Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 012 (The Letter of Jesus Christ to the Pastor in Smyrna)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠

الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠

٢ - رسالة يسوع المسيح إلى راعي كنيسة سميرنا (ازمير) (رؤيا يوحنا ٢: ٨- ١١) ٠


رؤيا يوحنا ٢: ٨- ١١
وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا, هَذَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ, الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ. ٩ أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضِيْقَتَكَ, وَفَقْرَكَ مَعَ أَنَّكَ غَنِيٌّ وَتَجْدِيفَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً, بَلْ هُمْ مَجْمَعُ الشَّيْطَانِ. ١٠ لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا, وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. ١١ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي٠

الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ: كانت سميرنا مدينة غنية بسبب مرفئها المزدهر والشهير. عاشت فيها خلية من أغنياء اليهود ذوي النفوذ. كان تكوين الكنيسة الصغيرة متعلقاً بالمجمع العبراني، وكانت هذه الكنيسة ناضجة روحياً في المسيح، ولكنها ضعيفة اجتماعياً واقتصادياً؛ وظلت محتقَرَةً وتافهة عند وجهاء المدينة٠

أمر الرب الحيّ يوحنا أن يكتب إلى هذه الكنيسة الصغيرة المحتقرة والمهانة في وسط المرفأ المزدهر، وأراد في مستهل رسالته أن يعزّي المشرف على هذه الكنيسة ويشجّعه وهو رسوله في هذه المدينة، ولذلك استعمل يسوع مرة أخرى جملة من رؤياه السابقة كجواب لتحليله لهذه الكنيسة. كما كان الرب نفسه مضطهداً وتألم ومات ولكنه قام في اليوم الثالث، هكذا ينبغي لهذه الكنيسة الصغيرة ألا تهاب الاضطهاد والآلام، بل أن تدرك طريقها الخاص في سيرة حياة يسوع. لا يعني الإتباع دائماً نجاحاً ومجداً، بل أحياناً النزول إلى الآلام. ليس الضّيق والموت هما نهاية الحياة المسيحية، بل النصر والقيامة والحياة الأبدية٠

نقرأ للمرّة الثالثة الشّعار الإلهي الذي يمر كخيط أحمر في كتاب رؤيا يوحنا عن إعلان المسيح: "أنا الأول والآخر". والعجيب هنا هو أنَّ الله والمسيح ينطقان بقاعدة ألوهيتهما نفسها، الأمر الذي يدل على أنهما ربّ واحد لم يكن قبله شيء ولن يقوم من بعده أحد ينازعه على الحق والسلطة والملكوت. خلق الآب والابن العالم معاً وسيدينانه معاً. منه وفيه وله كل الأشياء. هو الخالق والدّيان. هو الرب. لا يوجد شيء ولا يحدث شيء دون علم وإرادة أبينا ومخلصنا. يتغلب كيانه الأبدي على جميع القوى المعادية لله. هو الحياة الأبدية٠

أضاف يسوع إلى تقديم نفسه الإلهيّ وصفاً خاصّاً لنفسه: أنه مات وعاش، إشارة إلى الجمعة العظيمة وقيامته. تمّ خلاص العالم في هذه الأيام الثلاثة وأصبح منظوراً. أتمّت قداسة الله الديانة والمحبة في الابن وحياته الأبدية خلاصنا خلال ٧٢ ساعة حاسمة. لا تجد الخَطِيئَة والموت والشيطان والدَّيْنُوْنَة سلطة بعد فيمن يرتبط بحَمَل اللهِ. بدون موت يسوع المضحّي نبقى كلنا هالكين. بقيامته أظهر حياته وحياتنا الأبدية. كان ميتاً فعاش. هذا هو جواب يسوع المسيح لكنيسة سميرنا٠

أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك مع أنّك غنيّ: اختبر يسوع الجوع والعطش في رحلاته واضطهاده، وتألم من الضيق عندما ألقي في السجن وعُلِّقَ على الصَّلِيْب. كان له الحقّ في أن يقول لراعي الكنيسة في سميرنا: "أنا أعرف وضعك وأفهمه. أستطيع أن أشعر معك. وبما أنّ الله لم يتركني، تبقى أنت أيضا محفوظاً في أمان محبّته"٠

