Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 126 (The Mystery of God in the Words of Jesus)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء

الجزء ٥.٤ - التَّطوُّرات الحاسمة التي تعقب البوق السَّابع (رؤيا يوحنا ١٢: ١- ١٧)٠

٥- طَرْحُ التِّنِّين إلى الأَرْض (رؤيا يوحنا ١٢: ٧- ٩)٠


رؤيا يوحنا ١٢: ٧- ٩

٧ وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ. مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ ٨ وَلَمْ يَقْوَوْا فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ. ٩ فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ الْحَيَّةُ القَدِيْمةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْض وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ٠

بعدما صعد المَسِيْح وتُوِّج لم يكن للشَّيطان حقٌّ بعد في اتِّهام القدِّيسين مِن العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد، فقد صالحهم حَمَل اللهِ مع أبيه، وكفَّر عن خطاياهم، وتحمَّل عقابهم. وعند الصَّلِيْب دُحِر الشَّيطان شرعيّاً وقُهِر. وموت المَسِيْح الكفَّاري معناه مِن الوجهة الشَّرعية هزيمةٌ ساحقةٌ للشَّيطان٠

بعد البوق السَّابع أوحى حَمَل اللهِ لميخائيل رئيس الملائكة إكراماً لأبيه بطرح التِّنين المُضِلّ القَدِيْم وأبي الكذب مِن كلِّ موضعٍ سماويٍّ. لقد انتهت شكاوى الشَّيطان واحتجاجاته على قدِّيسي الله نهائيّاً وعلى نحوٍ حاسمٍ. عُيِّن ميخائيل على جناح السُّرعة لتنفيذ الحُكم وطرح المُضِل والمشتكي على الإخوة. لقد برَّر حَمَل اللهِ الذين اشتكى عليهم الشَّيطان على الرَّغم مِن كونهم مُذنبين. أمَّا الله فرآهم واقفين أمامه متسربلين بثياب البِرِّ البِيْضِ. وفقد المدَّعي الماكر، الذي تابع بَعْدَئِذٍ اتِّهام الذين أضلَّهم، حقَّه في الادِّعاء بعد موت المَسِيْح الكفَّاري٠

إنَّ معنى "ميخائيل" هو: مَن يُشبه الله. ويدلُّ هذا الاسم على الإدراك المتواضع للقدرة الكلِّية للآب والابن والرُّوْح القدُس . فبسبب خضوع ميخائيل وتواضعه العظيم استطاع الله أن يخصَّ رئيس الملائكة المخلوق هذا بسلطانٍ عظيمٍ ويعيِّنه مسؤولاً عن جنود الملائكة. وقد ذُكر اسم "ميخائيل" سابقاً في الكتاب المقدَّس في سياقٍ مماثلٍ: كان رئيس الملائكة جبرائيل بصفته ناقلاً للوحي قد نقل إلى النَّبي دانيال أنَّ ميخائيل أعانه على قهر قوَّات فارس التي كانت تقاوم الله (دانيال ١٠: ١٣). يعتبر كثيرٌ مِن الإِسْرَائِيْليِّين ميخائيل الملاك الحارسَ لشعبهم الذي يُحارب عنهم في العالم غير المنظور (دانيال ١٠: ٢١؛ ١٢: ١). وعلم بولس أيضاً بصراعٍ عظيمٍ ضدَّ قوى الظَّلام التي لاَ بُدَّ لها مِن أن تستسلم لاسم يَسُوْع (رومية ٨: ٣٨- ٣٩؛ أَفَسُس ٦: ١٠- ٢٠)٠

