Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الأول الفترة التمهيدية لخدمة المسيح ( ١:١- ٤: ٢٥)٠
أ- ولادة يسوع وطفولته (١:١- ٢: ٢٣ )٠
١. نَسَب يسوع (١:١-١٧)٠
متى ٢:١
٢
وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ
من يقرأ سلسلة نسب يسوع يفهم أن الإنجيل مبني على أسفار التوراة. وليس أحد يدركه حق الإدراك إلا من يدرس هذه السلسلة أيضاً. كما أنه لا يستطيع أحد أن يصل إلى علية بيت، ما لم يدخل أولاً من بابه السفلي٠
وبوحي من الله عيَّن يعقوب وحده من قَبل ولادته حاملاً للبركة (تكوين ٢٥: ٢٤ - ٢٨). لكن يعقوب لم ينتظر إتمام هذا الوعد بصبر وصلاة، بل استعجل، واحتال بتآمر مع أمه، حتى حصل على بركة البكورية. فكانت نقمة أخيه عليه عنيفة شديدة، إلى أن اضطر يعقوب للهرب٠
وسط هذا الهرب ظهر له الله وأخبره أن بواسطته، وهو المحتال، سيتبارك كل العالم. لم يفهم يعقوب الحلم. لكنه آمن برؤيا السلم الموصّل إلى السماء وبكلمة ربه، إيماناً مخوفاً. وأكمل طريقه حتى وصل إلى بلاد الرافدين. هناك برع في رعاية قطعان البهائم، ومكر على خاله "لابان" صاحب القطيع. فقابل يعقوب خاله بخداع مماثل حتى في تزويجه فتاةً غير المتَّفق عليها، فتزوج يعقوب أيضاً أختها بعد ذلك، التي كان يريدها أولاً. وهكذا اضطر أن يشتغل سنين مضاعفة عند رب العمل٠
بعد خدمات وضيقات طويلة، دفعه الاشتياق إلى بلاد آبائه، فاعترض الله طريقه لكي لا يعود متكبراً فيما بعد بل منكسراً ونادماً فصارعه في رؤيا. وفي هذه المصارعة الروحية مع الله تغيَّر ذهن الماكر إلى مصلٍّ متواضع، حتى أعطى الله يعقوب اسماً جديداً هو «اسرائيل» والذي تفسيره "الذي يكافح الله وينجح نتيجة إيمانه". هكذا وصل الرب مع هذا الماكر إلى هدفه، حتى خلق في روحه اشتياقاً للخلاص الكامل، الذي لمحه من بعيد في اقتراب يسوع إلى العالم٠
كان المسيح هو من تحقق فيه حلم يعقوب، بصعود الملائكة من عنده إلى السماء ونزولهم ببركات العالم (تكوين ٣٢: ٣٠ ، ٣١ ، ٤٨: ١٥ ، ١٦ ، ٤٩: ١٨ ويوحنا ١: ٥١)٠
الصلاة: أيها الرب القُدُّوس، أنت تعرف نفسي الميَّالة إلى الأكاذيب والخداع والكبرياء، اغفر لي كل ذنبي، وكسِّر نواياي السيئة حتى أمشي منكسراً في سبيل بِرِّك. إسحَقْ كبريائي كما سحقت يعقوب، حتى أصبح مصلياً ومكافحاً لملكوت لطفك٠
السؤال ٩ : كيف استحق يعقوب منح بركة الله لكل الناس؟