Home -- Arabic -- Revelation -- 066 (The Fourth Seal)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠
الجزء ٣.٢ حَمَل اللهِ يفتح الختوم السَّبْعة (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ١- ١٧)٠
٤- الْخَتْمَ الرَّابِع: والجالس على الفرس الأخضر (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ٧- ٨)٠
الوحوش الضّارية: هي سوط الله الرَّابِع:
لا نعلم إنْ كان ملاك الرب، بكلماته هذه ليوحنا الرائي، يشير إلى الوحوش التي مزَّقت أجساد شهود يَسُوْع المَسِيْح الأمناء في ميدان رومة، لأنهم رفضوا أن يعبدوا حكامهم القياصرة كآلهة. لعل الإشارة إلى وحوش الأرض لا تتضمن الذئاب والسنوريات فقط، بل المناطق الخالية بسبب الحروب والمجاعات والأوبئة التي قضت على السكان فيها٠
ولعله يمكننا أن ندرج أيضا في عداد الوحوش الضارية بعوضة حمى الملاريا التي تنقل الملاريا والتي أصبحت منذ بضع سنوات حصينة من اللقاح الكثير العدد، فانتشرت مجدَّداً في الدول الاستوائية. كَرَّم العبيد المحررون العائدون إلى وطن آبائهم ليبيريا هذه البعوضة "قاتلة الرجل الأبيض"، فأصدروا طابعاً بريدياً تحت شعار "قاتلة الرجل الأبيض". بالرَّغم مِن فظاعة الآلام التي يمكن للوحوش الضارية إلحاقها بالإنسان، يمكن للإنسان عندما يكون كالوحش الضاري أن يُلحق آلاماً أفظع. كثيرا ما يفقد الإنسان كل شفقة ويتعطش للدماء في الحروب وفي أعمال الإرهاب. لقد تسببت الثورة الفرنسية، وغازات "أدولف هتلر"، واستخدام الحراس الحمر في الصين "بول بوت" Pol Pot في كمبوديا، والأصوليّون في مصر وفي الجزائر بويلات فظيعة. لم تنته العداوة التقليدية بين العرب وإسرائيل، وهي تنتظر ساعتها. تشير المذابح بين هوتوس Hutus وتوتسيس Tutsis والحروب الأهلية في السودان وحتى في لبنان إلى وجود وحش جاثم في كل إنسان، وإذا أفلت فسيخرب أكثر من وحوش الأرض التي كثيراً ما تقتل بدافع الجوع وليس بدافع الضغينة والثأر٠
أمَّا الحروب الدينية فتحفر عميقاً في وعي الإنسان الباطني وتضلله ليقتل عمدا وليرتكب أعمالا وحشية بضمير حي في آن واحد. لذلك كتب إِشَعْيَاء بحق ثلاث مرات لقرائه: "لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إِشَعْيَاء ٤٨: ٢٢؛ ٥٧: ٢١؛ ٥٩: ٨)٠
ولكنَّ حَمَل اللهِ يأمرنا قائلا: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ, وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ, لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى ٥: ٤٤- ٤٥)٠
لو اتخذت البشرية تعاليم المَسِيْح وحق المصالحة وقوة روحه القدوس لما بقيت حروب ولا دينونة غضب الله فيما بعد. عِنْدَئِذٍ لا يجد الجالس على الفرس الأبيض مع حاشيته مدخلا إلى الشعوب. ولكنَّ أفراداً قلائل فقط يسمحون ليَسُوْع بأن يناديهم فيتبعون الحَمل راضين. تقسي جماهير الناس قلوبها ضد مخلصها، فيسلمها ليفني بعضهم بعضا (رومية١: ١٨-٣٢). بالرغم من قصاصات الله المتزايدة لا يريد من تطبعوا بطبيعة الذئب أن يصيروا حملاناً٠
الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ المسيح المتعالي، قد أعلنت لتلاميذك أنّ رئيس هذه الدنيا يسيطر على الأكثرية. إنّما أنت غلبته على الصليب، وأرسلت عبيدك إلى العالم أجمع. ليؤسّسوا ملكوت محبّتك في قلوب التائبين، لتنفخ ملائكتك في بوق الانتصار وسط الدمار، لأنّ مملكتك تأتي حتماً٠
السؤال : ٦٧. لماذا لا يحلّ السلام بين الشعوب في الوقت الحاضر؟