Previous Lesson -- Next Lesson
٩ - شفاء الأعرج (٣: ١-١٠)٠
أعمال ١:٣-١٠
١ وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ. ٢ وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ, كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْجَمِيلُ لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ. ٣ فَهَذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ, سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. ٤ فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ, انْظُرْ إِلَيْنَا. ٥ فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. ٦ فَقَالَ بُطْرُسُ, لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ, وَلَكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ, بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ. ٧ وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ, فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ, ٨ فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي, وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللَّهَ, ٩ وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ اللَّهَ. ١٠ وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَابِ الْهَيْكَلِ الْجَمِيلِ, فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ٠
بعد أن صلّى الرسل وأعضاء الكنيسة منفردين. وذهبوا جميعاً معاً إلى الهيكل، ولم يحتقروا مكان السجود لأبيهم، رغم أنّهم أصبحوا في ذواتهم هيكل الرّوح القدس. ولأجل صلواتهم المستمرّة وشكرهم الصافي، ألبسهم الله قوّة فائقة، لأن ليس أحدٌ يجد سلطاناً روحيّاً إلاّ في الصّلاة ودرس الكتاب المقدّس باستمرار. وكانت قلوب الرسل ملآنة بمحبّة الله الحانية على المساكين فهم لم يمرّوا غير مبالين بالفقراء المحتاجين لأنّ محبّة الله تحملنا على خدمة جميع النّاس٠
ولمّا صعد بطرس ويوحنّا إلى ساحة الهيكل الممتلئ بالنّاس وضجيجهم، ليصلّيا معاً وينالا البركة، سمعا صوتاً رفيعاً بجانبهما فالتفتا بانزعاج ورأيا رجلاً بائساً أعرج منذ ولادته لم يخطُ في حياته كلّها بعد خطوة واحدة دون عون الغير؛ فتحنن قلبا خادمي الرّبّ على المسكين، وتمنّيا العونَ للبائس، فدفعهما الرّوح القدس للإيمان بقدرة يسوع، وقوَّى ثقتهما بالمخلّص، فأدرك بطرس ويوحنّا معاً أنّ الرّبّ يريد تمجيد اسمه في المعذَّب حالاً.وكان على بطرس أن يخبر الفقير أنّه ليس أغنى مِنه، لأنّ أعضاء الكنيسة الأولى امتنعوا عن التملّك، وعاشوا معاً مِن الصندوق المشترك. فعبَّر بطرس عن المبدأ الظاهر في كلّ كنيسة حيّة: ليس لنا فضة ولا ذهب، ولو كان عندنا شيءٌ منهما لضَحَّينا به لتمجيد المسيح وخدمة الفقراء. ولكن حيث يتكوّم المال في صندوق كنيسة ما فهنالك تكون المحبّة ضئيلةً والبخلُ كبيراً مستطيراً؛ ولهذا لا تجري قوّة الله في الكنيسة الغنيّة بالمال، بينما الكنيسة الفارغة مِن النقود والغنيّة بالإيمان تمتلئُ بقوّة محبّة المسيح. فماذا تريد قوّةً أَم مالاً؟ المسيح أَم الدُّنيا؟ فهما لا يلتقيان معاً البتّة٠
تفرّس الرسولان في عيني المسكين، وتحسسا داخل قلبه، حتّى شعر المريض بأن هذين الرجلين يهتمان به، لا يحتقرانه بل يحبانه هو الغوغائي. ففكّر أولاً بمبلغ كبير يتقاضاه مِنهما، ولكنْ لمَّا سمع أنّ الرسولين فقيران مثله تلاشى رجاؤه. وبعد قليل أنصت الأعرج بانتباه، لمّا نطق بطرس بالاسم الغريب: يسوع ولم يقصد أيّ إنسان مِن الّذين لقّبوا به، ومعناه "الله يعين"، بل قصد المعين الوحيد الطبيب المخلّص، الّذي هو وحده المسيح الحقّ، الآتي مِن الناصرة المنطقة الجبليّة الشماليّة. وربّما كان المريض قد سمع كثيراً عن هذا المصلوب والمقام، ولاحظ شيئاً مِن الفرح الّذي غمر بعض النّاس بواسطة هذا الاسم، فرسالة الرّوح القدس بأنّ الله قد أقام المصلوب ورفعه إليه لم تبق مُغيَّبَةً في أزقّة أورشليم٠
سَمِعَ المُقعَدُ الأمر بالنُّهوض باسم يسوع، وشعر بيد بطرس الّّتي أمسكت برسغه، فجرى تيّار قوّة محبّة إلى جسد الأعرج، فتقوّت عضلاته، واشتدّت أربطته، وتعافت أعصابه، وتجلّست عظامه، وسمع المريض الكلمة: امش باسم يسوع المسيح، فقام ورأى عجباً، أنّه يستطيع المشي!٠
لم يَخْطُ هذا المريض في حياته السابقة خطوة واحدة. أمّا الآن فقد قفز كغزال، وركض كولد، وتهلَّل بأعلى صوته، ولم يحمد الرسل، بل مجّد الله مباشرةً ولم يركض إلى بيته، بل أدرك أنّ يسوع هو الّذي شفاه، فرافق الرسولين المصليين إلى الهيكل، ليسجد معهما لله ويسبّحه معهما. وفي فيضان فرحه، صار يركض يُمنةً ويُسرَةً وجرّب عظامه وساقيه، فاختبر ما نختبره نحن يوميّاً. إنّ الله يعطينا نعمة لنستطيع المسير، فهل شكرتَ ربَّك لهذا الامتياز؟
وحيث أنّ الساعة كانت الثَّالثة ظهراً، فقد اجتمع كثيرٌ مِن النّاس للصّلاة الجمهوريّة، والكلّ كانوا عارفين الشحاذ المسكين، الّذي ركض مبتهجاً وفرحاً، فأصبح رمزاً لسلطان المسيح فتعجّب الجميع وشعروا بالقوّة الجديدة العاملة بينهم٠
ما هو حالك أنت؟ هل تجلس مثل الأعرج في مدخل هيكل الله، سائلاً صدقة مِن المارين ورحمة، أم أنّ قوَّة يسوع قد أنعشتك، فتمشي باسمه وتقفز وتطفر، وتسبّحه بكلّ سلوكك بكرة وأصيلاً؟
الصلاة: أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نشكرك لأنّك شفيت الأعرج بواسطة إيمان رسلك. ليتقدّس اسمك أيضاً بإيماننا. املأنا برحمتك، لكيلا نحبّ المال، بل نخدم المساكين باسمك. اشفنا بقدرتك لنسير في اسمك ونحمدك٠
السؤال: ١٨. ماذا تعني العبارة "باسم يسوع المسيح الناصري"؟