Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 174 (The End of the Harlot)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠

الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠

٥- نهاية بابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١٥- ١٨)٠


هل بابل الزَّانية مدينةٌ عظيمةٌ؟ (١٨): قال ملاك الدَّينونة في اختصاره سرَّ بابل الزَّانية العظيمة إنَّ رؤيا المرأة الجالسة على ظهر الوحش في البرِّية لا تمثِّل سوى جانب واحد لقوَّتها الرُّوحية. الجانب الآخر مبيَّنٌ بإسهابٍ مِن خلال اسم روما المميَّز "المدينة العظيمة". لقد زحفت جيوش روما في الحقيقة لتُدمِّر اليهوديَّة وأُوْرُشَلِيْم والهيكل الثَّاني. والأكثر مِن ذلك كانت المجزرة التي ارتكبها نيرون لا تزال حيَّةً في ذاكرتهم حيث أدَّت اتِّهامات اليهود المتعصِّبين وشكاواهم إلى قطع رأس بولس وصلب بطرس وقتل آلاف المسيحيين تحت أقسى أنواع التَّعذيب الوحشي٠

لا يمكن وصف ظاهرة ضد المسيح ونبيِّه الكذَّاب وزانيته الماكرة بمجرَّد رمزٍ. بدءاً مِن هذه الآية في سفر الرُّؤْيَا تحلُّ صورة المدينة العظيمة (رؤيا ١٧: ١٨) محلَّ صورة هذه المرأة. إنَّ معنى "روما" حرفيّاً هو "العظيمة، الجبَّارة" المدينة التي تتجمَّع فيها المعرفة والقوَّة والمكيدة والأرواح معاً عاملةً بعضها مع بعض وضد بعضها البعض. ينبغي لكلِّ مَن يقرأ الاسم "بابل"، اعتباراً مِن هذه النُّقطة سفر الرُّؤْيَا، أن يُفكِّر في روما أيَّام القياصرة.

لا شكَّ أنَّ الشَّيْخ الجَلِيْل يوحنَّا باستخدامه العبارة "روما" لم يكن يشير إلى الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة التي كانت لا تزال تعمل على إثبات وجودها في سراديب الموتى تحت أرض روما لمائتي سنة بعد. أضف إلى ذلك أنَّ الكنيسة في ذلك الزَّمان لم يكن لها أيُّ نفوذٍ سياسيٍّ أو احترام في أوساط المجتمع٠

لعلَّ يوحنَّا قد سمع في أفسس وفي جَزِيْرَة بَطْمُس عن يهودٍ كثيرين في روما ممَّن قاوموا الإنجيل، كسابق عهدهم، وتمسَّكوا بشريعة موسى، فرفضوا بذلك يسوع كابن الله (أَعْمَال الرُّسُلِ ٢٨: ٢١- ٢٩). ونُقِل أنَّ بعضهم وشى بالمسيحيين إلى السُّلطات الرُّوْمَانِيَّة بغية استئصال هذه "الطَّائفة اليهوديَّة" ووقف انتشار انتشارها. ولعلَّ يوحنَّا أيضاً قد أشار إلى هؤلاء المتعصِّبين الذين كانوا في ذلك الزَّمان يحاربون المسيح وكنيسته جنباً إلى جنبٍ مع الملوك والقياصرة، فوصفهم بعاهرة بابل في روما.

في جميع الأحوال، انقسمت روما التي في زمن يوحنَّا فيما بعد نتيجة الهجرات السَّكانية الجماعيَّة. وعلى أطلال روما القديمة شرعت الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة في بناء قوَّة عالميَّة دينيَّة – سياسيَّة، فأمسكت بزمام السَّياسات العالمية ما يزيد عن ١٠٠٠ عام٠

ولكنَّ الوضع تغيَّر نتيجة الإصلاح ومع اكتشاف الطُّرق البحريَّة المؤدِّية إلى الهند والأمريكتين. وكان للأفكار في فلسفة مُطْلَقَة مِن الله وكذلك الثَّورة الفرنسيَّة تأثير أبعد في تقويض قوَّة الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة. ولا تزال الكنيسة اليوم تضمُّ بليون عضو، إلاَّ أنَّ هذا المجموع لا يشكِّل سوى سدس عدد سكَّان العالم٠

هاجر السَّكان اليهود إلى مراكز جديدة للقوَّة في بلاد ما بين النَّهرين وإسبانيا وإستانبول وباريس ولندن وفيينا وموسكو ونيويورك. وباتوا لا غنى عنهم في إدارة الحكومات القائمة بفضل فطنتهم ومقدرتهم العمليَّة وبصيرتهم الإدارية. في الإِمْبرَاطُوْرِيَّة العثمانيَّة احتلَّ اليهود مراكز قياديَّةً في الاقتصاد والسِّياسة، وقد تكرَّر هذا الوضع مؤخَّراً مِن خلال اتِّفاقية تعاون بين تركيا وإسرائيل. وفيما يخصُّ الوضع في أمريكا، يقال إنَّ الرَّئيس الأمريكي الأسبق كلينتون كان لديه ٦٠ إداري يهودي في جهاز حكومته. وقد احتفظ خَلَفُه جورج بوش بثلث هذا العدد. تُعْرَف نيويورك بأنَّها أكبر مدينة يهوديَّة في العالم يتجاوز سكَّانها اليهود يهود إسرائيل في عددهم. يسيطر الاختصاصيون اليهود، بمهارتهم وقدرتهم على اتِّخاذ قرارات عمليَّة سريعة وخيالهم الواسع وإبداعهم، على الجامعات والصِّحافة وصناعة الأفلام والتلفزيون في أمريكا. ولكنَّ أكثريَّة اليهود، كما في السَّابق، ترى في يسوع النَّاصري المصلوب تزييفاً وسوء فهمٍ لدعوتهم وتاريخهم الحقيقيَّين. وهم في كلِّ مناسبةٍ، وبقَدْر الإمكان، يقاومون كلَّ نفوذٍ مسيحيٍّ، كما في أمرهم إلغاء تدريس الدِّيانة المسيحيَّة في المدارس الحكوميَّة٠

