Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 016 (The Letter of Jesus Christ to the Church Leader in Thyatira)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠

الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠

٤- الرّسالة إلى راعي الكنيسة في ثياتيرا (رؤيا يوحنا ٢: ١٨- ٢٩)٠


رؤيا يوحنا ٢: ١٨- ٢٩
١٨ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثِيَاتِيرَا, هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللَّهِ, الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ, وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ. ١٩ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ, وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى. ٢٠ لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ, أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيْزَابل الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ, حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ. ٢١ وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ. ٢٢ هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ, وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ, إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. ٢٣ وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالقلُوبِ, وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. ٢٤ وَلَكِنَّنِي أَقُولُ لَكُمْ وَلِلْبَاقِينَ فِي ثِيَاتِيرَا, كُلِّ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ هَذَا التَّعْلِيمُ, وَالَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا أَعْمَاقَ الشَّيْطَانِ, كَمَا يَقُولُونَ, إِنِّي لاَ أُلْقِي عَلَيْكُمْ ثِقْلاً آخَرَ, ٢٥ وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ. ٢٦ وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَاناً عَلَى الأُمَمِ, ٢٧ فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ, كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ, كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضاً مِنْ عِنْدِ أَبِي, ٢٨ وَأُعْطِيهِ كَوْكَبَ الصُّبْحِ. ٢٩ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ٠

واكتب إلى ملاك الكنيسة في ثياتيرا: يتكرّر الأمر ليوحنا بالكتابة إلى رعاة الكنائس كلّ بمفرده. ليست الكلمات الموحى بها في الرّسائل كلمات بشريّة بل إعلانات الرّب المقام من الأموات والمنقذ٠

كانت ثياتيرا مدينة واقعة بين برغامس وساردس شمال شرقي أفسس وإزمير، وهي مسقط رأس ليدية تاجرة الأقمشة الأرجوانية الفخمة التي انتقلت إلى فِيْلِبِّيْ التي تدعى اليوم أخيسار (أعمال الرسل ١٦: ١٤- ٤٠)٠

يرى بعض المفسّرين أنّ الكنيسة في ثياتيرا أصبحت صغيرة ولم تستحقّ بعد اسم كنيسة تقريباً. (كان العرف اليهودي حينئذ لا يعترف بكنيس ما لم يجتمع فيه أكثر من عشرة مؤمنين. أمّا في القيصريّة الجديدة فقد عيّن أسقف لكنيسة تضمّ ١٧ مؤمن مسيحي فقط). تعلّق أكثرية أعضاء الكنيسة في ثياتيرا بنبيّة جذّابة وارتدّوا عن تعاليم راعي الكنيسة البسيط. ربّما كان راعي الكنيسة في ثياتيرا هو القديس كوربوس الذي جمع حوله بقيّة الأعضاء المؤمنين٠

عَينا ابن الله كلهيبِ نار وَرجلاه مثل النّحاس النّقي: يزيل تعريف يسوع المسيح بهذه الطريقة كل غموض ويخترق أسماءه المذكورة سابقاً. نسمع من فمه أنه ابن الله. لا يتكلّم في ثياتيرا كابن الإنسان ولا كمخلص أو منقذ العالم بل يأتي بمجده الإلهي الباهر لكي يدين ويهلك الروح المفسد في الكنيسة لئلا يتضرر ملكوت أبيه السماوي٠

إنّ شهادة يسوع هذه عن نفسه هي شهادة نادرة وإشارة وامضة في سفر الرؤيا إلى السّر الجوهري: أنّ المسيح هو ابن الله وأنّ الله هو أبوه. يشير يسوع بهذه الشّهادة إلى نفسه وبالكلمات الأخرى إلى وعد الرّب الإله في (مزمور ٢: ٧) حيث أعلن بطريقة دراماتيكيّة قبل ١٠٠٠ سنة من هذه الرّسالة: "أنت ابني. أنا اليوم ولدتك"٠

