسطة الإيمان بذبيحة المَسِيْح. فَمَن يَقبل غفران حَمَل الله يمتلئ بالرُّوْح القُدُس. وابن الله حَيٌّ ومستعدٌّ لمنح مواهبه الرُّوحِيّة لكلِّ مَن يؤمِن به٠
الصلاة: يا ابنَ الله القُدُّوْس، إنَّنا نعبدك ونحمدك. لقد تواضَعتَ لأجلنا، واحتملتَ خطايانا. نشكرك لغفران خطايانا بدمك المسفوك على الصَّلِيْب. نشكرك أيضاً لقوة روحك القُدُّوْس الَّتي تُنعم بها علينا وعلى جميع الَّذين يُحبُّونك. أيقِظ الكثيرين مِن نومهم في الذُّنوب والآثام. جدِّدهم واملأهم بحقِّك اللَّطيف٠
السؤال: ١٩ لماذا يَسُوع هو مُعطي الرُّوْح القُدُس؟