Home -- Arabic -- Revelation -- 068 (The Fifth Seal)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠
الجزء ٣.٢ حَمَل اللهِ يفتح الختوم السَّبْعة (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ١- ١٧)٠
٥- الختم الخامس: نفوس الشّهداء الصّارخة تحت مذبح المحرقة (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ٩- ١١)٠
٩ وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ. ١٠ وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ. ١١ فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ
جَلبت الختوم الأربعة الأولى من لفة السفر التي فتحها يَسُوْع إعلان المَسِيْح الدَّجَّال والدَّيْنُوْنَة التالية٠
ولخَّص الختم الرَّابِع بنوع خاص الختوم الثلاثة الأخرى وعمَّقها. كشفت وعود المَسِيْح الدَّجَّال المضلة ضيقات مفزعة للناس على الأرض٠
ثم فتح حَمَل اللهِ الختم الخامس عند دخول حكم العالم، وبذلك اتجه نظر الرائي من التطورات الأرضية إلى حدث خفي في السماء أُعلن له. رأى وسمع فجأة نفوساً صارخة تحت مذبح المحرقات أمام عرش الله وحمله٠
يتبع هذا المشهد حديث يَسُوْع عن المستقبل في متى ٢٤ حيث يخبر كيف أعد الرب تحذيره من المسحاء المضللين والأنبياء الكذبة، ويعلن للتلاميذ أن الحروب والمجاعات والزلازل هي مبتدأ الأوجاع، وأنه ينبغي لكنيسته ألا ترتعب بل تثق بمواعيده ووجوده (متى ٢٤: ٤- ٨). وبعد ذلك أعلن يَسُوْع لتلاميذه المصغين إليه بشوق على جبل الزيتون أنه ينبغي لهم، تحت حكمه في المستقبل، ألا يتوقعوا مناصب وزارية، بل تضليلا وبغضاء واضطهاداً وارتداداً وموتاً (متى ٢٤: ٩- ١٤)٠
كثيراً ما اتهم المَسِيْحِيّون بعد الكوارث والحروب بأنهم سبب الشقاء، وأُخذوا كبش محرقة. لذلك ينتظر الأبرياء اضطهادات دموية كتلك التي وقعت في روما زمن نيرون وخلفائه٠
لم تشترك الحيوانات الأربعة في فض الختم الخامس، لأن هذا الختم لا يتعلق بالدَّيْنُوْنَة على الخليقة الساقطة بل بمسائل حقوقية أمام عرش الله وحمله٠
عندما فَتح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ والرب الجَالِس عَلَى العَرْشِ الختم الخامس أبصر يوحنا تحت الرمز، مذبح المحرقات، نفوس شهداء العَهْد القَدِيْم الذين قُتلوا بالعنف (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٦: ٥- ٧). كان لدى باب خيمة الاجتماع وأمام الهيكل مذبح خاص لم يستخدَم للذبائح الكفارية بل لتقديم المحرقات كاملة فِيْ سَبِيْلِ الشكر للرب. كان دم هذه المحرقات وقرابين الشكر يطرَح في قناة إلى جانب أسفل المذبح (اللاويين ١: ٥)٠