وضع الرّب في سفر (صموئيل الثاني ٧: ١٤) مرّة أخرى بنوّة الله ليسوع نصب عيني النبي داود، وأكّد للملك أنه ليس هو الذي سيبني بيتاً له، بل الرب سيبني بيتاً لنفسه. ولهذه الغاية اختار ابناً من صلب داود، وهو في الوقت نفسه ابن الله. وهو سيبني البيت الرّوحي للرّب أي كنيسته٠

نقرأ عن ابن الإنسان هذا الذي هو من أصل إلهي في (مزمور ٢: ٨- ١٢) أنه لا يحكم أبناء يعقوب فحسب، بل جميع الشّعوب أيضاً، وسيحطّم جميع القوى الشّيطانية فيها (٢ كُورنْثوْس ١٠: ٤- ٥) ويطرد رئيس هذا العالم (١ يوحنا ٣: ٨) ويبدأ ملكوت السلام الإلهي. ينبغي للملوك والقضاة جميعاً أن يجدّدوا أذهانهم ويتوبوا ويقبّلوا قدمي ابن الله الفريد (فِيْلِبِّيْ ٢: ١٢؛ عبرانيين ١٢: ٢٨؛ رؤيا ٢: ٢٧؛ ١٢: ٥؛ ١٩: ١٥)٠

ظهر ابن الله ليوحنا بعينين كلهيب نار لا يخفى عليهما فكرٌ ولا عمل. يرى كلّ شيء في العمق ويقدر أن يحكم بالحقّ العادل وأن يفصل النّور عن الظلمة. لا تخفى كذبة أو حيلة أمام عينيه. رجلاه مثل النّحاس النّقي كعلامة على إحقاق الحقّ فوراً دون تأخير. سيدوس الأرواح الثائرة ويجعلها كالرّماد. يضع الله بنفسه أعداءه موطئاً لقدميه (مزمور ١١٠: ١)٠

تكلّم ابن الله بمجده السّاطع منتصراً وديّاناً إلى راعي الكنيسة في ثياتيرا. أعلن المسيح نفسه لهذا القسّ وحده كابن الله، فأثبت بهذا الظهور ليوحنا في بطمس أيضاً شهادته السّابقة أنَّ يسوع هو كلمة الله المتجسّد وابنه الوحيد. قد جاء إلى ثياتيرا ليحكم ويبيد وينجّي ويطهّر كنيسته المهدّدة٠

أنا عارفٌ أعمالك ومحبّتك وخدمتَك أمانةَ إيمانك وصبرك وَأنّ أعمالكَ الأخيرة أكثر مِن الأولى: لم يمدح يسوع راعي كنيسة حتى الآن لأجل تعدّد خدماته الأمينة كما مدح المسؤول في ثاتيرا. راقبه يسوع طويلا بعينيه اللتين كلهيب نار ونظر إلى أعماقه وفهمه. رأى أنّ ملاك هذه الكنيسة ما كان فيلسوفاً ولا خطيباً شهيراً، بل خدم عملياً لتمجيد ابن الله. أحبّ أعضاء كنيسته وعائلته وأعداءه. خدمهم ليس بدافع الأنانية أو تحقيق الذات، بل كانت بالأحرى محبّة الله قد انسكبت في قلبه بواسطة الرُّوْح القدُس الذي عمل فيه (رومية ٥: ٥). كانت خدمته مبنيّة على الأمانة في الإيمان وقيادة الرّوح. لم يقصد أن يحيي كنيسته بقوّته الشّخصية، بل انتظر بصبر ما سيفعله الرّب. لم ينتقد أعضاء كنيسته الصّعاب بلا شفقة ولم يوبّخهم أمام الآخرين، بل احتملهم بأناة الرّوح٠

كان هذا الرجل عطوفا،ً ولطيفا،ً وحليماً في كنيسته. لم يسقط من محبّته الأولى، كما فعل الراعي في أفسس بالرغم من حلول أرواح في كنيسته. لم تصبح خدماته أعمالا روتينيّة، فكلما كثر عمله كثر إنتاجه. تحقّق نضج محبته في الخدمات المتزايدة في الجودة وطول الأناة. كان رجلاً أميناً ومتمرّساً في الآلام٠

