Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٤- عدم إيمان اليهود وعداوتهم ليسوع (متى١١: ٢- ١٨: ٣٥)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
ت) إشباع الخمسة آلاف( ۱٤: ۲۲-۲۷)٠
متى ۱٤: ٢٢-٢٧
۱۳
٢٢ وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلامِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. (٢٣) وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. (٢٤) وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأََنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. (٢٥) وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. (٢٦) فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ خَيَالٌ وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! (٢٧) فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا. (مر٦: ٤٥-٥٢، لو٦: ١٢؛ ٢٤: ٣٧، يو٦: ١٥-٢١)٠
لم يقصد المسيح أن يسقط تلاميذه في تجربة الحماس كبقية الجمهور الذين حاولوا أن يجعلوا صانع الخبز ملكاً عليهم، فلم يهتموا بالوهّاب، بل بالخبز الموهوب لهم مفكرين بالراحة دون تعب وكدٍّ، بدون تغيير القلوب، فاحبوا أنفسهم أكثر من ابن الله٠
عندئذ انسحب يسوع من بينهم، وفصل اتباعه عن التيار الخطير في الشعب، كي يتأملوا في معنى الأعجوبة وليس في الخبز ذاته. ثم اعتزل المسيح الجميع لكي يصلي في البرية، مرجعاً الشهرة والمعجزة لأبيه الذي منحه إياها. بهذا العمل شكر المسيح أباه، وأنت كيف تشكر إلهك على البركات والنعم التي وهبك إياها طوال حياتك. نحن نتحرر من الكبرياء والعجرفة من خلال الشكر والسجود لله٠
عاد التلاميذ سريعا إلى واقعهم، لأن العاصفة هبت ضدهم والبحر هاج عليهم، فلم يكونوا بعد في الفردوس أو في منازل الآب، بل وجدوا أنفسهم في بحر المشاكل بدون المسيح. ظنوا أن مخلّصهم بعيد عنهم، لأنه غير منظور. ونحن أيضاً نختبر التيار الجاري ضدنا، والظلمة الدامسة المتصاعدة، والخطر المحدق بنا، فيزداد الخوف في العالم أكثر فأكثر٠
لابد أن التلاميذ صلّوا منادين باسم مخلّصهم غير موجود معهم، فأعطاهم تعليماً لن ينسوه إلى الأبد. لقد جاء إليهم عياناً كما طلبوا، إلهاً منقذاً. لم يدرك التلاميذ يسوع، لأنهم كانوا غير مؤمنين باستجابة صلاتهم، وظنُّوا أنه شبح. فارتجفوا وصاحوا خوفاً ورهبة٠
فهل تؤمن باستجابة صلواتك؟ أو تعيش خائفاً من الأشباح في الضيق والمشاكل؟ المسيح يقترب منك، وإن لم تره. آمن به تُحفَظ إلى الأبد٠
أعلن يسوع ذاته للخائفين، قائلاً: «أنا هو». وهذه عبارة معروفة لشعب العهد القديم كإعلان الرب عن ذاته ( اَلْخُرُوجُ ۳: ۱۳،۱۴). فزيادة على خلق الخبز من القليل، أعلن المسيح نفسه لأتباعه أنه رب العهد الأمين، وطرد منهم كل خوف٠
الصلاة: أيها الرب يسوع نعظمك لأنك رفضت تتويجك ملك الخبز على الجماهير، وأكملت طريق العار على الصليب لتشملنا بغفرانك وبر نعمتك. أنت تريد منا أن نتبعك ليس طمعاً في الخبز والمال بل تعلقاً بك ومحبة فيك، لكي نؤمن أنك أنت الرب الأمين الذي لن يتركنا ولن يتخلى عنا في الظلام الدامس٠
السؤال ۱۴۱: ماذا تعني عبارة انا هو في الكتاب المقدس؟