Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٤- عدم إيمان اليهود وعداوتهم ليسوع (متى١١: ٢- ١٨: ٣٥)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
ث) غرق بطرس في البحيرة (۱٤: ۲۸-۳۳)٠
متى ١٤: ۲۸- ۳٦
٢٨
فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ (۲۹) فَقَالَ: تَعَالَ فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ (۳۰) وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ׃ يَا رَبُّ نَجِّنِي (۳۱) فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟ (۳۲) وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ.(۳۳) وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللّهِ٠
(متى۱٦:۱٦، يو۱: ٤۹)٠
سمع بطرس إعلان المسيح أنه الرب بالذات، وفهم معنى هذا القول وآمن به. لكنه شكَّ في اختباره وحواسه، طالباً البرهان ليتأكد من حقيقة ألوهية المسيح الماشي على الماء، فجرَّب ربه ليأمره بالمشي إليه على الماء٠
قال المسيح له كلمة واحدة: «تعال». وهذه الكلمة دعوة، تخصني وتخصك. تعال إلى شركة المسيح، ولا تختر لنفسك هدفاً غيره، فتصبح أقوى من كل عناصر دنيانا٠
تجاسر بطرس رغم ضعفه وشكوكه ونزل من المركب إلى البحر الهائج. وشَخَصَ مبهوتاً إلى المسيح لأن الماء صار تحت قدميه أرضاً صلبة يمشي عليها. لأن إيمانه ثبت بقوة الخالق القدير٠
وبينما هو ماشٍ على سطح البحر تذكّر الصياد الخبير فجأة أنه محاط بالخطر، لأنه عالم باللجج والأمواج، فخاف ولم يعد يفكر بالمسيح، بل تأمل الخطر المُقبل عليه. لم ينظر إلى هدف مسيره الذي هو المسيح بل إلى الموجة الهاجمة عليه، فابتدأ يغرق!٠
أيها الأخ، كل ما يصرفك عن المسيح ويُشغل بالك يسيطر عليك ويخرِّبك. آمن بالمسيح وحده، واعتبر أن كل الناس والسلطات بالنسبة له لا شيء. انظر إليه ولا تحوّل عينيك عنه مطلقاً٠
لما ابتدأ بطرس يغرق، صرخ فزعاً: «يارب نجّني! » وعاد مرة أخرى ينظر إلى هدفه، فلم يرَ إلا المسيح وحده ماشياً على الماء. فمدَّ يسوع يده، وأمسك به، فنجا. لم يترك المسيح الخائف، ولم يرفض ذلك الفاشل بالإيمان، بل أمسكه ونجَّاه قبل أن يغرق نهائياً، وجعل من تحته الماء صلبة مرة أخرى لتحمل المؤمن بيسوع. لقد خلّصه المسيح في اللحظة الأخيرة دون تأخير٠
لما ابتدأ بطرس يغرق، صرخ فزعاً: «يارب نجّني! » وعاد مرة أخرى ينظر إلى هدفه، فلم يرَ إلا المسيح وحده ماشياً على الماء. فمدَّ يسوع يده، وأمسك به، فنجا. لم يترك المسيح الخائف، ولم يرفض ذلك الفاشل بالإيمان، بل أمسكه ونجَّاه قبل أن يغرق نهائياً، وجعل من تحته الماء صلبة مرة أخرى لتحمل المؤمن بيسوع. لقد خلّصه المسيح في اللحظة الأخيرة دون تأخير٠
فتح التلاميذ الأحد عشر الآخرين آذانهم وأفواههم بذهول عندما رأوا وسمعوا هذه الحادثة. وعندما دخل يسوع سفينتهم، سكتت العاصفة فجأة، وأحاطهم هدوء عظيم، كأنهم دخلوا السماء. قاموا في سفينتهم، وانحنوا عميقاً، وسجدوا للمنتصر على العناصر، واعترفوا مرتجفين: أنت بالحقيقة ابن الله. وهذه الكلمة لم تخرج من أفواههم إلا في هذا اليوم، حيث شاهدوا معجزة الخبز، وسمعوا قول يسوع: «أنا هو». ورأوه يمشي على الماء. فاستناروا مدركين ظهور الله في ابنه بينهم. إننا بقوة المسيح نُرفع فوق مستوى العالم، ونتمكن من أن ندوس عليه، ونُحفظ من أن نغرق ونبتلع فيه. تأمل في حياة المغبوط بولس وهو يمشي على الماء مع يسوع، ويعظم انتصاره به، ويطأ على كل الأمواج المتلاطمة وهو يعتبرها غير قادرة أن تفصله عن محبة المسيح (رو۸: ۳۳) وهكذا يصبح بحر العالم كبحر من زجاج، متجمداً لكي يحمل المؤمنين وكل الغالبين، يقفون عليه وهم يرتلون (رؤ۱۳: ۲و۳)٠
الصلاة: أيها الآب السماوي نشكرك لأنك أرسلت المسيح رباً على العناصر، سامحنا يارب إذا اعترانا الخوف من الزلازل والزوابع والحروب وهيجان العناصر، ولم نتطلع إليك. قوِّ إيماننا حتى لا نلتفت يمينا أو يساراً، بل اجعلنا نثبت أنظارنا في ابنك الحبيب لنستمد منه القوة والإطمئنان واليقين بحفظنا لأجل حضوره معنا. أما إذا غرقنا في التجربة والمشاكل فساعدنا أن نصرخ إليك " نجني يارب وخذ بيدي" لنختبر يد ابنك اليمنى تمسك بنا وتنتشلنا من الخطر المميت، فعندئذ نتبعه ملتصقين ومتمثلين به، ومعترفين بالحقيقة أنك ابن الله الحي٠
السؤال ۱٤۲: لماذا اعترف الرسل بعد سجودهم ليسوع أنه ابن الله؟