أسفر الجرد القضائي من الدّيان الأزلي عن حمد كثير وكرامة ثابتة للمسؤول في ثياتيرا. ولكن اكتشف الرب عنده نقطة ضعف. فهو في طول أناته ومحبته الكثيرة استحى أن يقاصص المرأة الرديئة في كنيسته. ولعله لم يمتلك موهبة تمييز الأرواح، فاحتمل بأناة المرأة المضلّة التي جرّبت أعضاء كنيسته بكشف الغيب. كانت تعوزه المقدرة على اتخاذ القرار والقصاص؛ ولهذا السبب أسرع ربّه لمساعدته، ولكنه لام عبده الأمين لأنه سمح للمرأة الخطرة أن تنسلّ إلى الكنيسة وتعشّش فيها٠

عندي عليك "قليل" أنّكَ تسيّب المرأة إِيْزَابل التي تقول إنها نبيّة تعني كلمات يسوع هذه إنذاراً مخيفاً، إذ اتّخذت نبيّةٌ كاذبة المكانَ الرّوحي في كنيسة ثياتيرا بقوى شيطانيّة. طلب الله في العهد القديم الإبادة الفورية لكلّ نبيّ كذّاب. لعن بولس كلّ روح يكرز بإنجيل آخر غير الذي أعلنه هو بلعنة أبدية (تثنية ١٣: ٥- ٦؛ ١٨: ٢٠؛ الملوك الأول ١٨: ١٩ و ٤٠؛ ارميا ١٤: ١٤- ١٥؛ ٢٨: ١٥- ١٦؛ غَلاَطِيَّة ١: ٨- ٩). اعتبر الرب الإعلانات الوهمية والإغراءات الشيطانية التي تغلغلت في وسط كنيسة ثياتيرا مهمة حتى انه قام وأسرع كديّان ليدين النبية الكاذبة شخصياً٠

كانت الملكة إِيْزَابل في العهد القديم زوجة الملك آخاب. لم تدّعِ أنها نبيّة، ولكنها جلبت مائة نبيّ من عبدة "استرتي" من صور إلى الأرض المقدّسة، وأبادت أنبياء الرّب الحقيقيين بلا شفقة، فأصبحت رمزاً للقوى المعادية لله التي تسرّبت إلى منطقة حكم روح الله وأرادت أن تنازعه نفوذه٠

يشكّل الأنبياء الكذبة خطراً كبيراً على كنيسة يسوع المسيح. قد تكون لهم أسماء ومظاهر مختلفة وشعارات جذّابة وتعاليم فاتنة مثل روسّو الذي علم أنّ الإنسان صالحٌ، أو كارل ماركس بكتابه "رأس المال" Das Kapital ، أو هتلر بكتابه "كفاحي" Mein Kampf الذي قصد به القضاء على الجنس الآري، أو محمّد بقرآنه الذي أنكر ألوهية المسيح. وينضمّ المسيحيون الذين يؤلّهون مريم العذراء إلى صفوف الأنبياء الكذبة، فيخطفون قلوب الناس ويربطونها بآلهتهم أو بمثلهم العليا الفارغة، ويملؤونها بروح غريب. إنَّهم يضللون الناس بالزّنى الروحيّ حتى لا يحبوا يسوع "وحده"، بل إبليس الذي ينوب عنه رسله المتلألئون٠

