Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الأول الفترة التمهيدية لخدمة المسيح ( ١:١- ٤: ٢٥)٠
أ- ولادة يسوع وطفولته (١:١- ٢: ٢٣ )٠
١. نَسَب يسوع (١:١-١٧)٠
متى١: ٦-٩
٦
وَ يَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَ دَاوُدُ الملك وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأورِيَّا. (٧) وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحُبْعَامَ. وَرَحُبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَ أَبِيَّا وَلَدَ آسَا. (٨) وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَ يَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَ يُورَامُ وَلَدَ عّزِيَّا. (٩) وَ عُزيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَ يُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا.٠
تربى سليمان في صغره على يد كاهن، فنما في التقوى طالباً من الله قلباً مطيعاً ممتلئاً بالحكمة. ولما توج ملكاً بنى في أورشليم هيكلاً جميلاً، ليكون محوراً للحضارة اليهودية عبر القرون. وقد قطع لبنائه كثيراً من أرز لبنان الثمين. وفرض سليمان على الشعب أن يدفع تكاليف تلك الأبنية الفخمة. وكان لدى سليمان ٧٠٠ زوجة و ٣٠٠ محظية تقريباً. فتألم الشعب من الضرائب الباهظة لأن حياة كهذه تكلف قناطير. وفوق هذا الشر، فقد استقدمت كل زوجة منهن صنماً خاصاً معها من بلادها. فمال سليمان الحكيم أخيراً إلى عبادة الأوثان إرضاءً لزوجاته الحبيبات (١ ملوك ١١)٠
في زمن داود وسليمان، قامت دولة إسرائيلية قوية لمدة مئة سنة فقط، وبعدها حل الانقسام. حصل ذلك في زمن ابن سليمان "رحبعام" المستبد، إذ انقسمت دولة الآباء سنة ٩٣٢ ق.م، فاتحدت الأسباط العشرة في شمال البلاد مكونين مملكة اسرائيل الجديدة، التي كانت عاصمتها مدينة السامرة. أما سبط يهوذا فقد ظل أميناً للعائلة الملكية الداودية، وتكونت منه المملكة اليهودية في منطقة أورشليم. أما أسماء الملوك في نسب يسوع فترجع للذين حكموا هذه المملكة الصغيرة في أورشليم وضواحيها٠
في زمن هذا الانشقاق أرسل الله أنبياءه إلى المملكة الشمالية، ومنهم إيليا وعاموس وهوشع. وعملوا على وَقْف عبادة الأوثان الداخلة في الأمة من الشعوب المحيطة بهم. فأنذروا شعبهم باسم الله ليرجع عن عبادة الصور والأوثان والأشجار المقدسة وذبح الأولاد، وسمُّوا كل الآلهة أباطيل، واعترفوا بالله الوحيد، مشددين على الإيمان بالوحدانية. تألموا من الكفر المتغلغل، مهددين الفجَّار بدينونة الله وانتقامه. وانبأوا بنفس الوقت عن مجيء الملك الوديع العادل، الذي سيأتي ليوحّد الأخوين المنفصلين، وينشئ في أورشليم دولة السلام٠
لكن الأسباط في دولة الشمال لم يذعنوا للأنبياء، بل أكملوا عبادة الأوثان والحفلات البذيئة، فعمَّ الكفر والفساد. سمح الله أن تهجم الدولة الأشورية على إسرائيل، التي كانت في أوج قوتها، فحاصر الأشوريون مدينة السامرة وهدمتها. سبى الأشوريون كل الأغنياء والرؤساء مسافة ١٥٠٠ كيلو متر بعيداً عن أوطانهم، في بلاد الرافدين، فذابوا بين الشعوب. وبذلك انتهى تاريخ دولة إسرائيل سنة ٧٢٢ ق.م. وقد استجلب الأشوريون شعوباً وثنية أخرى أسكنوها في الجليل والسامرة وشمال فلسطين مكان المسبيين، فامتزج هؤلاء مع بقية شعب اسرائيل مكوّنين ديناً مختلطاً، مما حدا باليهود الجنوبيين إلى احتقار الشماليين الممتزجين مع الأمم ورفضهم لأنهم نجسون. أما قوله "يورام ولد عزيا" لا يقصد به أن يورام هو أبو عزيا. لكن المقصود أن عزيا سليل يورام، لأن ما بين يورام وعزيا هناك ثلاثة ملوك لم ترد أسماؤهم في السلسلة (١أي ٣: ١١و١٢) وهم أخزيا ويوآش وأمصيا. وحذف هؤلاء الملوك الثلاثة كان قضاء إلهيا عليهم حسب الوعد الوارد في (خر٢٠: ٣-٥ وتث٢٩: ١٨-٢٠) ومن ثم لم يعترف الشعب بملكهم عليه إذ ثار عليهم وقتلهم ولم يدفنهم في قبور الملوك (٢أي ٢٢: ٨و٩، ٢٤: ٢٥، ٢٥: ٢٧و٢٨) وأسقطهم من جدول النسب الملكي. لقد راعى متى ذلك في كتابة إنجيله لأنه قدمه لليهود. ومهما كان السبب فعدم ذكرهم لا يخل بصحة النسب. ولم يستطع اليهود أن يعترضوا على ذلك بشيء أو على حذف بعض الأسماء من جداول الأنساب لأن ذلك كان أمراً مألوفاً لدى اليهود كما هو واضح من مقابلة (عز٧: ١-٥ مع ١أي ٦: ٣-١٥)٠
أما يسوع فأحب المحتقرين، وسكن بنفسه في الناصرة في مملكة الشمال، فسبَّب له ذلك رفْضاً من يهود أورشليم. وفي زمن يسوع رمَّمَ الملك هيرودس بناء الهيكل الثاني في التاريخ. لم يرفض المسيح ورسله هذا البيت المصنوع من الحجر، بل نادوا الشعب المجتمع في الهيكل أن يستسلم للإله الحقيقي، ويسلم نفسه حجارة حية لبناء بيت روحي يسكن الله فيه بروحه القدوس٠
الصلاة : أيها الرب يسوع المسيح، مملكتك ليست من هذا العالم. أنت الملك الوديع الصحيح. جميع الرؤساء الآخرين أخطأوا وحاربوا وسفكوا الدماء وكنزوا الأموال، أما أنت فعشت قُدُّوسا ومت في سبيل الحق لتفدينا من العار. اقبلنا واغرسنا في هيكلك الروحي لنكون عن حق بيت الله المكرس إلى الأبد٠
سؤال ١٢ : متى حدث الإنشقاق في مملكة العهد القديم، وإلى أي فرقة ينتمي نسب يسوع؟