يشهد الكتاب المقدس بوجه الإجمال بأن الحياة، النفس، موجودة في الدم (اللاويين ١٧: ١١؛ ١٤). أي إنَّ الدم حياة ونفس (التثنية ١٢: ٢٣). في هذه الإِعْلاَنَات أسرار مخفية أصبحت غريبة لجيلنا. تعني النفس في العربية الروح والذات، وهي تشمل قلب الإنسان وفكره وجوهره الحقيقي، لكن النفس لا تتيح لنا معرفة زمرة الدم أو نسبة تركيب الكريات الحمر والبيض، بل يتضمَّن هذا السر بالأحرى برنامجا جينيا للخلية التي ترسم الخلق وصحة الإنسان٠
رَأَى يُوْحَنَّا عوضاً عن الدم المرشوش في القناة تحت الصورة الأولى لمذبح المحرقات أمام عرش الله وحمله نفوس شهداء الله وابنه الذين قتلوا بالعنف. لم ير هيئة هؤلاء الأشخاص بل نفوسهم وذواتهم٠
يُسمي أحد المفسرين هؤلاء الشهداء "الأموات السعداء". فهم يعيشون بالقرب من الله, ولكنهم لم يقوموا من الموت بعد٠
قتل هؤلاء الناس على يد أبناء المعصية الذين يطاردون الأبرار في كل حين. يلهث روح "القاتل منذ البدء" متعطشاً لدم هؤلاء الذين يريدون أن يطيعوا كلمة الله وروحه. لم يمكنه أن يطيقهم أو أن يحتملهم؛ فاندفع ليحاربهم وليدبر لهم مكانا وإن أمكن ليذبحهم٠
كان هابيل مِن جملة شهداء الدّم هؤلاء، وكذلك إِرْمِيَا الذي قيل عنه إنَّه نُشِرَ إلى قسمَين. ولعل الرائي قد رأى تحت المذبح نفس يوحنا المعمدان الذي قُطع رأسه لأجل شهادته. تشير سلسلة شهود الإيمان في (عِبْرَانِيِّيْنَ ١١) إلى شهداء مِن العَهْد القَدِيْم. لقد تحملوا البغضاء والخيانة والاستجواب والتعذيب والقتل فِيْ سَبِيْلِ إطاعة إيمانهم (متى ٢٤: ٩- ١٣) وقدَّموا حياتهم ذبيحة كملة وقربان شكر لله, وقبل الرب تقدمتهم (فِيْلِبِّيْ ٢: ١٧)٠
تعرَّضَ هؤلاء الناس للسخرية والضرب والتعذيب لأجل شهادتهم ولأجل الوحي الذي قبلوه مِن الله؛ ومع ذلك تمسكوا بكلمة الله ولم يوافقوا الرأي السائد وروح العصر. سبحوا ضد التيار ولم يسألوا عن موافقة الحاكمين والعلماء. ثبتوا أمناء حتى نهايتهم المرة. أُخذت منهم المواد الغذائية، وقذرت كرامتهم، واتهموا بالخيانة ومعاداة الأمة٠
ولكنهم فضّلوا أن يتألموا لأجل الحق ولم يكونوا مستعدين للاستناد إلى آمال كاذبة وتخيلات وهمية، فخداع النفس مبني على الكذب. نرى في حياة إِرْمِيَا شهادة حقيقية لمثل هذا السلوك المستقيم (إِرْمِيَا ٢٠: ٢٠؛ ١٧: ١٦؛ ١٨: ١٨؛ يعقوب ٥: ١٠- ١١)٠
نقرأ في سفر الرُّؤْيَا مِرَاراً وَتَكْرَاراً عن التمسك ليس بكلمة الله فحسب، بل بشهادة يَسُوْع المَسِيْح أيضا واللتين تمهدان السبيل معا إلى الآلام (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١: ٢ و ٩؛ ١٢: ١٧؛ ٢٠: ٤). ولكننا لا نقرأ أن النفوس الصارخة تحت مذبح المحرقات كانت لها شهادة يَسُوْع المَسِيْح. يتكلم يوحنا عن شهادتهم الخاصة، وتنير هذه الإشارة مع غيرها من الإشارات السبيل لإدراك أن الشهداء الذين يتحدث عنهم يوحنا هم هؤلاء الشهداء الذين لم يعرفوا يَسُوْع بعد، ولكن كانت لديهم إِعْلاَنَات العَهْد القَدِيْم بمواعيده وشرائعه والتي كانوا مستعدين للموت فِيْ سَبِيْلِها (متى ٥: ١٠- ١٢ و ١٧- ٢٠)٠
