Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 109 (The Mystery of God in the Words of Jesus)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء

:الجزء ٣.٤ - سرُّ الله في اكتماله وعلاقة ملكوت الله بكنيسة يَسُوْع المَسِيْح٠

٢- كشف سرِّ الله في كلام يَسُوْع بخصوص ملكوت أبيه


مجيء ملكوت السَّماوات إلى البشر: يكمن أحد أسرار ملكوت الله في الحقيقة أنَّه لا يفرُّ مِن البشر المعاندين. كلاَّ إنَّ ملكوت الله يأتي على نحوٍ متواصلٍ باتِّجاهنا. فالإله الرَّحيم يدنو مِن الإنْسَان ليل نهار٠

في الجنَّة أتى الله إلى آدم الذي كان قد اختبأ (تكوين ٣: ٨- ٩). وأنذر القدير البشر الفاسدين بواسطة نوح بدينونته المقبلة وأقام معه عهداً (تكوين ٩: ٩، ١٣، ١٧ إلخ)، ودعا الرَّب إِبْرَاهِيْم إلى ترك عشيرته وراءه (تكوين ١٢: ١- ٣؛ ١٥: ١؛ ١٧: ١ إلخ)، وكلَّم إسحق (تكوين ٢٦: ٢٤) وصارع يعقوب (تكوين ٢٨: ١٣؛ ٣٢: ٢٩) وظهر لموسى في العليقة المشتعلة (خروج ٣: ٤- ١٥)، وشجَّع هوشع (هوشع ١: ١- ٩) والتقى جدعون فِي الْمِعْصَرَةِ (قضاة ٦: ١١- ١٢) ودعا الفتى صموئيل (١ صموئيل ٣: ١- ١٢). عيَّن الرَّب داود ملكاً (١ صموئيل ١٦: ١- ١٣) وشدَّد أليشع (١ ملوك ١٧: ٢- ٣, ٨- ٩)، وأعلن الرَّب لإِشَعْيَاء قداسته ( إِشَعْيَاء ٦: ١- ٥)، وعيَّن إِرْمِيَا رسولاً له (إِرْمِيَا ١: ٤- ١٠) وأظهر لحزقيال مجده (حزقيال ١: ٤- ٢٨)٠

تكثَّفَت تحرُّكات الله المستمرَّة نحو البشر منذ كتب داود قبل ١٠٠ سنة مِن ولادة المَسِيْح كلام الله هذا عن ملكه المسيَّا: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ (مزامير ٢: ٧)٠

سمع إِشَعْيَاء أنَّ هذا الابن المختار سيأتي كملكٍ قويٍّ يكون الله حاضراً فيه (إِشَعْيَاء ٩: ٥- ٦). وفي وسط ترحيل الشعب اليهودي أماط الله اللِّثام عن سرِّه وأمر أنبياءه أن يكرزوا: "أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ" (إِشَعْيَاء ٤٠: ٢- ٥)٠

استُحِثَّ أنصاف الأسرى المكتئبون بالأمر الإلهي: قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ (إِشَعْيَاء ٦٠: ١- ٣)٠

بعد ستمائة سنة مِن هذه الوعود أعدَّ يوحنَّا المعمدان شعبه لوصول الملك الإله. وفي الأردن في البرِّيَّة دعا الجميع إلى التَّوبة: "أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ" (متَّى ٣: ٣) "تُوبُوا لأَِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (متَّى ٣: ٢)٠

إنَّ تقدُّم ملكوت الله العاجل والوشيك قد قاد الخطاة عند اعتمادهم في نهر الأردنِّ إلى الاعتراف بخطاياهم وهجر طرقهم الشِّريرة٠

وعندما اعتمد يَسُوْع ضدَّ إرادة المعمدان انفتحت السَّماوات ونطق الله بعبارته الواحدة الحاسمة: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ (متَّى ٣: ١٣- ١٧)٠