دُفع بتفسيرٍ مغايرٍ كلِّياً "للمدينة العظيمة" على أثر استدعاء صدَّام حسين إلى الأمم المتَّحدة، منذ أعوامٍ مضت، الذي طالب فيه الجماعة الدَّولية بإعادة بناء بابل القديمة. انطلق التفكير المدفوع دينيّاً فجأةً كالصَّواريخ في الفضاء. كان ممكناً في هذه الحالة إقامة مركز عقل إلكتروني متفوِّق لجميع أمم الأرض في بغداد. كما كان ممكناً مِن ضمن الأشياء الأخرى ضم المراكز ومكاتب التسجيل العالمية اللاَّحقة وتنسيقها هناك: إدارة الاقتصاد العالمي، ضمان الجو الدولي، مركز لمقاومة الوباء والأمراض، البحث العلمي، نظام قضائي كوني، إضافةً إلى إقامة ثقافة عالم جديد في إطار دين عالمي هو مزيج مِن الأديان والمعتقدات المتضاربة ومبني على حقوق إنسانيَّة موَسَّعَة٠

يرى آخرون أنَّ في نهاية الزَّمان ستصبح أُوْرُشَلِيْم مركز القوَّة السِّياسية والعسكرية لضد المسيح التي سيحكم منها العالم بعصا مِن حديد. وسيواصل نبيُّه الكذَّاب والزَّانية العظيمة تلقيم هيئة الخبراء والتَّحكم بهم مِن بابل. ولكن سيُدرك ضد المسيح في أحد الأيَّام أنَّ المركز الذي في بابل قد أصبح قويّاً جدّاً. وسيردُّ بضربةٍ واحدةٍ ليبيد مكان تجمُّع الذَّكاء والسِّحر ربَّما باستخدام قنبلة هيدروجينية أو نيوترونية٠

بابل هي اليوم موضع اهتمامٍ كبيرٍ، باعتبارها المكان الذي تُدار فيه القوى الدُّنيوية بمشيئة ضد المسيح. لا يظهر ضد المسيح كشخص مفرد، بل هو روح شيطاني لا يحدُّه زمانٌ ويكون باعثاً مرَّةً تلو الأخرى على قيام أضداد جدد للمسيح متعطِّشين للقوَّة. وكذلك بابل الزَّانية ليست شخصاً مفرداً، بل هي روح نجس مستكبر يحشد سلسلة مستشارين دينيين ماكرين في الكُنُس والكنائس التي تقود الحكَّام إلى التَّمرد على الله ومسيحه. وكما تظهر المرأة المتسربلة بالشَّمس صورةً للجماعة الحقيقية والمؤمنة في العهدين القديم والجديد على حدٍّ سواء (رؤيا ١٢: ١- ٦؛ ١٣- ١٧)، هكذا مثَّلت بابل الزانية العظيمة في رؤيا يوحنَّا نقيضها تماماً. لم يبقَ أتباعها الليبراليون والمتعصِّبون أيضاً مِن يهودٍ ومسيحييِّن، على حدٍّ سواء، أمناء لكلمة الله، بل مزجوا الحقَّ بالأكاذيب وكيَّفوا أنفسهم مع العالم الشِّرير وطريقته في الحياة. نفخ ملهمهم فيهم نار بغضٍ لحَمَل اللهِ وأتباعه وحرَّض أقوياء هذا العالم على القتال لإبادة المسيح الآتي. في آخِر الزَّمَانِ ستعود المعركة التي تضمُّ هذه الأرواح إلى نقطة بدايتها، إلى أُوْرُشَلِيْم. ليست بابل أو روما المركزين السِّريين لهذا العالم، بل صليب ابن الله في أُوْرُشَلِيْم. يظلُّ هذا الصَّليب العثرة العظيمة الذي ستتحطَّم فيه جميع القوى غير المسيحيَّة إرباً إرباً (١ كُوْرِنْثُوْس ١: ١٨- ٢٤)٠

صلاة: أيها ألآب السماوي، تنمو بغضة المطماعين الى السلطة، ضدّ المسيج الوديع وضدّ أتباعه المتواضعيين في أيامنا. ولكن إن عاش الحكام في رومة أو نيو يورك أو موسكو أو بيكين أو القدس فملكوتك الروحي يأتي حتما ولتكن مشيئتك يقينة وسوف تنكسر الدول العظماء في حمل الله الحنون. آمين٠

:سؤال

٢٠٩. كيف ندرك الزعماء المضادة للمسيح وزانتهم ونبتعد عنهم بالحكمة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 28, 2012, at 12:14 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)