Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى أهل رومية -- الرب برنا
دراسات في رسالة بولس الى اهل رومية
الجُزء الثَّالِث بِرُّ الله يَظهر في حَياة أتباع المَسِيْح (رُوْمِيَة ١٢: ١- ١٥: ١٣)٠
١٠- كيف ينبغي للأقوياء في الإِيْمَان أن يتصرّفوا حيال المَشَاكِل الطارئة؟ (رُوْمِيَة ١٥: ١- ٥)٠
رومية ١:١٥-٥
١ فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ, وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. ٢ فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ, لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. ٣ لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ, بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ, تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. ٤ لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا, حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. ٥ وَلْيُعْطِكُمْ إِلَهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً فِيمَا بَيْنَكُمْ, بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ,
علِمَ بُوْلُس عمق التّقاليد بالنسبة للأكل والشرب، فواجه الأقوياء في الإِيْمَان والمتحرّرين مِن الشَّرِيْعَة، واعتبر نفسه واحداً منهم، ولكنَّه قيَّد حرّيته الخَاصَّة فوراً قائلاً إنَّه ينبغي للنَّاضجين أن يحتملوا ضعفات المبتدئين ما داموا يؤمنون بالمَسِيْح. فليس لكلّ واحدٍ أن يعيش وَفْقَ أهوائه، بل وَفْقَ ما يبني الجُدُد الناقدين وغير المتيقِّنين في جميع الأمور. فبنيان الإِيْمَان عند الآخَرِيْنَ أهمّ مِن تنفيذ أهوائنا ورغباتنا٠
وهذا المبدأ يكسر الأنانية في الكَنِيْسَة مِن جميع الجهات. فلا نخطّط حياتنا وأعمالنا وفرصنا وَفْقَ أحلامنا، بل نخدم يَسُوْع والضعفاء في الإِيْمَان، لأنَّ محوَر كياننا ليس (الأنا)، بل يَسُوْع وكنيسته. فيَسُوْع لم يَعِشْ لنفسه، بل أخلى مجده وأصبح إنساناً، واحتمل التُّهَم والشتائم والآلام ليخلّص العالَم. وأخيراً مات عن الجميع محتقَراً كمجرم، ليُخلّص حتّى المجرمين، ويبني فيهم الإِيْمَان٠
عاش يَسُوْع حسب الكِتَاب المُقَدَّس حياة التواضع والوداعة والصبر الفائق، واستمدَّ مِن أسفار العَهْد القَدِيْم الهدى والقوَّة في خَدَمَاته. فينبغي لمَن يريد أن يخدم في كَنِيْسَة، أو بين رافضي المَسِيْح أن يكون مؤسَّساً على كَلِمَة اللهِ، وإلاّ فقد قوَّة وفرح الاستمرار في خدمته٠
لخّص بُوْلُس أبحاثه الطويلة في هذه المواضيع بالدَّلالة إلى أنّ الله هو إله الصبر والتّعزية (رُوْمِيَة ١٥: ٥). فالخالق نفسه يحتاج إلى صبر طويل كي يحتمل البشر الأنانيين المعاندين، ولا يتعزى إلاّ بابنه يَسُوْع الَّذي تثبت مسرّته به. وبهذه الدَّلالة أرشد بُوْلُس المصلّين في روما إلى روح الصبر والتّعزية، ليهَب للكَنِيْسَة الوحدة الَّتي لا تخرج مِن المُؤْمِنِيْنَ، بل مِن المَسِيْح وحده، لأنَّ به فقط تتوحَّد أفكار الكَنِيْسَة. فلا نجاح في الكَنِيْسَة ولا اتّحاد إلاّ مِن المَسِيْح مباشرةً. عِنْدَئِذٍ يشترك الجميع معاً في الحمد ويتأكّدوا أنَّ القدير الدَّيَّان خالق الكون هو أبو ربِّنا يَسُوْع المَسِيْح٠
كان يَسُوْعُ الوحيد الَّذي صالحنا مع القُدُّوْس بآلامه وموته، واشترى لنا بقيامته مِن الأَمْوَات وصعوده إِلَى السَّمَاءِ التبنّي والولادة الثَّانِية الرُّوْحيّة، حتّى يحقّ لنا أن نتهلل ونسبّح أبا يَسُوْع المَسِيْح كأبينا الحنون. وكما هو وابنه وحدةٌ روحيّة كاملة، هكذا ينبغي لأعضاء الكَنِيْسَة أن يرتبطوا بيَسُوْع في وحدة لا تنفصل٠
الصلاة: أَيُّهَا الآبُ السَّمَاوِيّ، نعظّمك لأنَّ ربَّنا يَسُوْع أعلن أبوّتك لنا، وصالحنا معك بآلامه وموته، وربطنا بروحك القُدُّوْس في وحدة محبّتك. اسمح بأن تُحقِّق هذه المحبّة وحدةً روحيّةً كاملةً في كنائسنا، رغم تباين الآراء بين المُؤْمِنِيْنَ٠
السؤال ٩٠: ماذا تعني الآيتان ٥و ٦ مِن الأَصْحَاح ١٥ مِن الرِّسَالَة إلى كَنِيْسَة رُوْمِيَة؟