Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. أساليب نشر ملكوت السموات (المجموعة الثانية لكلمات المسيح ) (١٠: ٥- ١١: ١)٠
ب)الأخطار والعذاب في سبيل التبشير ( ١٠: ١٦-٢٥)٠
متى ١٠: ٢٤-٢٥
٢٤
لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. (٢٥) يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ!
(متى١٢: ٢٤، لو٦: ٤٠، يو١٣: ١٦؛ ١٥: ٢٠)٠
اتِّباع المسيح يعني التمثُّل به في المحبة والفرح والتواضع والسلوك في قوته. من جهة أخرى يعني الالتصاق به في الآلام والموت والقيامة. إنه يجرّنا وراءه، ولا يتركنا حتى نصل إلى المجد. لا يضع يسوع علينا نيراً أو حملاً ثقيلاً لم يختبره هو سابقاً. لقد أبغضه الناس، وأنكره أقرباؤه، وطلبوا منه الدخول إلى فخ الأعداء، ووقف أمام المحكمة الدينية، وضُرب وجُلد، وبُصق في وجهه وسخر منه الملك. ثم حكم الوالي الروماني بجلده ثم بالصلب، وصلبه رغم إثباته ثلاث مرات أنه بريء. جرّبه أعداؤه بمكر في صراعات موته، وظهر له أخيراً كأن أباه قد حجب وجهه عنه. وثبت أميناً في إيمانه، قوياً في محبته، غير متزعزع في رجائه، فاحتمل أوجاع جسده، وغضب الله عوضاً عنَّا ولم يجد الشرير قوة وحقاً فيه٠
نحن لن يصادفنا ما صادف يسوع، لأننا لا نحمل خطيئة العالم، ولن ينسكب غضب الله علينا. إنما عدو الخير يتربص بنا ليعذّبنا ويُبعدنا عن مخلّصنا الحنون. نحن ضعفاء، أما يسوع فيمسكنا ويسندنا. فلا نبني مستقبلنا على قدرتنا الخاصة بل على أمانة يسوع وقدرة دمه الثمين٠
من الأوليات الأساسية للتبشير، أن تموت لحساسيتك الزائدة وأنانيتك، لأن أبناء المعصية يطلقون عليك كل ألقاب شريرة ويجدّفون على الله بسببك. كما أن اليهود سمّوا يسوع رئيس جهنم، وأنكروا قوته رغم أن معجزاته كانت طاهرة وبدون طمع. فاتهموه أنه يحكم على جيش الشياطين، الذي عدده كالذباب، لأن اسم بعلزبول يعني باللغة الآرامية "رئيس الذباب". أما يسوع فلم ينتهر أعداءه، بل دافع عن كرامة أبيه والروح القدس، لأنه قد أخلى نفسه وأخلى مجده إلى المنتهى٠
الصلاة: أيها الرب يسوع، نشكرك لأنك احتملت الإهانات والشتائم والإتهامات والأكاذيب. صبُّوا عليك كل كلمة سوء وشرٍّ، لكنك كنت ثابتاً في المحبة واللطف، تكلمت بالحق والحكمة، فلم تحاول أن تسايرهم، بل تابعت مسيرك نحو مصيرك، إلى موت الصليب. نشكرك لأنك تمنحنا فرصة اتباعك، ونطلب منك أن تقوينا لاحتمال كل كلمة شريرة. تبثنا في المحبة، أعنا على التكلم بالصدق والمجاهرة بالحق، حتى وإن قادونا إلى الموت. قف بجانبنا، لأننا عاجزون عن الثبات والإستمرار بدون مساعدتك ووقوفك معنا، فنباركك إلى المنتهى. آمين٠
السؤال ١٠٤ : ماذا يعني بقوله "ليس التلميذ أفضل من المعلم"؟