تنتهي الرِّواية المذكورة في (رؤيا ١٢: ٧- ٩) عن المعركة الفاصلة الشَّاملة في السَّماء بانتصار جيش الملائكة. إنَّ الملائكة الذين أغواهم الشَّيطان أن يتكبَّروا وينفصلوا عن الله قد طُردوا مِن كلِّ مكانٍ في السَّماء، فسادَ السَّماء أخيراً مِن جديدٍ "مناخٌ طيِّبٌ نقيٌّ" خالٍ مِن الارتياب والكبرياء والتَّآمر. كُرماً للبِرِّ كان الله قد سمح بشكاوى الشَّيطان التي نراها في قضيَّة أيُّوب (أيُّوب ١: ٦- ١٢؛ ٢: ١- ٧؛ رؤيا ١٠: ١٢). ولكن كُرماً للحَمَل أصبحت كلُّ شكوىً عقيمةً ولا أساس لها. لقد برَّر موت يَسُوْع الكفَّاري الخطاة المشتكي عليهم إبليس تبريراً تامّاً وكلياً. ولا حاجة ولا ضرورة إلى مدَّعٍ. إنَّ ربَّنا وديَّاننا هو فوق ذلك محامينا ومخلصنا٠

بات واضحاً في المعركة الفاصلة بين ميخائيل ولوسيفر أنَّ الشَّيطان في الواقع غير قادرٍ على الصُّمود. لم تُقَس القوى المادِّية وحدها في المعركة، بل إنَّ المتحاربين قد امتُحنوا امتحاناً دقيقاً بخصوص حقِّهم. كتب بولس إلى المؤمنين في أَفَسُس أنَّه مِن مستودع سلاح الله الرُّوحي ينبغي لهم أوَّلاً أن يمنطقوا أحقاءهم بالحَقِّ (أَفَسُس ٦: ١١- ١٤). ينبغي أن نتجنَّب كلَّ افتراءٍ أو خداعٍ أو التواءٍ أو حديثٍ مضلل، أو كذبٍ "أبيض" و"أسود". ينبغي أن نعترف بالكذب حتَّى نصبح "صادقين". جميع النَّاس كاذبون بطبيعتهم (مزامير ١١٦: ١١؛ رومية ٣: ٤). أمَّا روح الحقِّ فيريد أن يقودنا إلى الحقِّ كلِّه (يوحنَّا ١٥: ٢٦؛ ١٦: ١٣). كان الخلاف بين ميخائيل والتِّنين معركةً بين الحقِّ والباطل، بين السَّماء وجهنَّم، بين النُّور والظُّلمة، بين المحبَّة والبغضة، بين التَّواضع والاستكبار، بين الحياة والموت٠

يقدِّم سفر إعلان يَسُوْع المَسِيْح لنا أسماءً عديدةً للشَّيطان تكشف صفاته في ضوء الكتاب المقدَّس. ويتضمَّن إعطاء هذه الألقاب إدانته أيضاً. فالتِّنين العظيم هو الحيَّة القَدِيْمة التي أغوت حوَّاء. و"إبليس" Diabolos هو الصِّيغة اليونانيَّة للاسم العبري "شيطان". و"إبليس" يعني في اليونانيَّة أيضاً "الذي يأتي بالتَّشويش"٠

فالشَّيطان علاوةً على ذلك هو "المضِلُّ" الذي يقود العالم كلَّه إلى الشَّر كما هو بذاته شرِّيرٌ. وهو يحاول أن يضلل الإنْسَان عن الله ومحبَّته وحقِّه وطهارته. إنَّه يريد أن يتبعه النَّاس إلى حرِّيةٍ زائفةٍ تُفضي إلى الخطيئة التي هي في الواقع عبوديَّة. وهو بوصفه مضِلَّ النَّاس يضاعف إشفاقهم الذاتي ويجذبهم إلى الأنانية المجرَّدة. أمَّا يَسُوْع فمثَّل لنا الخدمة الطَّوعية والحمد والمحبَّة ونكران الذات. بهذه الصِّفة طرح الشَّيطان بذنبه ثلث الملائكة جميعاً خارج الأمان الذي كانوا ينعمون به في السَّماء (رؤيا ١٢: ٤). كان الكلام الذي يخرج مِن رؤوسه السَّبعة حلواً وحماسيّاً ومنيراً، ولكنَّه بروحه يربط المضللين بنفسه دون رحمةٍ. بدون الفادي يَسُوْع المَسِيْح الذي دفع بدمه الفدية كلَّها عنَّا ليس ثمَّة تحرُّرٌ مِن عبوديَّة المُضِلِّ (رومية ٧: ١٤- ٢٥؛ غَلاَطِيَّة ٥: ١)٠