أعطى إعلان الله المثير الثقة للمنتظرين: الملك الإله هنا. ومهمَّته الرَّسمية الأولى هي أخذ خطيئة العالم على عاتقه واعتماده بدلاً منَّا (يوحنَّا ١: ٢٩- ٣٦). لقد جاء الملك وابتدأ يُخلِّص شعبه مِن خطاياهم (متَّى ١: ٢١)٠

كرَّر يَسُوْع نداء يوحنَّا: "تُوبُوا لأَِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (متَّى ٤: ١٧؛ ١٠: ٧؛ مرقس ١: ١٤- ١٥؛ لوقا ١٠: ٩- ١١)٠

أصبح ما قبل الميلاد الآن ما بعد الميلاد، وابتدأ توقُّعٌ وشيكٌ وقويٌّ لملكوت الله. ظنَّ كثيرون أنَّ ملكوت الله عتيدٌ أن يظهر في الحال بقوَّةٍ (لوقا ١٩: ١١؛ ٢٤: ٢١؛ يوحنَّا ٦: ١)، ولكنَّ قليلين أدركوا الملك الإله في وسطهم. حتَّى يوسف الرَّامي الذي أنزل جسد يَسُوْع مِن الصَّلِيْب، على الرَّغم مِن أنَّه كان "هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ" لم يُدرك أنَّه كان قد حمل الملك الميت بين ذراعيه (مرقس ١٥: ٤٣- ٤٥؛ لوقا ٢٣: ٥١)٠

أوصى يَسُوْع تلاميذه أن يُصلُّوا دَائِماً لأجل مجيء ملكوت الله وأن يؤمنوا بأنَّه سيستجيب صلاتهم. إنَّ الطّلبة التي نُردِّدها في الصَّلاة الرَّبانية "ليأتِ مَلَكُوتُكَ" تلمس قوَّة الله وتُحرِّكها (متَّى ٦: ١٠؛ لوقا ١١: ٢). وقد طبع يَسُوْع أهمِّية هذا الهدف في أذهان تلاميذه: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متَّى ٦: ٣٣). فأراد يَسُوْع بواسطة هذا التَّرسيخ للأولويَّات أن يُحرِّر تلاميذه مِن الثِّقة بالمال والذهب، ويُعتقهم مِن كلِّ قلقٍ لا لزوم له، ويُوقظ فيهم، بدلاً مِن ذلك، ثقةً بريئةً بأبيهم السَّماوي (متَّى ٦: ١٩، ٣٤). شبَّه يَسُوْع انتظار ملكوت الرَّب المجيد بانتظار العذارى العشر للعريس الذي أبطأ (متَّى ٢٥: ١). ولذلك كان يقول لهم ويحثُّهم على الدَّوام: "كونوا مستعدِّين دَائِماً"٠

يتوقَّع الله كجوابٍ واضحٍ مِن سامعيه، بعد وعوده الكثيرة بملكوته الآتي، تغييراً مدروساً في الذهن، وكذلك توجُّهاً داخليّاً إلى الملك الإله الآتي٠

لقد أدرك اللِّص الذي عن يمين يَسُوْع على الصَّلِيْب ملك الله في ابن الإنْسَان فتوسَّل إليه قائلاً: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" فَقَالَ لَهُ يَسُوْع:ُ "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا ٢٣: ٤٢- ٤٣)٠

أصبح هذا المؤمِن الذي مِن حثالة البشر النّموذج الأصليَّ لجميع المواطنين المبرَّرين في ملكوت الله. لم يكن لديه أعمالٌ صالحةٌ ليُظهرها، ولكنَّه أدرك محبَّة يَسُوْع فحسْب. وهذه المحبَّة أيقظَت فيه الثِّقة بملكه. فخلَّصَه إيمانه وجعله مستحقّاً الجنَّة٠