علم بولس قائلاً: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ" (١ كُورنْثوْس ١٤: ٣٤). أنّب يسوع راعي الكنيسة لأنه سمح لإِيْزَابل الجديدة أن تعلم بانتظام في الاجتماعات. ربما كان الواعظ لا يتمتع بموهبة الخطابة، فكان يلقي عظاته بطريقة مملة بدون كلمات جذّابة، وكان شاكراً لهذه المرأة أنها جلبت أخيراً النشاط ورياح التغيير إلى كنيسته، دون أن يدرك أنها كانت وسيطة لروح غريب يكافح من أجل حقوق المرأة وأكثر من ذلك. فلم يتكلّم الرُّوْح القدُس بواسطتها. كانت هذه المرأة ذكيّة وجذّابة، واستطاعت أن تخدع حتى الرجال الأتقياء بحديثها المعسول. لم يمتحن راعي الكنيسة بقلبه الطّيب تعاليم هذه الأرواح، بل تركها وشأنها. لم يدرك فوراً أنّ الآب والابن والرُّوْح القدُس لم يكونوا فيما بعد المحور في كرازة هذه المرأة، وأنها قادت أعضاء الكنيسة إلى التعمق في الشيطان والتساهل مع الزنى والدّعارة اللذين فسّرا أنهما تطبيق عمليّ ووفاء "للحبّ"٠

جذبت المرأة الرجال إليها، وربطتهم بها، وقادتهم أخيراً إلى الاحتفالات الوثنية الماجنة. سار الأسلوب في ثياتيرا من زنى النبية الكاذبة إلى طعام الوليمة في شركة الآلهة المضيفة، بينما سار طريق الكنيسة في برغامس بالعكس (رؤيا ٢: ١٤). تبيّن غالباً أنّ الزنى الروحي ينتهي إلى زنى جسدي. وحيثما تزول مخافة الله وقداسته الواحدة في الثالُوْث الأقدس تظهر أعمال النجاسة٠

أعطيتها زَماناً لكي تتوب عَن زناها ولم تتبْ: أعطى يسوع النّبية الكذابة المصابة بمسّ من الشّيطان زمناً وفرصة للتوبة. وكان لا يزال فيها بقيّة من حرّية تقرير المصير. يقدر المرتبطون بالأرواح الشّريرة أن يقولوا إن كانوا يريدون أن يتحرّروا من عبودية خطاياهم أم لا. يقدرون أن يصرخوا في طلب المساعدة وأن يرتموا عند قدمي مخلصهم لكي يحرّرهم من سلطة الشّيطان. "إن كلّ من يعمل الخَطِيئَة هو عبدٌ للخَطِيئَة. "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً" (يوحنا ٨: ٣٤- ٣٦)٠

أمّا النبية الكذابة في ثياتيرا فلم ترد أن تترك خطاياها. أحبّت الرّوح النّجس الذي كان يحكم فيها. كثيراً ما دعا يسوع سكان أورشليم ورؤساءها إليه، ولكنّهم لم يريدوا (متى ٢٣: ٣٧- ٣٩). اعترضوا على خلاصه هكذا حتى إنَّه لم يقدر أن ينجّيهم (يوحنا ٥: ٣٧- ٤٠). لذلك كان على دينونة الله أن تأتي لا محالة. لقد حكموا على أنفسهم عندما حكموا على مخلصهم ورفضوه٠

هَا أنا ألقيها في فِراشٍ والذين يزنون معَها في ضيقةٍ عظيمة إنْ كانوا لا يَتوبون عنْ أعمالهم: لم يقتل الرّب المُضِلَّة فوراً بالرّغم من قساوة قلبها، بل أعطاها مرّة ثانية ساعات وأيّاماً للتوبة، فضربها بالبلاء، وربّما بالطّاعون الأسود الذي لم يشفَ منه أحدٌ آنذاك. و يمكن تشبيه ضيقها بمرض الإيدز الذي يضرب الكثيرين من عبيد غرائزهم بدون إمكانية للشّفاء منه٠

أصاب الذين زنوا معها فزعٌ عظيم، ولم يعرفوا إن كانوا قد أصيبوا بالعدوى نفسها. وبالإضافة إلى ذلك، تحدّثت المدينة كلّها عن "الأتقياء الأنجاس"؛ فابتعد الجميع عنهم، لأنّ خطر انتقال الوباء كان قائماً. كانت الفضيحة والابتعاد وخطر الموت نتيجة تعليم النّبية الكذابة. قال الرّب يسوع: "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ"٠

