Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الرابع خدمات يسوع الأخيرة في أورشليم(متى ٢١: ١-٢٥: ٤٦)٠
اً- جدال في الهيكل (٢١: ١ – ٢٢: ٤٦)٠
٢. تطهير الهيكل ( ٢١: ١٠-١٧)٠
متى ٢١: ١٤-١٧
وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ. (١٥) فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ الْعَجَائِبَ الَّتِي صَنَعَ، وَالأَوْلادَ يَصْرَخُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ غَضِبُوا (١٦) وَقَالُوا لَهُ: أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هؤُلاءِ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟ (١٧) ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ٠
المسيح هو هيكل الله والله في الهيكل، لأن فيه حلَّ كلُّ ملء اللاّهوت جسدياً. كما أن الله عمل بواسطته وخلّص كثيرين. يسوع هو رئيس الكهنة الصحيح، وحمل الله الذي قدَّم نفسه ليحلّ فينا ملء بركة الروح القدس. إنه هو الهيكل ورئيس الكهنة والذبيحة للكفارة عن خطايا العالم في آن واحد. فيه تمت كل متطلبات الشريعة بخصوص الخدمات الكهنوتية للمصالحة مع الله٠
وحيث المسيح هناك العجائب، وسلطانه يشفي المرضى والعمي والعرج. كانت بيناته في الهيكل آيات دالة على ألوهيته، ليلفت أنظار الشعب من الحجارة الميّتة ويبصروه هيكل الله الحق٠
كان محرّماً على العمي والعرج دخول بيت داود (٢صم٥: ٨)، ولكنّه كان مصرّحاً لهم دخول بيت الله، لأن عظمة وكرامة ومجد بيته لا تتضمّن في الأمور التي تتطلّبها عظمة ومجد وكرامة قصور الملوك. لأن هذه ينبغي أن يبتعد عنها العمي والعرج، أما هيكل الله فلا يبتعد عنه إلا الأشرار والدنسون٠
تدنّس الهيكل لما استخدم كسوق تجارية، ولكنّه أكرم لما استخدم كمستشفى. ففعل الخير في بيت الله أكرم وأليق به من تحصيل الأموال فيه. يشعر الأولاد بعض المرّات بروحهم بحقيقة شخص أسرع من البالغين، هكذا أخذ الصغار يرتلون كصدى لهتاف اليوم الأسبق: «أوصنّا لابن داود». فلم يعرف الأطفال أنهم حيُّوا بهذه الكلمات الملك الإلهي. بل كل قصدهم أنهم يحيُّون يسوع الحنون الشافي
إن صغار الأولاد يقولون ويعملون كما يسمعون ويرون في الآخرين، لأنهم يقلدون بسهولة، ولذلك وجب الحرص كل الحرص على إعطائهم أمثلة طيبة لا أمثلة رديئة. يقول المثل اللاتيني "يجب التدقيق جداً في مخالطة الصغار". يتعلّم الأولاد ممن معهم، إما أن يلعنوا ويحلفوا أو يصلوا ويسبحوا. كان اليهود يعلّمون أولادهم في حداثتهم أن يحملوا الأغصان في عيد المظال ويصرخوا قائلين "أوصنا" على أن الله علّمهم هنا أن يطبقوا هذا على المسيح٠
أما المتدينون وزعماء الشعب فكانوا مهتاجين وغائظين جداً. لقد خافوا من شغَب سياسي واضلال الأمة المرتج لاستقبال النبي الجديد، فترقَّبوا بيقظة: هل ينقضّ يسوع على السلطة فيأخذها بالقوة، ويعمل انقلاباً سياسياً؟ وعندما لم يحدث شيء، ولم يهبط حشد جيوش من السماء لإبادة الرومان، تقدَّموا إلى يسوع سائلين: "ماذا يكون موقفك بإطلاق اسم ابن داود عليه من قِبَل أنصارك"؟ فجاوبهم يسوع إن الروح القدس يتكلم بأفواه الأطفال والرُضَّع إذا لم يسجد له الرؤساء والأمراء. وبهذه الكلمات طلب من المجمع اليهودي الخضوع الطوعي لجلاله. وعندما لم يتم هذا السجود مضى يسوع من أورشليم مختفياً في بيت عنيا، لأن أعداءه قصدوا قتله٠
الصلاة: أيها الآب، نحن في حاجة ماسة إلى التطهير والإنعاش والتجديد في صميم قلوبنا، لكيلا نشبه مغارة اللصوص. اطرد أفكارنا المضادة لمحبتك ولطفك. بدِّد همومنا الضاغطة من داخلنا، لنتقدس بدم ابنك، فيحل روحك القدوس فينا، جاعلاً أفواهنا وأفئدتنا ترتل، لأنك تستحق التسابيح في كل حين٠
السؤال ١٨٨ : ماهو الفرق بين الأولاد المرتلين في الهيكل ورؤساء الكهنة والكتبة المغتاظين؟