Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 013 (The Letter of Jesus Christ to the Pastor in Smyrna)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠

الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠

٢ - رسالة يسوع المسيح إلى راعي كنيسة سميرنا (ازمير) (رؤيا يوحنا ٢: ٨- ١١) ٠


هوذا إبليس مزمعٌ أن يلقي بعضاً منكم في السّجن: أمر يسوع راعي الكنيسة قائلاً: "لا تخف!". كان حضوره وأبديَّته سبباً لمنع الخوف. فالخوف يؤخّر الإيمان والرجاء، وهو أيضاً علامة على محبة ناقصة ليسوع٠

يظهر الخطر المقبل على كنيسة سميرنا في تنبّؤ يسوع أوضح ممَّا نقرأه في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس. أنبأ راعي الكنيسة أن سوف تهاجمه آلام وضيقات، وهي متأصلة في اللزوم الإلهي فلاَ بُدَّ مِنها. سيستجوب هو وبعض أعضاء الكنيسة ويُقبَض عليهم، ليس فقط بسبب اليهود، بل لأنَّ الرب نفسه أراد ذلك. كانت آلامهم امتحاناً وتصفية لجوهرهم الروحي، ليظهر إن كانوا يحبّون يسوع فوق كلّ شيء ويثقون به، عندئذ يظهر علانيةً مدى محدوديّة أمانتهم٠

وقف الشّيطان وراء هذا الاعتداء. و"الشّيطان" عبارةٌ ساميّة تعني في اليونانية diabolos أي "إبليس". فهو يتمرّد دائماً على الله ويحارب أولاده المقدّسين. كان وجود الكنيسة شوكة ملتهبة في عين الشّرير الذي أراد أن يجرّب أعضاءها بشتّى الوسائل ليرتدّوا عن الإيمان، حتى ولو اقتضت الضرورة استخدام العنف والتّعذيب ليضلّهم كي ينكروا المسيح. هو الذي دفع اليهود ليجلبوا الهوان والاحتقار على المسؤولين في الكنيسة، بتشويه سمعتهم واعتقالهم، علماً أن ليس كل يهودي أداة للشيطان، لكنّ المجمع في سميرنا قد انفتح لوحيه٠

يكونُ لكم ضيقٌ عشرة أيّام: لم يكن للطّائفة اليهوديّة الحقّ في اعتقال أو محاكمة المواطنين أو الغرباء، ولذلك رشوا الموظفين الرُّوْمَان الوثنيين، أو اضطروهم باتهامات باطلة ضد المؤمنين إلى التدخل في أمور الكنيسة وشيوخها. عامل قضاة التحقيق المتهمين بشدّة وعنف، وحاولوا بشتى الوسائل أن يستخرجوا منهم ما وراء الشكاوى. ولطالما استُعمل التعذيب والتنكيل في الشّرق كوسيلة ضغط لاستخراج الحقيقة من المساجين٠

أعلن الرّب مسبقاً أنّ قضاة التحقيق سيفهمون بعد عشرة أيام من الاستجواب والعناء أنّ المتّهمين ليسوا مشاغبين سياسيين، وأنهم سيدركون أيضاً أنَّه لم يكن ثمّة غشّ تجاري أو تحايل على الضرائب، بل إنّ المسألة لم تتعدَّ كونها مجرّد خلافات دينية٠

جاء هذا الاستنتاج بخطر كبير، إذ إن كلّ مَن لم يعترف بالقيصر إلهاً اعتبر متمرّداً ومحرّضاً على الفتنة. ولعلّ اليهود اشتكوا على المسيحيين بأنهم يعبدون ملك الملوك، ذاك الذي حَكم عليه الرُّوْمَان وصلبوه. فكانت هذه الشكوى كافية لتعريض حياة راعي الكنيسة وشيوخها للموت٠