محبَّة الملك الإله وتواضعه في إظهار ملكوته: لم يأتِ ملكوت الله على قرع الطُّبول ونفخ الأَبْوَاق، ولم يأتِ بحربٍ أو عجائب اقتصاديَّةٍ؛ بل أتى بواسطة كلام يَسُوْع، وأعمال محبَّته، وصلواته المتواصلة. احتشدت الجموع حوله لتسمع عن قداسة الله ومحبَّته (متَّى ٧: ٢٨- ٢٩)؛ وكانوا قد انتظروا طويلاً مَن يكشف عن ذنوبهم ويُريهم طريق الخلاص مِن غضب الله. ابتدأ ملكوت الله كحركة توبة، بعودة إلى الله، وتغيير للذِّهن والأخلاق (متَّى ٤: ١٧). وأظهر يَسُوْع جدِّية الشَّرِيْعَة ورحمة الإِنْجِيْل، فشفى جميع المرضى الذين أتوا إليه، وطرد الشَّياطين مِن الملبوسين، وأمام الموتى (متَّى ٤: ٢٣- ٢٥)؛ وكان مِن آنٍ لآخَر يمنع الذين شفاهم مِن أن يُخبروا بمَن شفاهم لأنَّه أراد تجنُّب اندفاع طالبي الإثارة والعجائب (متَّى ٧: ٤؛ ٨: ٤؛ ٩: ٣٠؛ مرقس ٥: ٤٣؛ ٧: ٣٦). دعا يَسُوْع الخطاة وليس الأبرار إلى التَّوبة (متَّى ٩: ١٣)٠

كانت كلمات يَسُوْع الثاقبة، وأعمال محبَّته، وهو نفسه في سلطانه المتواضع، وازدحام تلاميذه الجائعين إلى التَّعلم، بدء بزوغ ملكوت الله على الأَرْض. احتشدت الجموع حول يَسُوْع لأنَّها أحسَّت بسلطان الملك الإله وقوَّته في وسطها؛ ففي يَسُوْع أتى ملكوت السَّماوات إلى الإنْسَان (متَّى ٤: ٢٥؛ مرقس ٧: ٣١)، فكانت دعواته إلى التَّوبة تواكبها عجائب الشِّفاء وليس عجائب الدَّيْنُوْنَة التي ستواكب الشَّاهدَين في وقت النِّهاية (رؤيا ١١: ١- ١٣)٠

لم يكن يَسُوْع يملك سيَّارةً ولا درَّاجةً ولا حصاناً ولا حتَّى حماراً؛ بل كان يدخل قرى ومدن الجليل سيراً على قدميه. لم يكن الرَّب يتقاضى راتباً ثابتاً، ولكنَّه كان يشفي المرضى مجَّاناً. لم يدفع لأتباعه أجوراً أو يعدهم بأيِّ مِنَحٍ. عاش يَسُوْع كلياً مِن عناية أبيه السَّماوي، ولبَّى دعوات مَن اهتمُّوا به، وسمح بالخدمة العمليَّة للمؤمنات (لوقا ٨: ١- ٣). كان كلُّ مَن يتبع يَسُوْع لا يأمل بكسبٍ مادِّيٍّ، بل كان مستعدّاً للتَّضحية والخدمة٠

علم الملك في دور العبادة، وأعلن ملكوت الله في أماكن مختلفةٍ، وبشَّر جماعاتٍ بأسرها، وكلَّم أفراداً أيضاً. كان كلمة الله في شخصه (يوحنَّا ١: ١٤). عاش ما قاله، ولم تكن فيه خطيئة. تضمَّن كلامُه قوَّةً خلاَّقةً وسلطاناً وحناناً عميقاً وشفاءً أبديّاً. فكان شخصه بداية ملكوت الله. ونما شعبه منه على حدٍّ سواء (متَّى ٤: ٢٣- ٢٥؛ لوقا ٨: ١؛ ٩: ١؛ يوحنَّا ١٢: ٢٤)٠

