Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 122 (The Mystery of God in the Words of Jesus)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء

الجزء ٥.٤ - التَّطوُّرات الحاسمة التي تعقب البوق السَّابع (رؤيا يوحنا ١٢: ١- ١٧)٠


انتصار حَمَل اللهِ الذي لا سبيل إلى وقفه: نقرأ في النّصف الأوَّل مِن إعلان يَسُوْع المَسِيْح عن ظهورات الله وحَمَله التي تهدف إلى دعوة كنيسته وإِسْرَائِيْل والأمم إلى التَّوبة الفوريَّة. فبمحبَّةٍ وصرامةٍ، بإغراءات الدَّيْنُوْنَة وضرباتها، يرغب القدير أن يُعين شعبه على الرُّجوع والامتناع عن الخطيئة والبدء في العيش معه. إنَّه يريد أن يبرِّرهم بالنِّعمة ويُقدِّسهم بروحه. لكنَّ قليلين يبالون بدعوته٠

لذلك لاَ بُدَّ أن تأتي أحكام دينونة الختم والبوق كي تهزَّ الأمم. ومع ذلك لا يهتدي البشر. ومرَّةً تلو الأخرى يُتيح الرَّب لهم الوقت والفرصة ليتوبوا؛ ولكنَّ إِسْرَائِيْل وباقي العالم اختاروا ألاَّ يُطيعوا صوته. ويرمز خَتم عددٍ مختارٍ مِن بين أسْبَاط إِسْرَائِيْل والأمم أيضاً إلى تقسِّي الغالبيَّة العُظمى٠

ينفد صبر الله، وبدويِّ صوت البوق السَّابع يتغيَّر الوضع القانونيُّ، فمنذ هذه اللَّحظة وصاعداً يبدأ هجوم الله وحَمَله على عالمٍ غير تائبٍ. لا يدعو الرَّب بعد الآن إلى الخلاص بالنِّعمة وحدها، بل يضع قوَّته وسلطانه موضع التَّنفيذ ويُثبت انتصار المَسِيْح على الصَّلِيْب. ويتَّخذ إعلان المَسِيْح مظهراً حاسماً، فتبدو الرُّؤى والأحداث السَّابقة كلُّها تمهيداً للذروة التي ستبلغها المعركة النِّهائية. إنَّ الآب يضع أعداء المَسِيْح مَوْطِئاً لقدميه (مزامير ١١٠: ١)٠

١- المرأة المتسربلة بالشَّمس (رؤيا يوحنا ١٢: ١- ٢)٠


رؤيا يوحنا ١٢: ١- ٢ ١ وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا ٢ وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ٠

تلقَّى يوحنَّا رؤيا جديدةً وصفها على نحوٍ مختلفٍ عن جميع الأحداث الماضية. فقد أدرك فجأةً علاماتٍ ورموزاً في السَّماء، أمثالاً رمزيَّةً لتطوُّراتٍ طويلة الأجَل أشبه بالأمثال المكمِّلة التي استخدمها يَسُوْع في وصف ملكوت الله٠

كانت أوَّل صورةٍ رآها يوحنَّا عظيمةً وهامَّةً، مجيدةً وآسرةً. ظهرت امرأةٌ ملتحفةٌ بقوَّة الشَّمس المشعَّة، وعلى رأسها تاجٌ مِن اثني عشر كوكباً لامعاً، والقمر تحت قدمَيها٠

فهم المفسِّرون الكاثوليك في ما مضى هذه العلامة بأنَّها تشير إلى مريم ملكة السَّماء، ويمكننا أن نرى هذا الرَّمز في أماكن متعدِّدة حتَّى في يومنا هذا في صورها أو تماثيلها. بَيْدَ أَنَّ الملاحظة الدَّقيقة للآيات التَّالية دفعَت المفسِّرين الكاثوليك مؤخَّراً إلى تغيير تفسيرهم لهذه العلامة، فلم يتحدَّثوا عن مريم بعد٠

ويرى مفسِّرون آخرون في هذه المرأة كنيسة يَسُوْع المَسِيْح التي تشهد ليَسُوْع المَسِيْح في عالمنا (J.Zink, Lilje, Zahn, Lohmaier) إلى آخره. ويُظهِر هذا التَّفسير ضعفاً أيضاً ولا يمكن تأييده بالآيات التَّالية٠

ويفهم بعض الأصدقاء في إِسْرَائِيْل العلامة السَّماوية للمرأة المتسربلة بالشَّمس بأنَّها إشارةٌ إلى إِسْرَائِيْل، باعتبار أنَّ شعب إِسْرَائِيْل في العَهْد القَدِيْم يبدون أحياناً في الكتاب المقدَّس ممثَّلين كامرأةٍ عذراء أو زانية (إِشَعْيَاء ٥٠: ١؛ ٥٤: ٤- ٥؛ هوشع ١: ١- ٢، ١٨؛ رؤيا ١٩: ٨؛ ٢١: ٢)٠

