Previous Lesson -- Next Lesson
يوحنا - النور يضيء في الظلمة
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير يوحنا
الجزء الرابع النّور يغلب الظلمة (١٨: ١- ٢١: ٢٥)٠
ثانيّاً: قيامة المسيح مِن بين الأموات وظهوراته المختلفة (٢٠: ١- ٢١: ٢٥)٠
١- الحوادث صبيحة أحد الفصح (٢٠: ١- ١٠)٠
٤- ختام إنجيل يوحنّا (٢٠: ٣٠- ٣١)٠
٣٠ وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. ٣١ وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ, وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ٠
في نهاية هذا الاصحاح العشرين نصل إلى آخر ما كتبه يوحنّا بنفسه مِن إنجيله. فقد أعلن لنا البشير المتصوّف اشراق نور الله فوق ظلمتنا، وكيف انّ الظلمة لم تدركه. ولكن كلّ الّذين قبلوه، أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. وجذبنا البشير الكبير إلى عمق شركة الله في شخص يسوع، ورسم أمام أعيننا موته وقيامته، لنؤمن به ونراه كأنّه عاش معنا. وخلاصة لكتابه يشهد لنا الرسول بمبادىء أربعة، توضح لنا خلاصة الإنجيل وغاية كتابته:٠
١- ما كتب يوحنّا إنجيلاً شاملاً لكلّ أقوال وأعمال يسوع. ولو فعل هذا لتوجب عليه كتابة مجلّدات ضخمة كثيرة. فاختار مِن عجائب وعظات يسوع تلك الّتي تدلّنا على شخصية يسوع الفريدة. وما كان إنجيله املاء مِن قبل روح الله على سمعه كأنّه وحي يوحي بغيبوبة دون وعي، بل انّه كان مسؤولاً في الهام الرّوح القدس ليختار الأخبار البارزة، ورسم في محبّته ليسوع صورة حمل الله الّذي رفع خطيئة العالم حملاً ذبيحاً٠
٢- كتب يوحنّا إنجيله لندرك أنّ الإنسان يسوع الناصري البسيط المحتقر، هو المسيح الموعود وابن الله الوحيد بنفس الوقت. وبهذين اللقبين شمل كلّ اشتياقات اليهود مِن جميع أزمنة العهد القديم. وأدان بنفس الوقت أمته الّتي صلبت ابن داود الموعود. إنّما الإنسان يسوع ثبت المسيح الحقّ وابن الله بالحقيقة، لأنّ محبّته العظمى وقداسته غير الملامة لا يستطيع أحد أن يهملها إن كانت له إرادة صالحة للادراك. وقد مجّد يوحنّا في إنجيله يسوع تمجيداً فريداً. نشهد أنّ البشير رسم لأعيننا صورة يسوعية فريدة، لندرك محبّة ابن الله الأزلي الّذي أصبح جسداً لنصبح نحن روحاً٠
٣- ولا يريد يوحنّا أن يخلق فينا إيماناً عقائديّاً منتظماً فقط، بل أيضاً قصد ارتباطنا بابن الآب. وحيث انّ المسيح هو الابن، فقد صار الله أبانا. ولأن كان العلّي أباً، فانّه يستطيع أن يأتي بابناء كثيرين ممتلئين بحياته الأزلية. فالولادة الثانية بدم المسيح والرّوح القدس فينا هي هدف إنجيل يوحنّا. فهل وُلدت روحيّاً أو لا تزال ميتاً في الذنوب والخطايا؟ أتسكن حياة الله فيك أو أنت خال مِن روحه القدّوس؟
٥- والولادة الثانية تتم بواسطة الإيمان بابن الله. فمَن يقترب منه ويثق به، ينل حياته الإلهيّة. وليس لنا هذه الحياة كملك مستقل، بل بارتباطنا الإيماني به على الدوام. فمَن يثبت في يسوع، يثبت هو فيه أيضاً. وهذا المؤمن الثابت ينمو بالرّوح والحقّ، وتنمو فيه ثمار حياة الله بالغنى. فالإيمان ليس تجاسراً مبتدئاً لتسليم النفس إلى يسوع فقط، بل هو مؤلّف مِن امتحانات الجرأة للجرأة ان نتّكل تماماً على ابن الله ورحمته. وفي تجاسر هذا الإيمان الشاكر ننال قوّة الرّوح القدس، ونصبح ينابيع قوّة لكثيرين. والحياة الأبديّة هي محبّة الله الّتي تدفعنا لنرشد كثيرين إلى الإيمان بيسوع، لكي يحبّوه ويثبتوا فيه وهو فيهم إلى الأبد٠
الصّلاة: أيّها الرّبّ يسوع المسيح، أنت المسيح الحقّ وابن الله في المجد. ونشكرك لانجيلك كما دوّنه يوحنّا بشيرك، وندرك بواسطة هذا الكتاب الفريد جلالك وحقّك. ونسجد لك بفرح، لأنّك أرشدتنا إلى الإيمان بك وولدتنا ثانية بالنّعمة. ثبتنا في شركتك، لنحبّك بحفظ وصاياك. ونشهد باسمك جهراً، لكي يؤمن أصدقاؤنا بك وينالوا بالإيمان ملء حياتك٠
السؤال: ٢٦- عمّ يعبّر يوحنّا في ختام إنجيله؟