Home -- Arabic -- Colossians -- 003 (Greeting)
Previous Lesson -- Next Lesson
كولوسي – المسيح الذي فيك، هو رجاء المجد
دراسات في رسالة بولس الى اهل كولوسي
الجزء الأول أركان الإيمان المسيحي (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١- ٢٩)٠
١- تعريف المرسلين والبركة الرسولية (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١- ٢)٠
الرسول
دُعي بولس رسولاً مِن يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ الَّذي أمر حنانيا البسيط أن يجهزّه بقوّة الرّوح القدس. (أَعْمَال الرُّسُلِ ٩: ١٠- ١٨)٠
رافقه المؤمنان المختبران برنابا وسيلا كشريكَين في خدمة الرَّبّ ومُصلِّيَيْن بالتناوب في خدمته بين الشعوب في شرق البحر المتوسط٠
وكتب بولس ثلاث عشرة رسالة مِن رسائله المحفوظة، تحدَّث فيها أربع عشرة مرّة عن ملكوت الله، وأربعاً وثمانين مرّة عن كنيسة المسيح (اكلسيا) المدعوين لخدمته مِن بين الآخرين٠
ونقرأ اسم يسوع مئة وتسعين مرّة، لأنه أهمّ وأعزّ مِن أيِّ اسمٍ أو موضوعٍ آخَر في بشارته. كان يسوعُ ربَّه الحي ومخلّصه ومرشده ومقوّيه، فانتظر عودته بشوقٍ. مجّد بولس ربّه قولاً وعملاً بشغله اليدوي وبصبره في الاضطهاد والأخطار. كان يسوع السبب والمحور والهدف لبولس في رسالته. وكان بولس رسوله الأمين والمفوّض لدى الأمم، فعمل بقوة وسلطة وقدرة اسمه٠
الصلاة: نُعَظِّمك أيّها الآب السماوي لأنّ ابنك الحيّ دعا بولس مضطهد كنائسه حسب مشيئتك ليكون شاهداً لنعمتك وقوّتك ومحبتك، ونشكرك لأنّ كلماته تصلنا حتّى اليوم وتنعشنا وتقوّينا. ساعدنا على أن نتغيَّر، نحن الفاشلين والغير المستحقين، بنعمتك وأن نقبل الخدمة الموكلة إلينا في محيطنا باسم المسيح. آمين٠
مَن هو المسيح؟
إنّ معنى اللَّقب "المسيح" في العبرانيَّة هو المسيّا أي الممسوح بالروح القدس. وكانت لهذا اللقب أهمّيةٌ خاصة في هذه الرِّسَالَة، لأنّ المؤمنين بالمسيح مِن أصل يهودي كانوا يعتبرون موسى في بعض الأحيان أعلى مِن يسوع، فتمسّكوا بشريعته وبتطبيقها أكثر مِن تمسُّكهم بنعمة المسيح. وقد فسَّر يسوع لقبه في مدينته الناصرة عندما قرأ (سفر إِشَعْيَاء ٦١: ١- ٢) في الهيكل واعترف قائلاً:"روح الرَّبّ عليّ ..." حتَّى "نعمة الرَّبّ المقبولة". وعندما سلّم السفر إلى الخادم جلس وجميع الأعين في الهيكل شاخصةٌ إليه، وقال لهم: "لقد تمَّ هذا المكتوب في السفر في مسامعكم" (لوقا ٤: ١٨- ٢١)٠
تختلف التَّرجمة اليونانيَّة (السَّبعونية) للعهد القديم في بعض عباراتها عن النصّ الأصلي لسفر النَّبي إِشَعْيَاء، ولكنَّها تحتفظ بالمضمون نفسه. لقد قرأ يسوع الجملة الأخيرة جزئياً، وترك العبارة عن يوم انتقام إلهنا، لأنّ هذا الكلام لا يتحقَّق في مجيء المسيح الأول للخلاص، بل في مجيئه الثاني للدينونة٠
كان الملوك والكتبة والأنبياء، في العهد القديم، يُمسَحُون بزيت الخلاص وقوّة الله لتنفيذ خدماته باسم الرَّبّ. لاويين ٢: ١٢؛ سفر عدد ٣٥؛ ٢٥؛ صموئيل الأوّل ١٦: ١٣؛ صموئيل الثاني ٥: ٣ ألخ
وأمَّا يسوع فمُسح بعد معموديته في الأردن مِن الله أبيه مباشرةً (مزمور ٤٥: ٧ و٨؛ متَّى ٣: ١٦- ١٧؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ١: ٩). لذلك المسيح هو ملك الملوك وربّ الأرباب (متَّى ٢٨: ١٨؛ تيموثاوس الأولى ٦: ١٥؛ رؤيا يوحنَّا ٥: ٦- ١٢؛ ١٧: ١٤؛ ١٩: ١٦) لأنّه رئيس الكهنة الحقّ الَّذي بذل نفسه كحَمَل اللهِ كفّارة عن خطاة العالم (عِبْرَانِيِّيْنَ ٢: ١٧ و١٨؛ ٤: ١٤- ١٦؛ ٦: ٢٠؛ ٧: ٢٦؛ ١٠: ١٤ ألخ). والمسيح هو أيضاً كلمة الله المتجسّد الَّذي يجمع في ذاته جميع النبوّات السابقة (يوحنَّا ١: ١- ٣ و١٤؛ يوحنَّا الأولى ١و٢؛ رؤيا يوحنا ١٩: ١٣). ويملك المسيح أرواح الله السبعة (إِشَعْيَاء ١١: ٢؛ متّى ١٢: ١٨؛ رؤيا يوحنا ٥: ٦)٠
أدرك بطرس كأوّل تلميذٍ هذه الحقيقة، واعترف قبل الآخرين قائلاً: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ فأجابه يسوع قائلاً: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاواتِ (متَّى ١٦ عدد ١٦ و١٧)٠
أمَّا بولس فكتب إِلَى الكَنِيْسَةِ في روما: لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَِنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَِنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا (رومية ١: ١٦ و١٧)٠
الصلاة: نُعَظِّمك أيّها الرَّبّ يسوع لأنك شهدتَ للقبك في كنيس النَّاصرة وفسَّرتَه. أنت ربّ الأرباب وتملك إلى الأبد. ساعدنا على أن نخضع حقا،ً وامسحنا بروحك القدوس حتَّى نمجّدك على الدوام. آمين٠
السؤال ٣:
لماذا لم تكن العبارة (المسيح) اسماً ليسوع بل لقباً له، وماذا يعني هذا اللقب؟