لم تكن أصوات المعذبين والمشنوقين والمرجومين بالحجارة والمشويّين بالنار منخفضة ومتواضعة، بل صرخوا بأعلى صوتهم وطالبوا بحقهم لمجد الله٠
اخترقت أصواتهم السماء وسُمعت بوضوح في عرش الله وحمَله؛ فصوت الدم المسفوك ظلماً يخترق الأبدية (التكوين٤: ١٠؛ عِبْرَانِيِّيْنَ١٢: ٢٤)٠
دعاء الشّهداء من العَهْد القَدِيْم: خاطب هؤلاء الشهداء الله بثلاثة أسماء وألقاب. فلم يسموه "كيريوس" Kurios أي الرب بمعنى إله العَهْد، بل سموه "دسبوتس" Despotes أي الرب بمعنى السيد، فالله سيِّدهم وهم خاصته، ومشكلتهم مشكلته، ولا يمكنه أن يستمر بعد استشهادهم وكأنَّ شيئاً لم يكن، بل لاَ بُدَّ له من أن يعمل ويحكم لأنَّ حقه وكرامته قد أصيبا من جراء الظلم الذي أصابهم٠
وسمت نفوس الأموات الله القدوس، وهو الأبدي، بلا خطيئة، الذي يجب أن يدين، لأجل ذاته، كل ظلم. تكشف قداسته كل خطيئة وتخترقها. قداسته هي أيضا جذور بره؛ ولاَ بُدَّ له من أن يعمل ويجازي مَن اقترفوا الجريمة بحق الشهداء الذين ماتوا فِيْ سَبِيْلِ كلمته٠
أمَّا الاسم الثالِث الذي خاطب به المعذبون الله فهو الحق. ومعنى هذه الكلمة في الأصل اليوناني "الحقيقة المطلقة" التي لا تحتمل كذباً، ويقابل هذه العبارة في العربية "الحق" بمعنى الصدق، ولا يبقى الصدق هنا فلسفة غير ملزمة بل هو حق ديان. الله نفسه هو الحق والقياس والحقيقة، وعليه يتحطم أخيرا كل إنسان ولا سيما الكاذب والنبي الكذاب٠
كلم الشهداء الله بعقلية العَهْد القَدِيْم. كانوا أناساً تحت الناموس، وكان عليهم بحسب الناموس أن يطالبوا بالثأر بسبب الظلم الذي أصابهم. لم يكن لهم الحق في أن يغفروا أو ينسوا، لأنَّ الدم هو الذي يُكفِّر عن النفس وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (لاويين ١٧: ١١؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٩: ٢٢). ولم يكن دم يَسُوْع المَسِيْح قد سفك بعد في زمن حياتهم٠
يستغلق على أذهاننا فَهم مقتضيات هذا الثأر في العَهْد القَدِيْم لأنَّ يَسُوْع قد كفَّر عن خطايانا وخطايا أعدائنا أيضاً؛ ولذلك يحق وينبغي لنا أن نغفر ظلم كل واحد فوراً وكلياً؛ فنحن نعيش في عصر النعمة ولسنا بعد تحت الناموس٠
يعيش اليهود والمسلمون تحت حكم شريعتهم التي تأمرهم بالثأر: "عين بعين وسن بسن" (الخروج ٢١: ٢٤؛ متى ٥: ٣٨؛ سورة المائدة ٥: ٤٥). فالذنب لا يغتفر. والذنب يتطلب تكفيراً عنه. وإذ يرفض اليهود والمسلمون مصالحة المَسِيْح لاَ بُدَّ لهم من أن يثأروا سواء بأنفسهم أو بواسطة آخرين يكلفون تنفيذ الثأر ليتمموا أحكام شريعتهم، وإذا لم يطالبوا بكفارة بل غفروا دون قيد أو شرط اعتبروا مذنبين ومتعدين على الشريعة. بواسطة كفارة يَسُوْع المَسِيْح وحدها تَحرَّرْنَا مِن حِمْل الثأر٠