ويرى Pohl في هذه المرأة الملتحفة بالشَّمس المشعَّة أُوْرشَلِيْم المنتظرة مَسِيْحها والتي سيُبتلى سكَّانها بالويلات التي سُينزلها مَسِيْحهم بهم٠

ويعتقد A.Fuhr أنَّ ثمَّة امرأتين مختلفتَين في البحث: امرأة في السَّماء (متسربلة بالشَّمس)، وأخرى على الأَرْض (تحمل الطِّفل وتهرب إلى البرِّية). والاثنتان معاً تمثِّلان هويَّةً واحدةً. فاليهود الذين أدركوا في يَسُوْع النَّاصري المسيَّا المنتظَر واعترفوا به يُنسَبون إلى المرأة المتألِّقة البهاء التي في السَّماء، بينما اليهود الذين لا يزالون اليوم ينتظرون قدوم المسيَّا المنتظر ينبغي أن يختبروا ويُعانوا الكثير من الويلات على الأَرْض إلى أن يُدركوا في ابن مريم ابنَ الله٠

إنَّنا نؤيِّد وجهة نظر J. A. Bengel الذي يرى في المرأة المتسربلة بالشَّمس قدِّيسي الله مِن العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد معاً. فقد أصبح الفريقان معاً في المَسِيْح وحدةً لا تتجزَّأ (غَلاَطِيَّة ٣: ٢٨؛ أَفَسُس ٢: ١١- ٢٢) لأنَّ كليهما يعيش مِن قوَّة دمه بقيادة روحه القدّوس. وما جمعه الله لا يفرِّقه إنسانٌ٠

يرى عددٌ ليس بقليلٍ مِن المفسِّرين في الكنيسة "جسد" المَسِيْح الرُّوحي، ولكنَّهم يفهمون أنَّ "عروسه" هي إِسْرَائِيْل المؤمنة بالمَسِيْح. أمَّا نحن فنؤمن أنَّ جميع أتباع المَسِيْح المولودين ثانيةً يهوداً وأمماً هم حجارة حيَّةٌ لهيكل الله الرُّوحي نفسه (١ بطرس ٢: ٥، ٩- ١٠؛ أَفَسُس ٣: ٦). ليس ثمَّة هيكلان منقسمان للرُّوح القدس الواحد. ويَسُوْع نفسه في جميع أمثلته استخدم صوراً ليفسِّر الحقيقة الواحدة نفسها كي يوضح ملكوته من مختلف الزَّوايا. إنَّ اندماج المَسِيْحِيّين اليهود في الجسد الواحد للمقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يُظهر نضجهم الرُّوحي. ولئن ميَّزوا أنفسهم بوصفهم "العروس" إزاء "الجسد" فهم يعرِّضون أنفسهم لخطر التَّراجع إلى طائفةٍ تحت الشَّرِيْعَة(أعمال ١٥: ٧- ١١؛ رومية ١٠: ١- ٤)٠

تُظهِر المرأة المتسربلة بالشَّمس كيف التحف القدِّيسون وتغلغلوا بمجد الله (نشيد الأنشاد ٦: ١٠؛ إِشَعْيَاء ٦٠: ١؛ ٦١: ١٠) وكيف انعكس بهاء يَسُوْع المَسِيْح فيهم. إنَّ جميع الذين غيَّر المَسِيْح شكلهم مدعوُّون إلى لبس الإنْسَان الجَدِيْد (أَفَسُس ٤: ٢٢- ٢٤). فبواسطة علاقة إيماننا بحَمَل اللهِ نمتلئ منه (كولوسي ٢: ٩- ١٠). الْمَسِيْح فِيكُمْ رَجَاءُ المَجْدِ (كولوسي ١: ٢٧؛ رومية ٨: ٢٩؛ ١ يوحنَّا ٣: ١- ٣) هكذا هتف بولس الذي ركع على قدميه في الصَّلاة لأجل الكنيسة التي كانت مزيجاً مِن مَسِيْحِيّين يهود وأمم، طالباً امتلاءها بملء الله (أَفَسُس ٣: ١٤- ٢١)٠

إنَّ تسربل المرأة بالشَّمس هو أيضاً رمز حمايتها بقوَّة الله المثلَّث الأقانيم. فهي بسبب قربها منه محفوظةٌ بأمانٍ فيه، فلا تستطيع تحيا وحدها، بل تحتاج إلى ربِّها نهاراً وليلاً. ولا يمكنها أن تنمو وتأتي بحياةٍ جديدةٍ إلاَّ فيه ومعه٠

