Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
س) إعلان يسوع الأول عن موته وقيامته( ۱٦: ۲۱- ۲۸)٠
متى ١٤: ۲۸- ۳۳
۱٦: ۲٤ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.
متى۱۰: ۳۸-۳۹، مر۸: ۳٤، لو۹: ۲۳، ۱بط۲: ۲۱)٠
من ينكر إنساناً ما يتصرف كأنه لا يعرفه ولا يتجاوب معه، ويعتبره غير موجود ويهمله بشكل كامل. يطلب المسيح من كل من يريد اتباعه أن ينكر نفسه اولاً ولا يتجاوب مع متطلبات شهواته المضادة لإرادة الله، ويرفض أنانيته المتمركزة في دمه، ويهمل أمنياته الفردية، ويطلب أولاً ماهو لله وملكوته. يربينا المسيح على معارضة الدعايات الصارخة في الجرائد والتلفزيون والتي تدعو للشهوة والشراء ويحررنا من التمحور والتركيز على الذات، ويقودنا إلى الرجوع والإهتمام بالآب السماوي والإنسان المحتاج إلى خدمتنا٠
يتضمن هذا الإنكار إنهاء الوهم أن باستطاعة الإنسان خلاص نفسه بنفسه. فالحسنات لا تُذهب السيئات، لأن الحسنات تظهر امام قداسة الله أنانية صافية، فلا يبقى لنا فخر في ذواتنا إلا إذا نكرنا حقوقنا المزعومة وأدَنَّا أنفسنا واعترفنا ببطلاننا في إشاعة نور الله البهي٠
لم يحرر المسيح تلاميذه من الصدمة بعدما أعلن لهم موته وسمَّى مقدام تابعيه شيطاناً بل عمَّق الرعب في قلوبهم خصوصاً عندما طلب من كلٍ منهم أن ينكر نفسه ويحمل صليبه الخاص٠
لا يكفي لاتباع المسيح أن ينكر الناس أنفسهم الخاصة، بل يطلب الرب منا أن ندرك صليبنا الخاص ونقبله طوعاً ونحمله في قوة المسيح، وبدون هذا لا نستطيع اتِّباعه. لم يتكلم يسوع عن صليبه الشخصي بل عن صليب كل واحد من أتباعه. كانت عقوبة الصليب عند الرومان بمثابة العذاب الأحمر للعبيد العصاة الذين حاولوا الثورة ضد أسيادهم أو القصاص ضد اللصوص الأجانب. في هذه الوصية يطلب منا المسيح أن نُقرّ بأننا مستحقون الموت الشّنيع على الصليب، لأننا كنا بعيدين في السابق عن الله وتعدينا على شريعته وعارضنا لطفه. فكل إنسان يستحق عذاب الصليب فوراً. وهذا الإعتراف يشمل ذنوبنا وإرادتنا ونوايانا. يرغب المسيح أن يرشدنا لندين أنفسنا وندرك أنه ليس مستحقا الموت على الصليب، بل نحن المستحقون ذلك. عندئذ تموت فينا الكبرياء، ونقدم الشكر والحمد والتسبيح للذي أخذ مكاننا على الصليب، وأن نحتمل بدون أي تذمر صعوباتنا ونئن في أوجاعنا لأننا نستحقها كما كتب الرسول بولس :" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ". فقط من ينكر نفسه ويحمل صليبه يستطيع أن يتبع يسوع ويختبر قدرة نعمته. ولكن من لا يزال يظن أنه صالح وقوي وجميل ومقبول عند الله من تلقاء نفسه لا يستطيع أن يتبع يسوع على الدوام، لأنه فقط حين تنتهي قدرة الإنسان وحكمته تكمل قوة الله في ضعفنا. طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات٠
الصلاة: أيها الأب السماوي، قادنا إبنك إلى إدانة أنفسنا، فننكسر امامك ونتمتم باننا لسنا مستحقين أن نُدعى لك أبناء. لكن في نفس الوقت نتعزّى لأن يسوع أخذ مكاننا على الصليب لنتبرر أمامك. ساعدنا أن ننكر انفسنا عملياً ونحمل الصليب عن طواعية واختيار، ونتبع يسوع حيث يشاء ونبقى مصلوبين معه إلى أن يعيش هو فينا ونحن فيه٠
السؤال ۱۳٤: ما معنى إنكار الذات وحمل الصليب الخاص؟