تُعزِّز صلاة النفوس الصارخة تحت مذبح المحرقات ومضمون هذا الصراخ المفهوم بأنَّ شهداء الدم الأموات ينتمون إلى العَهْد القَدِيْم وليس إلى عصر النعمة (التثنية ٣٢: ٤٣)٠
انتظر شهداء الدم حتى تلك اللحظة مجيء ملكوت الله فوق بره وفوق سلطانه. تربَّع الأسد من سبط يهوذا على العرش، وحَكمَ المَسِيْح الموعود به في السماء وعلى الأرض. والآن قد أتت ساعة تبريرهم٠
يظهر في صراخ الشهداء ترقُّب مؤمني العَهْد القَدِيْم بشوق حلول ملكوت الله على أرضنا. وتُعلمنا مزامير كثيرة صلاة المنتظرين بشوق وشغف، وتوحي لنا مِن جديد أن نترقب مجيء الرب يَسُوْع الآتي سريعا (المزامير ٤٢ و ٤٣ و ٧٩ و غيرها)٠
ولكن مَن يَعش من الإنجيل يستغرب روح شهداء العَهْد القَدِيْم؛ فقد أخذ يَسُوْع أفكار الثأر من عقولنا ومن قلوبنا، وصلى هو نفسه قائلا: "يَا أَبَتَاهُ, اغْفِرْ لَهُمْ, لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا ٢٣: ٣٤)، وصرخ استيفانوس كذلك بصوت عظيم تحت وابل حجارة قاتليه:"يَا رَبُّ, لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ" (أَعْمَال الرُّسُلِ ٧: ٦٠). إننا نغفر لأنه غفر لنا، ونغفر كما غفر لنا (متى ٦: ١٤- ١٥). أمَّا مؤمنو العَهْد القَدِيْم فكانت لديهم افتراضاتٌ أخرى٠
ثيابُ البِرِّ البيض: استجاب حَمَلُ اللهِ لصراخ نفوس العَهْد القَدِيْم. أثبت الرب لهم أنهم لم يتألموا عبثاً. قبل أمانة إيمانهم. جعلهم يلبسون ثوباً أبيض علامة تبريرهم. لكن كان عليهم أن يتعلموا أن يُغيروا تفكيرهم ويقبلوا برَّ حَمَل اللهِ من النعمة وحدها فقط٠
برمز التبرير هذا بدأ الدرس الجَدِيْد لنفوس الشهداء الأموات في تغيير تفكيرهم. لم يأتِ زمن الدَّيْنُوْنَة النهائية بعد، فعليهم أن يتهيأوا لها. أعطوا بعد ذلك سعف النخل (٧: ٩) ومِن ثم القَيَاثِيْر (١٤: ٢). كان عليهم أمام حَمَل اللهِ أن يتعلموا الشكر والحمد لكي تزول المرارة من قلوبهم. وعندما فهموا حَمَل اللهِ ومعنى كفَّارته كلمهم الله بالقَيَاثِيْر الإلهية (١٥: ٢)، وفي وقت لاحق هتفوا بجوقة كبيرة هللويا الكبيرة مع جميع القديسين (١٩: ١). وفي النهاية استلموا مع شهداء العَهْد الجَدِيْد السلطان ليدينوا ويحكموا مع المَسِيْح (٥: ١٠؛ ٢٠: ٤). يملك الرب إمكانيات كثيرة لمساعدة خدامه الأمناء كي يدركوا ملء نعمته ويعيشوا بموجبها٠
انتظار إلى متى؟: قيل للنفوس المنتظرة من زمن العَهْد القَدِيْم أن ينتظروا "زماناً يسيراً" ريثما يظهر مجد ملكوت الله. ماذا يعني "زماناً يسيراً"؟ "لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ" (مزمور ٩٠: ٤؛ ٢ بطرس ٣: ٨). لا يقاس الزمن عند الله بالأَيَّام والساعات، فليس في السماء زمان ومكان، وما الزمان والمكان إلا من المصطلحات البشرية التي نستخدمها لوصف وجودنا على الأرض. أما الله وحمله فعندهما مقاييس وأبعاد أخرى. يتأنى الله علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (٢ بطرس ٣: ٩). إنَّ تأجيل مجيئه نعمةٌ. يقول يَسُوْع في حديثه عن المستقبل على جبل الزيتون إنَّ بشارة الملكوت هذه ستُعلن بالرغم من الدَّيْنُوْنَة والاضطهاد شهادة لدى الشعوب والألسنة والأمم أجمعين (متى ٢٤: ١٤؛ ٢٨: ١٩)٠