كنْ أميناً إلى الموتِ فَسأعطيك إكليلَ الحياة: كان الامتحان لراعي الكنيسة ورعيته من أجل الأمانة في محبتهم ليسوع. لم يكن موضوع هذا الامتحان احتمال الآلام فحسب، بل أيضاً الأمانة في الشهادة الواضحة بالإنجيل. في (رؤيا ١: ٥) كان البحث عن الشاهد الأمين وهو المسيح نفسه. ما كان المطلوب من الراعي الشهادة الواضحة عن إنجيل المسيح فقط، بل أيضاً ربح المشتكين والقضاة لمخلصهم وإنقاذهم. كان يسوع، وهو في أوج آلامه على الصَّلِيْب، يطلب المغفرة لجميع الذين صلبوه بسبب خطاياهم٠

لم يمتحن إذاً إيمانهم فقط، بل أمانتهم في الشهادة أيضاً، أي شدّة محبّتهم لله وللناس. إنّ الإيمان والأمانة في اليونانية كلمة واحدة، وهما في العربية كلمتان مشتقّتان من الفعل نفسه٠

حَدّد الرب مدة الامتحان لأعضاء كنيسة سميرنا بعشرة أيام. لم يكن للعدو الشرير الحقّ في أن يهلك الكنيسة أو أن يعذبها إلى ما لا نهاية. أمّا راعي الكنيسة فقد ظلت إمكانية الحكم عليه بالموت قائمة. فمن لم يعبد القيصر اعتبر ثائراً، ومن أقرّ بملك آخر غير القيصر اتّهم بأنه جاسوس٠

كثيراً ما يتكرّر هذا المبدأ في النظام الدكتاتوري للدّول: فهتلر وستالين وماو وصدّام حسين، وغيرهم من زعماء الشعوب، لا يطلبون خدمة مدنيّة بأمانة و طاعة فحسب، بل يطلبون أيضاً ثقة واستسلاماً بلا قيد أو شرط. كذلك دمج بعض (الأنبياء) الإيمان بمبادئ السّياسة في حكوماتهم الدّينية، فلم يَسْعوا إلى إطاعة أوامرهم فحسب، بل إلى الإيمان بشخصهم أيضاً في مسائل الحكم والأمور الدّينية٠

سيتربّع المسيح الكذّاب في آخر الأزمان في الهيكل المبنيّ حديثاً ويعلن أنّه إلهٌ حقيقيّ طالباً العبادة مِن سكان الأرض. ومَن لا يخضع له لا يستطيع أن يشتري أو يبيع. لن تطول اضطهادات المسيحيين الدولية في هذا الوقت المرعب قبل مجيء المسيح. ولذلك ظلّت كلمات يسوع: "كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" سارية المفعول حتّى يومنا هذا٠

تعني كلمة "إكليل" في اليونانية "تاج الملوك"، وتعني أيضاً إكليل الفوز في الرياضة. فمن يصل إلى الهدف أوّلاً في السّباق له الامتياز في أن ينال إكليل النّصر. وملوك الكهنوت مدعوّون ليَثبتوا أمناء في خدمتهم الكهنوتية إلى المنتهى مهما كلّف الأمر٠

طَلب يسوع من راعي الكنيسة أن يبقى أميناً حتى الموت، ووعده بإكليل الحياة تشجيعاً لثباته، بالرّغم من العذاب والخطر المحدقين به. يحيا المرتبط بالمسيح اليوم روحياً إلى الأبد. ولكن ينبغي أن تمتحن هذه الحياة الإلهية في المؤمن. وكما قتِلَ يسوع وقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، هكذا سيقوم من يتبعه بعد موته، فيستقبله المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. أمّا راعي الكنيسة فلن يبقى وحده في ساعته الأخيرة. كان يسوع ابن الله الشّخص الوحيد الذي تركه الله لأجل كفّارته عنّا، لكي لا نضطرّ نحن إلى اختبار هذا الانفصال. اعترف داود: "أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً, لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي" (مزمور ٢٣: ٤). هكذا طمأن يسوع الراعي المهدّد: "لاَ تَخَفْ, أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" (رؤيا ١: ١٧- ١٨). تعتبر رؤيا يسوع هذه بمثابة مسح بالزّيت للحياة لمن يموت مِن أجله٠