لا يضمن لنا ارتباطنا الإيماني بالمسيح حياة غنية ومريحة وموفّقة، ولا اعترافاً من الحكام والوجهاء وأصحاب النفوذ. ولكن الله يقدر أن يتمجّد بواسطة الأفراد والكنائس، وخاصة إذا كانوا فقراء ومحتقرين ومضطهدين، لأن محبة المرفوضين لربهم واطمئنانهم في الأخطار واقتناعهم بالإيمان وشكرهم نحو الآب السماوي الذي يعتني بهم ينشئ التزكية فيهم، فيكتسبون ثروة روحية لا يقدر الشّباعى، والمشاهير، والأقوياء، والحكماء، أن يشعروا بها أو يتخيّلوها٠

إنّ بعض الأرامل في المسيح أغنى في الرُّوْح القدُس مِن بِلْ جِيْتْس Bill Gates ملك الكمبيوتر الذي لا يرى دليلاً على وجود الله. إنّ أباً عاطلاً عن العمل يسأل الله خبزه اليومي أغنى في معرفة وحدة الثالُوْث الأقدس مِن بعض الأساقفة الموقّرين والقسوس والشيوخ برواتبهم المؤمّنة. إنّ تمويل بعض المؤسسات الروحية لا يتمّ من قبل أصحاب الملايين أو الأغنياء، بل من قبل مصلّين كابدوا الضّيق وتطهّروا بالرُّوْح القدُس، فصارت لهم بصيرة في التطورات الروحية الداخلية والخارجية في ملكوت الله. يبقى فلس الأرملة المضحّى به أعظم من تبرّعات السّادة المكتفين مادّياً. لقد قدّمت كنيسة سميرنا الفقيرة ليسوع خدمات أمينة مستمرّة بالرّغم من عوزها٠

أين يكمن غنى كنيسة سميرنا؟ إنّ نعمة يسوع المسيح ومحبّة الله وشركة الرُّوْح القدُس قد اختبرتها في وسط الضيق. لم يبقَ إيمانها فكرةً وثقةً ورجاءً فحسب، بل كان حقيقة عملية. عاشت في حضرة الله جسداً للمسيح وهيكلاً للرّوح القدس. فكان غناها في المسيح روحيّاً أزليّاً. لم تتكل على ذهب فان،ٍ أو كرامة زائلة، أو ممتلكات دنيوية (مزمور ٣٤: ١١؛ لوقا ٦: ٢٠؛ ١٢: ٢١؛ ٢ كُورنْثوْس ٦: ١٠؛ ١ تيموثاوس ٦: ١٨؛ يعقوب ٢: ٥)، فالفقر مع القناعة يساعدان على تحقيق الصفاء الداخلي عند المؤمنين بالمسيح، أما الضّيق والفقر فيدفعان الإنسان الذي يعيش بدون المسيح إلى البغض، والحسد، والثورة، والشتم. يستطيع من يَثبت في المسيح بفقره أن يحصل على درجة أعلى في الغنى الروحيّ٠

أنا أعرف تجديف القائلين إنَّهُم يهود وليسوا يهوداً: كانت في سميرنا طائفة يهودية قويّة مع مجمع معروف ومحترم. وربما كان المسيحيون من أصل يهودي،ّ والمسيحيون من أصل وثني،ّ يجتمعون في البداية مع اليهود الأرثوذكس، مؤمنين بإله إبراهيم، وشريعة موسى، ومزامير داود، ووعود الأنبياء، معتبرين هذه الأسفار كلها كإشارة إلى المسيح المنتظر٠