قلَّما تبع يَسُوْع لاهوتيٌّ أو معلم للشَّريعة. قليلون هم الذين تجمَّعوا حوله مِن النَّاموسيِّين المرائين أو كهنة الهيكل. كان صيَّادو السَّمك المتمرِّسون وجباة الضَّرائب المحتقَرون والسِّياسيُّون الغُيُر السَّابقون هم الذين مكثوا معه؛ وكانوا قد اعترفوا جميعاً بخطاياهم ليوحنَّا المعمدان عند اعتمادهم في نهر الأردن (أعمال ١: ٢١- ٢٢). دعا يَسُوْع الخطاة المنكسرين وليس الأبرار ذاتيَّاً، وقَبِلَ التَّائبين في أتباعه وليس المرائين، ومِن هؤلاء كوَّن الخليَّة الأصليَّة لملكوته. وبَّخ يَسُوْع تلاميذه حين أرادوا أن يُبعدوا الأولاد المُزعجين عنه لأنَّ الذين يَقبلون ملكوت السَّماوات بثقةٍ كولدٍ هم وحدهم الذين لهم الملكوت (متَّى ١٩: ١٤). ونتيجة كلام يَسُوْع هذا لأجل الأولاد ظهر عمل تبشيري موهوب مِن الله بين الأولاد في جميع القارَّات٠

بدأت خدمة يَسُوْع كمبشِّرٍ جوَّالٍ بعدما أُلقي بيوحنا المعمدان في السِّجن. فاضطلع ابن مريم بشهادة المعمدان وقال: "قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيْل" (مرقس ١: ١٤- ١٥). حَكَمَت شريعة موسى والأنبياء الصَّارمة حتَّى أيَّام يوحنَّا المعمدان؛ وبعده جاءت الكرازة ببشارة ملكوت الله، والتحق كثيرون به بواسطة إيمانهم (متَّى ١١: ١٢- ١٤؛ لوقا ١٦: ١٦)٠

شهد يَسُوْع أنَّ دافعاً داخليّاً لا يُقاوَم هو الذي دفعه إلى إعلان ملكوت الله في جميع أنحاء الجليل واليهوديَّة، ولهذه الغاية أُرسِل (لوقا ٤: ٤٣). لم يبقَ طويلاً في مدينةٍ أو قريةٍ ما بقصد تأسيس كنيسةٍ، بل أراد أن يدعو الأمَّة بأسرها إلى ملكوته (متَّى ٤: ٢٣؛ مرقس ١: ٣٨؛ لوقا ٤: ٤٢- ٤٣)؛ فأعلن بزوغ ملكوت الله الرُّوحي الذي دخل بشخصه هو إلينا٠

علم يَسُوْع السَّامعين المُبعَدين والجهَّال والمتقسِّين بأمثالٍ ليُقرِّب سرَّ ملكوت الله مِن أذهانهم بلغةٍ يفهمونها. فكانت أمثاله المدهشة نابعةً مِن حياة سامعيه العمليَّة. كان كلُّ واحدٍ قادراً أن يفهم كلامه إن أراد ذلك. شبَّه يَسُوْع، على سبيل المثال، تقديم ملكوت الله إلى الناس سواء الذين يقبلونه أو الذين يُعاندونه بالزَّارع الذي خرج ليزرع في أرضٍ محروثةٍ وأخرى غير محروثةٍ (متَّى ١٣: ٣- ٩؛ ١٨- ٢٣)، فأشار أيضاً إلى الزّوان الذي طلع بين سوق الحنطة (متَّى ١٣: ٢٤- ٣٠؛ ٣٦- ٤٣). وذُكِّر صيَّادو السَّمك وسط سامعيه بفصل السَّمك الجيِّد عن الرَّديء بعد الصَّيد (متَّى ١٣: ٤٧- ٥٠). وشبَّه دعوة الله بملكٍ صنع عرساً لابنه ولكنَّ معظم المدعوِّين المكرَّمين لم يحفلوا بدعوته (متَّى ٢٢: ١- ١٤). وشبَّه يَسُوْع قوَّة ملكوت السَّماوات المتوسِّعة بحبَّة خردل سريعة النُّمو. وذكَّر النِّساء بالخميرة التي تُخمِّر بصمتٍ العجينة كلَّها (متَّى ١٣: ٣١- ٣٣). وشبَّه ملكوته المجيد الذي لا يحدّه قياسٌ برجلٍ وجد كنزاً مخفىً في حقلٍ، فمضى وباع كلَّ ما كان له ليشتري ذلك الحقل. ونظير ذلك فعل تاجر اللآلئ بعدما وجد لؤلؤةً كثيرة الثمن ( متَّى ١٣: ٤٤- ٤٦). لقد وضعت أمثال يَسُوْع كلُّها أمام سامعيه الدَّعوة إلى دخول ملكوت السَّماوات فوراً. وتنبَّأ يَسُوْع في نهاية تعليمه قائلاً: وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ، ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى (متَّى ٢٤: ١٤)٠