مَن له أذنٌ فليسمعْ ما يقوله الرّوحُ للكنائس: وجّهت الرّسالة إلى ملاك الكنيسة في سميرنا في الوقت نفسه إلى الكنائس السّبع في أسيا الصغرى. كان التحدي في الآلام من أجل يسوع متوقّعاً أيضاً من جهة الكنائس المجاورة. ولذلك كان عليهم أن يسمعوا بآذانهم جيّداً ويدركوا ما أراد الرّب في محبّته وعنايته أن يمنحهم من تعزية وتنبيه ليعدّهم للآلام. شجّعهم الرّب على ألاّ يكونوا متشائمين بل أن يبقوا نشيطين كأحياء بالإيمان قد انتقلوا من الموت إلى الحياة٠

مَنْ يغلب فلا يؤذيه الموتُ الثاني: يتمّ التّغلب على الخوف برفع النّظر إلى يسوع المسيح كما شهد كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين: "وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا, نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيّين ١٢: ١- ٣)، فيسوع يهب قوّته للغلبة لكلّ من يرفع نظره إليه٠

كانت سميرنا مدينة استشهد فيها مؤمنون بيسوع المسيح بعد زمن يوحنا. وقد أعدم الأسقف المشهور بوليكاربوس بعد ٥٠ سنة من ذلك للسبب نفسه وهو أنه لم يكن مستعدّاً أن يعبد القيصر. فثبت أميناً لمخلصه حتى الموت٠

يتكلم كتاب العهد الجديد عن الموتين الأول والثاني. فالموت الأول هو موت الجسد عندما يكفّ القلب عن الخفقان ويخلّ الجسد. ولكنّ هذا الموت يحكم وقتاً محدوداً فقط، لأنه غلب مسبقاً عند المسيحيين الأحياء بالإيمان والمعمودية، كما قال يسوع المسيح "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا, وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا" (يوحنا ١١: ٢٥- ٢٦)٠

أمّا الموت الثاني فهو مكابدة البعد عن الله في مجتمع الهالكين والشّياطين والأشرار، مع ندامة متأخّرة، وهي تحرق كالنّار في ضمير الثائرين غير المؤمنين. والضّجة اللانهائية والصّراخ من كلّ جهة يرافقان الذعر والخوف المتزايد، فيتمنّى الهالك في جهنم أن يزول، ولكنه لا يقدر أن يموت. وصف يسوع هذه الحالة في شهادته عن لعازر المسكين والرجل الغني بوضوح لكي يقود الأحياء إلى التوبة (لوقا ١٦: ١٩- ٣١)٠

أكّد يسوع لراعي كنيسة سميرنا أنه لن يختبر الموت الثاني المعيّن للهالكين، فلا حاجة له للخوف من موته الجسديّ، فهذا يقدّم له الخلاص أو ينجيه من الفقر والاحتقار والاضطهاد. ستتحقق حياة الله فيه مع سلام أبديّ وأمان دائم٠

الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ الحيّ، منبع الحياة الأبديّة، نشكرك لأنّك أعلنت لراعي الكنيسة في سميرنا الضيق الساطع على جماعته، مع اتهامات كاذبة والسجن المرعب، وشجعّته ليحتمل، ويبقى أميناً حتَّى الموت، مِن أجل الحياة الأبدية، الَّتي منحتها له. قوّ في أيامنا الألوف مِن الَّذين يختبرون نفس الخطر، حتَّى يغلبوا الخوف فيهم، ويثبتوا في حياتك الموهوبة لهم فعلاً وحقّاً٠

السؤال : ١٣. ما هو تاج الحياة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 05, 2012, at 12:37 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)