أمَّا الكواكب الاِثْنَا عَشَر في تاج المرأة المتسربلة بالشَّمس فتمثِّل أسْبَاط إِسْرَائِيْل الاِثْنَيْ عَشَر. وأسْبَاط إِسْرَائِيْل الاِثْنَا عَشَر هم خطاةٌ وأشرارٌ بطبيعتهم كباقي العالم. ولكن في الرسل الاِثْنَيْ عَشَر وكذلك في شهداء الكنيسة الأولى وفي بولس وبرنابا وسيلا كما في المئة والأربعة والأربعين ألفاً المختومين مِن إِسْرَائِيْل تبدأ الأسْبَاط الاِثْنَا عَشَر باللَّمعان ببهاءٍ، باستثناء سبط دان الذي نُزع كوكبه نتيجة تحوُّلهم إلى عبادة الأصنام (قضاة ١٨: ١- ١٣)٠

يرى J. A. Bengel في القمر الذي تحت قدمي المرأة في السَّماء ديناً ما مُخْضَعاً. يريد هذا الدِّين أن يقهر ويحكم كلَّ أمَّةٍ في العالم بالقوَّة. ولكنَّه في النِّهاية سيتحطَّم على صخرة حَمَل اللهِ كما قال يَسُوْع: طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَِنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْض (متضمِّنةً تابعها القمر) (متَّى ٥: ٥)٠

الحبلى المتوجِّعة مِن المخاض: سرعان ما تتغيَّر العلامة المشرقة في السَّماء، فالمرأة المتسربلة بمجد الله حبلى وهي تصرخ مِن ألم المخاض متوجِّعةً لتلد. وهي تظهر الآن على الأَرْض (رؤيا ١٢: ٥- ٦)، فالواقع السَّماوي لشعب الله كثيراً ما ينعكس على الأَرْض مِن خلال التَّنهُّد والخيبة والألم والغمِّ والقنوط. تبدو أمَّة إِسْرَائِيْل المختارة في الكتاب المقدَّس في الأغلب كشعب الله المتألِّم وكنيسة يَسُوْع المَسِيْح في أرجاء العالم محتقَرة ومضطهَدة باستمرارٍ. وقدِّيسو الله هم جسمٌ أجنبيٌّ في هذا العالم. وفي بعض الأديان يُعتبَر اضطهاد المَسِيْحِيّين وإخضاعهم أمراً مِن الله مثبَّتاً في كتبهم٠

'+يرى بعض المفسِّرين في مخاض هذه الحبلى اختراقاً مؤلماً مِن أمَّة العَهْد القَدِيْم يؤدِّي إلى الإدراك أنَّ النَّاصري المحتقَر والمصلوب هو في الواقع المسيَّا الموعود. ولكنَّ أكثريَّة اليهود اليوم لا ولن تفهم هذه الحقيقة. فالشَّعب اليهودي يعلم أنَّه إن أثبت هذه الحقيقة فهو يصبح عِنْدَئِذٍ لا شيء أكثر مِن أعمى ومشوَّش وضائع ومُدان، ولن يكون عليه أن يقدِّم أكثر مِن نعمة المصلوب الذي يشكِّل رجاءهم وعدلهم الوحيدَين (إِشَعْيَاء ٤٥: ٢٣- ٢٥؛ إِرْمِيَا ٢٣: ٥- ٦؛ ٣٣: ١٥- ١٦). كان يوحنَّا مدركاً هذا حين كتب في بدء رؤياه: هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْض. نَعَمْ آمِينَ (رؤيا ١: ٧)٠+'

إذا صحَّ ما قاله اللاَّهُوْتِيّون الكاثوليك في تأكيدهم القَدِيْم أنَّ المرأة المتسربلة بالشَّمس هي مريم ملكة السَّماء، فعِنْدَئِذٍ يبطل جزم الكاثوليك والأرثوذكس بأنَّ ولادة المَسِيْح قد تمَّت بدون ألم، لأنَّ هذه الآية عينها تُشير إلى أنَّ المرأة كانت تصرخ مِن ألم المخاض متوجِّعةً لتلد ابنها٠

الصَّلاة: أيُّها القدّوس الحكيم، نشكرك و نسجد لك، لأنّك أظهرت لنا رؤيا مجيدة، أنك جمعت المؤمنين مِن زمن قبل وبعد المسيح، بصورة المرأة المسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها. فوُلد رئيس السلام يسوع، بمخاض أليم، وصار إنساناً حقاً، رغم أن الشيطان حاول قتله فوراً بعد ولادته٠

السؤال : ١٢٢. ماذا فهمت مِن هذه الرؤيا التي رآها يوحنا وأفصح عنها؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 05, 2012, at 04:48 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)