ولكنّ الشهادة عن المسيح المصلوب أدّت إلى الانشقاق، والبغض، وتشويه السّمعة، وعرقلة الأعمال والتّجارة. تبع تدمير الارتباطات التّجارية شكاوى ودعاوى في المحكمة بسبب اتّهام المسيحيين بعمل الفتنة. وتمحور الجدل أخيراً حول السّؤال: مَن هو اليهودي؟ اعتزّ أتباع المجمع في سميرنا بشجرة العائلة العتيقة، وبسلالتهم من أمّ يهوديّة، وبإختتان الرّجال، وبحفظ السّبت، وقدّموا البراهين على إيمانهم اليهوديّ٠

أمّا المسيحيّون من أصل يهودي،ّ والمسيحيون من أصل وثني،ّ فشهدوا بحياتهم الروحية، واعترفوا بأنّ الختان الجسدي لا يحقّق طهارة القلب. ويبقى تقديس السّبت من تقاليد ديانتهم اليهودية الخاضعة للشّريعة والتي لا تنتج في النهاية غير غضب الله ودينونته. وشهد المسيحيون أنّ الولادة الثانية من الرُّوْح القدُس وحدها تختن القلب، وأنّ كنيسة المولودين ثانيةً هي هيكل الرُّوْح القدُس. تشير اجتماعات المسيحيين يوم الأحد إلى قيامة المسيح كبداية الخليقة الجديدة المبنيّة على التّبرير بالنّعمة٠

وهكذا تطوّر النّزاع حول الهويّة اليهوديّة نحو شخص يسوع: هل هو المسيح الموعود به وعبد الرّب بحسب إِشَعْيَاء ٥٣ أم لا؟ تقسّى اليهود في سميرنا روحياً أكثر فأكثر ضدّ ابن مريم، وتكلموا بتجاديف علانية ضدّه وضدّ أمّه (رؤيا ١٢: ١٧)٠

تعلّق قرار المسيحيين من أصل يهودي، ممن كان يهوديا أصليّاً وإسرائيلياً حقيقيّاً، بشخص يسوع المسيح. ولكن بما أنّ بغض أتباع المجمع للمسيحيين المجتهدين أخذ يتزايد، كان لا بدّ للرَّبّ المقام من الأموات من أن يقطع قراراً جازماً أنّ اليهود التقليديين في سميرنا لم يكونوا يهوداً حقيقيين، بالرغم من سلالتهم الجسدية. ولا يمثّل مجمعهم الرُّوْح القدُس، بل أصبح مركزاً لروح إبليس. كان يسوع مضطراً في حياته على الأرض إلى مواجهة بعض الأفراد من أعدائه اليهود المتعصبين بأنّ أباهم ليس إبراهيم بل الشيطان نفسه. لم يتغيّر جهاد المسيح تجاه المتبجّحين بالإيمان والمقاومين للرب يسوع حتى بعد جيلين، وهو ما زال مستمرّاً حتى يومنا هذا (يوحنا ٨: ٣٧؛ ١٦: ٢)٠

نريد أن نوضح أن ليس اليهود كلّهم أبغضوا يسوع وشتموه. فجميع الرسل والبشراء والكنيسة الأولى في أورشليم كانوا مسيحيين مثاليين. وجعلهم حلول الرُّوْح القدُس يصيرون مجمع الله الذي يسكن فيه ملء اللاهوت. "الخَلاَصُ هُوَ مِنَ اليَهُوْدِ" (يوحنا ٤: ٢٢). نعيش جميعنا من كلمة يسوع المسيح ومن شهادة رسله إلى اليوم، وقد أصبحت شهادتهم حياتنا٠

الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ المقام مِن بين الأموات، نشكرك لأنّك قوّيت راعي كنيسة سميرنا في أتعابه، وسط الاضطهاد عليه. وأعلنت له مركز الشيطان في مدينته. إنّما أغنيت الراعي المحتقر، حتَّى ظهر لطفه وتسامحه وصبره جلياً. ساعد المؤمنين ورعاة الكنائس في أيامنا، إذ حلّت عليهم أكاذيب واضطهاد، ليسلكوا أمناء لك، حتَّى في وادي ظلّ الموت٠

السؤال : ١٢. ما كانت حالة راعي الكنيسة في سميرنا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 05, 2012, at 12:30 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)