ليس مسموحاً للشِّرير ولا لجميع ملائكته، بعد طرده مِن السَّماء، بدخول الأماكن المقدَّسة بعد. فقد طُرد مرَّةً وإلى الأبد مِن حضرة الله، كما كان يَسُوْع قد تنبَّأ قائلاً: رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ (لوقا ١٠: ١٨). اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً (يوحنَّا ١٢: ٣١). كانت دينونة الله وطرد الشَّيطان مِن السَّماء أمراً مدمِّراً لمضِلِّ البشر (يوحنَّا ١٦: ١١). لقد نفَّذ ميخائيل وملائكته القسم الأوَّل مِن دينونة الله على الشَّيطان، فحقَّقوا الغلبة والانتصار. ولاَ بُدَّ للحقِّ والمحبَّة مِن أن يُصانا ويثبتا على الدَّوام مهما طال زمن قمعهما٠

إنَّ المضلَّ ذا المظهر الودود على نحوٍ ممتازٍ الذي يظهر فجأةً كمشتكٍ ساخطٍ على الخطاة ومنفِّذٍ حاقدٍ للحكم يُطرَد أخيراً مِن السَّماء ويُطرَح إلى الأَرْض. نقرأ العبارة "طُرِحَ" ثلاث مرَّاتٍ في الإشارة إلى تنفيذ الحكم الإلهي٠

كان على الشَّيطان أن يعود إلى الأَرْض التي كان قد نجح في تضليلها (رؤيا ١٢: ٩). ويتحدَّث الكتاب المقدَّس عن أنواعٍ مختلفةٍ مِن المُعينين الأَرْضيِّين للمضِلِّ: الأنبياء الكذبة، والإخوة الكذبة، والشُّهود الكذبة، والمعلمون الذين يبثُّون الأكاذيب، والرُّسل الكذبة؛ فروح خداعٍ قد انسلَّ إليهم (١ يوحنَّا ١: ٨؛ ٢: ٢٦؛ ٣: ٧) ليُضِلُّوا أتباعهم عمداً، كي يعمد هؤلاء بدورهم إلى حجب معارفهم عن الله وحَمَله (٢ تيموثاوس ٣: ١٣). إنَّ بعض مؤسِّسي الأديان شأنهم شأن كارل ماركس هم مثالٌ حيٌّ للقوَّة المُضِلَّة للملبوسين على نحوٍ فريدٍ. لقد أضلّوا خمس سكَّان العالم. ولكنَّ الآخرين أيضاً روسُّو وفرويد وجميع عَبَدَة مريم والعاملين على مزج الأديان قد أصبحوا ضحايا "الكلِّي المكر". واليوم تؤثِّر الشَّياطين وتنفث سمومها في وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والشَّركات والأحزاب السِّياسيَّة والحكومات والكنائس أكثر ممَّا نعرف أو نظنّ. هنيئاً للَّذين يحملون شهادة المَسِيْح على محمل الجدِّ، فيتمسَّكون بكلامه، ويشهدون له. فالذين يفعلون ذلك في روح محبَّة المَسِيْح ينالون سلطاناً لنشر ملكوت الرَّب. لقد انتقلت المعركة بين الله والشَّيطان مِن السَّماء إلى الأَرْض، والذي يحيا في الإِنْجِيْل يحيا في الحقِّ والحقُّ سينتصر٠

الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ يسوع، نشكرك لإعلانك، أنّ الملاك ميخائيل غلب التنّين مع ملائكته، وطرده مِن السماء على الأرض. فبما أنّه قد تمّ طرد الشيطان مِن السماء لأجل تبرير الخطاة، لا يبقى لإبليس حقاً ومكاناً لشكاويه علينا. نعظّمك أيُّها الرَّبّ، لانتصارك الفاصل٠

السؤال: ١٢٦. لماذا انتهى حقّ الشيطان ليشتكي في السماء على أتباع المسيح؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 11, 2012, at 07:30 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)