وأولادها أقتلهم بالموت. وسأعطي كلّ واحدٍ منكم بحسب أعماله: لا بدّ لمواليد شركة الزّنى المتعدّدة الثقافات من أن يموتوا كلّهم كما مات الابن الأوّل الذي أنجبه داود من بثشبع بالزّنى. كان ينبغي أن تطعن النبية الكذابة في قلبها طعنة نجلاء قبل أن يداهمها الموت. كان القصد من ألمها بسبب وفاة أولادها هو حثّها على التوبة. ولكن ينبغي ألاّ يموت جميع أولاد الزواني، وإلا لهلك ملايين الأطفال. علمنا يسوع ألاّ نلعن الزناة حين قال: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيّئةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" (يوحنا ٨: ٧)٠

كان ينبغي لأعضاء الكنيسة الضالين الذين دعاهم الرب "عبيدي" (في الآية ٢٠)، ولكنهم فتنوا بالنّبية الكذابة وزنوا معها، أن يدركوا بواسطة دينونة ابن الله ما نقرأه كثيراً في الكتاب المقدّس: "لاَ تَضِلُّوا. اَللَّهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً" (غَلاَطِيَّة ٦: ٧). كان عليهم أن يدركوا أنهم لم يخطئوا بحقّ أنفسهم فقط، بل وقبل كل شيء بحقّ الله. ولكن حالما يدرك المضللون خطاياهم، ويعترفون بها، ويندمون عليها، ويبغضونها، ويتركونها يمكنهم أن ينالوا النعمة والمغفرة. لم يكن الهدف من حركة التجديد بواسطة دينونة ابن الله إنعاش الكنيسة في ثياتيرا فقط، بل جميع الكنائس في أسيا الصغرى أيضاً. عليهم أن يفهموا أنّ الرّب حيّ وقدّوس وأنّه لا يتهاون في الخَطِيئَة. تبدأ دينونته بالكنيسة. نحن لسنا أفضل من الإخوة الضَّالين كلهم. قال يسوع: "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا, فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ" (متى ٥: ٢٨). هل جميعنا زناة أمام الله؟

كان ينبغي أن يسري ذعر مفيد من قداسة ابن الله في الكنائس كلها، كي تدرك أنّ النعمة ليست رخيصة. من يستخدمها كغطاء لشروره يسقط من النّعمة ويدان بحسب أعماله الشّريرة. من يعبد آلهة أخرى وأرواحاً وقدّيسين وأنبياء بجانب الله ويكرمهم فوق كل شيء سيرى أنّهم جميعاً خطاة مائتون ولا يقدرون أن يساعدوه في الدَّيْنُوْنَة الأخيرة. إنّ نعمة المغفرة التامة هي من نصيب الذين يتمسّكون بيسوع وحده كلياً ويبقون في حماه وفي تواضعه وبقيادة روحه. مَن يدرك مصلحته فلينظر كيف يجري الأمر معه بدون نعمته في الدَّيْنُوْنَة. سوف توزَن كلّ كلمة وكلّ فعل وكلّ فكر بنور الله. يمتحن روح الله قلبه وكلاه على نيّاته وشهواته. لا تبقى كرامة خاصّة ولا برّ ذاتي بل ذنب وندامة متأخّرة. تصيب هذه الدَّيْنُوْنَة كل مَن يبتعد عن النّعمة ويبني مستقبله على أعماله أو على أعمال غيره٠

الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ يسوع، أحفظنا من معلمين ورعاة وسيّدات متنبئين ثرثارين، حتَّى لا يقودونا إلى علوم الشيطان وأكاذيبه. أنت وَبّخت المضلّة في ثياثيرا الغير المستعدّة للتوبة، وأعلنت الموت عليها وعلى أولادها. طهّر كنائسنا مِن التعاليم المضلّة، ولا تمنح الشرير أن يميت الحياة الرُّوحية في أتباعك٠

السؤال : ١٦. لماذا اغتاظ المسيح مِن الراعي الأمين في كنيسة ثياثيرا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 05, 2012, at 12:38 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)