ليست مسألة تبشير غير المَسِيْحِيّين مسألة جانبية، بل هي ضرورة ملحَّة يقتضيها التمهيد لمجيء المَسِيْح. إنَّ الصوت الصارخ في البرية يدعونا نحن اليوم أيضاً من مذبح المحرقات في السماء قائلا: "أَعِدُّوا طَرِيْقَ الرَّبِّ" (إِشَعْيَاء ٤٠: ٣- ٥؛ لوقا ٣: ٤- ٦؛ يوحنا ١: ٢٢- ٢٣ و٢٩ و٣٥- ٣٧)٠
اكتمال عدد الشّهداء: ُيستَعَدّ لمجيء الرب يَسُوْع المَسِيْح أيضاً متى اكتمل عدد الشهداء مِن العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد. وبهذا تذكر فئتان مِن شهود الدم: الفئة الأولى وتضم الشهداء مِن العَهْد القَدِيْم الذين، بإطاعتهم الشَّرِيْعَة الموسويَّة، أحبوا الرب إلههم مِن كل قلوبهم ومِن كل نفوسهم ومِن كل قواهم. أما الفئة الثانِية فتضم الإخوة والأخوات من كنيسة يَسُوْع المَسِيْح الذين وضعهم الرب في حقوق الابن بموته الكفاري، فهم إخوته وفي الوقت نفسه أبناء أبيه الذي في السماء٠
يُريد المَسِيْح الدَّجَّال وجلادوه أن يضللوا أكبر عدد ممكن مِن اليهود القلائل المؤمنين بيَسُوْع المَسِيْح، ومِن المَسِيْحِيّين الذين يخدمون الرب بنشر كلمته، بواسطة التجارب والحيل إلى كل خطيئة محتملة؛ وحيثما لا ينفع التضليل معهم سيجتهدون أن يكمّوا أفواه أتباع المَسِيْح العاملين بواسطة لصق التهم السياسية أو الأخلاقية بهم ومن ثم تقديمهم إلى المحاكمة على أساس افتراءات وشهادات زور. يتهم المَسِيْحِيّون المستقيمون بعدم التسامح وبالتعصب لأنهم، بحسب الادعاء، "كمفسدين للسلام"، يمنعون التقارب بين الأديان٠
بدأ ديوان التفتيش في عام ١٢٠٩ يتعقب "أهل البدع" بالتزامن مع مطاردة الباباوات "للولدنسيين" Waldensians. اضطهد كذلك "الهوغونوت" Hugenotts (١٥٦٢- ١٥٩٨) والمهاجرون من سالزبورغ عام ١٧٣١. ينتمي عدد ليس بقليل من هؤلاء إلى العدد الكامل من شهود الدم لحَمَل اللهِ. ومن هؤلاء أيضا المعترفون بيَسُوْع المَسِيْح الذين كرَّسوا حياتهم في معتقلات "هتلر" و"ستالين" كذبيحة كاملة على مذبح المحرقات في السماء لأجل الجَالِس عَلَى العَرْشِ والحمَل٠
الصَّلاة: أيُّها المخلص المجيد، قد أعلنت أنّ أعداء الصليب سيقتلون أتباعك، ظانّين أنّهم يخدمون الله بقتل أحلافك. إنَّما هم أحياء، ولن يموتوا، لأنّ الحياة الأبدية فيهم أقوى مِن الموت الدنيوي. ثبّت الَّذين سوف يموتون لأجلك، ليحبّوا أعداءهم إلى المنتهى٠
السؤال : ٦٨. مَن هم الشهداء مِن العَهْد القَدِيْم عند مذبح البخور في السماء؟ وما هو العائق في عقيدتهم؟