Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٤- عدم إيمان اليهود وعداوتهم ليسوع (متى١١: ٢- ١٨: ٣٥)٠
٢- النمو الروحي لملكوت السموات (المجموعة الثالثة لكلمات المسيح) ( ١٣: ١-٥٨)٠
ت) مثلان عن حبة الخردل والخميرة ( ۱۳: ۳۱-۳۵)٠
متى ١٣: ۳۱-۳٢
۳۱
قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، (۳۲) وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا
(حز۱۷: ۲۳، مر٤: ۳۰-۳۲، لو۱۳: ۱۸-۱۹)٠
عود الثقاب حجمه صغير، لكنه قادر أن يحرق الكثير. فكلمة الله تشبه شرارة صغيرة، تسبّب ناراً تلفّ الكرة الأرضية كلها. والمسيح يدلنا عل قوة كلمة الله العاملة بتمهُّل ويقين. فعلى كل من يشهد باسم المسيح وخلاصه أن يتأنَّى، لأن كلمة الصليب مفعمة بالقوة القادرة أن تخلق جنساً جديداً. إن الكتب التي يزخر بها العالم بمختلف تعاليمها وأفكارها المتنوعة تعظم قدرة الإنسان وتهمل الصليب وأبعاده. رغم هذا لم يجد كتاب من الكتب العالمية انتشاراً كالإنجيل، لأن ملايين من البشر يستخرجون منه يومياً قوة وتعزية وحياة أبدية٠
يشبِّه المسيح نفسه بحبة الخردل المحتقرة، التي نمت إلى شجرة عظيمة، تمتد على جميع بقاع الأرض، مانحة الشعوب ثماراً يانعة. فتأثير يسوع غير المباشر على الحضارات الدنيوية بواسطة الأفكار المسيحية، هو أكثر فعالية مما نعلم. والطيور على الأغصان ليست جزءاً من الشجرة، فتطير بعدئذ آخذة بمناقيرها أوراقاً بسيطة، دون أن تصل إلى القوة. هكذا هم الذين يستفيدون من المسيح، ولا يثبتون فيه. لكن من يؤمن به ويتعمق في كلمته، يبتدئ في قلبه السلام والفرح والحق٠
متى ١٣: ۳۳-۳۵
قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ (۳٤) هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ، وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، (۳۵) لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَ
(مر٤: ۳۳-۳٤، لو۱۳: ۲۰-۲۱، مز۷۸: ۱-۲)٠
لما تخبئ المرأة الخميرة في الدقيق فإن القصد من ذلك هو أن تنقل للدقيق مذاقها وخواصها. هكذا ينبغي أن نكتنـز الكلمة في نفوسنا لكي نتقدّس بها (يوحنا۱۷:۱۷)٠
وكما أن الخميرة تجعل العجين نافعاً وجاهزاً للخبز، هكذا تغيّر كلمة الله الإنسان الفاسد، ليصبح نافعاً وصالحاً. فبدون عمل المسيح نبقى أشراراً أنانيين وثقلاء. لكن الروح القدس يجعلنا خداماً لنشعر بالمساكين ونصلّي للذين يضايقوننا. ومثلما يكون عمل الخميرة بلا ضجيج، بل هادئ وغير منظور، كذلك يعمل الروح القدس بهدوء في قلوب المؤمنين٠
وبدون كلمة الله يبقى العالم فقيراً ضعيفاً ضالاً. لكن الآن نجد في هذه الأحرف قوة الله كلها، ومواهب ملكوته المختبئة فيها. فالكتاب المقدس هو أثمن من الذهب المصفَّى. إحفظ كثيراً من الآيات غيباً، تجمع كنزاً يدوم إلى الحياة الأبدية. عندها تصبح هذه الكلمات فيك قوة تغيِّر الآخرين، وتسبّب فرحاً وسروراً في الكثيرين٠
عندما تُخبّأ الخميرة في العجين فإنها تعمل عملها فيه، إنها تخمره "كلمة الله حية وفعالة" (عب٤: ۱۲). والخميرة تعمل بسرعة هكذا تعمل الكلمة، وإن كان تدريجيا. وهي تعمل بهدوء ودون أن يشعر أحد (مر٤: ۲٦) ومع ذلك فهي تعمل بقوة لا تقاوم. وهي تعمل عملها بدون ضوضاء، لأن هذه هي طريقة عمل الروح القدس. خبئ الخميرة في العجين وعندئذ يعجز العالم كله عن تعطيلها من أن تنقل إليه مذاقها وخواصها، ومع ذلك لا يرى أحد كيف تتمم عملها، إنما يختمر العجين كله تدريجياً٠
الصلاة: أيها الآب، نشكرك لأنك تبذر كلمتك في قلوبنا وبيوتنا، فنؤمن أنها لا ترجع فارغة، بل تحقق قوّتها مفجرة القلوب المتحجّرة، فتصبح شجرة حية، تأتي بثمار كثيرة. خمّر شعوبنا بروحك القدوس وابتدئ في عائلاتنا بالتقديس، لنصبح جميعنا أذكياء طيبين٠
السؤال ۱۳٤ : ماذا يعلّمنا المَثَلان عن حبة الخردل والخميرة؟