لم يعمل يَسُوْع خلال الجزء الأكبر مِن خدمته وحيداً، بل خدم مع تلاميذه؛ فأعطى أتباعه الاِثْنَيْ عَشَر سلطاناً وأوصاهم قائلاً: "وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا مَرْضَى، طَهِّرُوا بُرْصًا، أَقِيمُوا مَوْتَى، أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ، مَجَّانًا أَخَذْتُمْ مَجَّانًا أَعْطُوا" (متَّى ١٠: ٧- ٨؛ مرقس ٦: ٧-١٣؛ لوقا ٩: ١- ٦)٠

وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا وَأَرْسَلَهُمُ اثنَيْنِ اثنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِي (لوقا ١٠: ١- ٢٤). وكانت حركة ملكوت الله تُحقِّق تقدُّماً مطرداً لأنَّ يَسُوْع أعطى رسله مفاتيح ملكوت السَّماوات (متَّى ١٦: ١٩؛ ١٨: ١٨؛ يوحنَّا ٢٠: ٢١- ٢٣). فظهرت قوَّته في العمل الفعَّال على الرَّغم مِن ضعفات أتباعه (٢كُورنْثوْس ١٢: ٩- ١٠)٠

ولم يستطع موت يَسُوْع المروِّع على الصَّلِيْب أن يوقف حركة ملكوت الله. فكلَّم المَسِيْح المصلوب بعد قيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أتباعه المذهولين مدَّة ٤٠ يوماً عن ملكوت الله (أعمال ١: ٣). وبعد صعوده إلى السَّماء سكب على أحبَّائه قوَّة الرُّوْح القدُس الذي توسَّع بواسطته ملكوت الله في كلِّ اتِّجاهٍ تحت السَّماء. وأكَّد بطرس لكنائس آسيا الصُّغرى أنَّ عليهم هم أيضاً ككهنةٍ وملوكٍ بين شعب الله المختار أن يتحمَّلوا المسؤوليَّة فوق أراضيهم. وكثيراً ما كلَّم بولس اليهود واليونانيِّين والرُّوْمَان، وناقشهم ملكوت الله وأقنعهم بوساطة نبوءات العَهْد القَدِيْم (أعمال ١٩: ٨؛ ٢٠: ٢٥؛ كولوسي ٤: ١١ إلخ). وفي رومة أيضاً، تحت أنظار الجنود المتأهِّبين لم يتوقَّف عن إعلان ملكوت الله وعن التَّعليم جهاراً عنه (أعمال ٢٨: ٢٣، ٣١). إنَّ ملكوت الله يتقدَّم بخطىً ثابتةٍ حتَّى هذا اليوم على الرَّغم مِن الضَّغط والاضطهاد (رومية ١: ١٦- ١٧). وقوَّة الملك الإله الأَبَدِيَّة تشقُّ طريقها إلى الأمام٠

الصَّلاة: أيُّها الملك المرتفع إلى السماء، قد اعترفت بجلالك الرّوحي أمام بيلاطس الحاكم الروماني، وحذرّت نوّاب شعبك المكتفين ببرّهم الخاص. لم تأت لإرضاء نفسك، بل لتخلّص الضالين، وتثبّت الذين يسمعون دعوتك. ساعدنا لنسمع نحن أقوالك بوضوح، وأفتح آذان أصدقائنا، ليتجاوبوا لدعوتك الخالقة٠

السؤال : ١٣٣. كيف عرض المسيح ملكوته للخطاة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on October 30, 2012, at 10:00 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)