Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Colossians -- 024 (Christ the Head and Reconciler of the Church)

This page in: -- ARABIC -- Chinese -- English -- French -- German -- Portuguese -- Spanish -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

كولوسي – المسيح الذي فيك، هو رجاء المجد

دراسات في رسالة بولس الى اهل كولوسي

الجزء الأول أركان الإيمان المسيحي (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١- ٢٩)٠

٦- المسيح هو رأس الكنيسة ومصالحها مع الله (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١٨- ٢٣)٠


كُوْلُوْسِّيْ ١: ١٨- ٢٣

١٨ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ, الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ, بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ, لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ. ١٩ لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ, ٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ, عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ, بِوَاسِطَتِهِ, سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. ٢١ وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ, فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ, قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ, لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ, ٢٣ إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ, مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ, الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ, الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ, الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِماً لَهُ٠

تعني كلمة الرأس في بعض الأحيان الرَّئيس المسؤول عن مؤسسة، الذي له السلطان والقدرة على تنفيذ خطته، ولا يحق لأحد التَّدخُّل في رحاب سلطته، ولا أخذ دوره؛ فهو وحده يقرر مجريات الأمور دون تدخُّل الآخرين

وأمَّا العبارة رأس الكنيسة فتشمل معانٍ متعددة وعميقة. فقد اختبر بولس أمام دمشق أن الرَّبّ المجيد سأله : لماذا تضطهدني؟ (أَعْمَال الرُّسُلِ ٩: ٤). لم يفهم بولس فوراً معنى هذه الشكوى، ولم يدرك مَن هو الذي كلمه. ولكن عندما سمَّى يسوعُ بولسَ باسمه وشكا له مرَّة أخرى: "أنا يسوع الذي تضطهده"، عِنْدَئِذٍ أدرك المرمي على الأرض فجأةً السر الغريب: أنَّ يسوع حيّ. لم يتفتت المصلوب في قبره، بل هو وكنيسته وحدة لا تتجزأ ولا تتفكك. وكان بولس يظنُّ أنَّ المصلوب قد مات وانتهى أمره، ولكن ها هو واقفٌ أمامه بكامل مجده البهي٠

حاول بولس قبل التقائه المسيحَ أن يبيد أتباعه ويطمس وجودهم من الأرض لكي يخلِّص شعبه من الانشقاق والبدع. ولكنَّ المُقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أفهم الفقيهَ المتحمس أنه لم يكن يضطهد أتباعه فحسب بل المسيح نفسه. عِنْدَئِذٍ أدرك بولس فوراً أن الرَّبّ يسوع وكنيسته وحدة لا تنقسم، كما أنَّ جسد المسيح لا يعيش بدون رأسه. وما يؤلم كنيسة المسيح يشعر به الرأس أوَّلاً. فالمسيح هو بالحقيقة رأس الكنيسة المملوء حناناً ومحبَّةً٠

وهذه الوحدة الروحية بين المخلِّص والمخلَّصين مبنية على المحبة الإلهية وقوَّة الروح القدس. فبعدَما حصل المؤمنون بيسوع على روح الله مجاناً لم يبقوا بعد خطاة مائتين، بل أصبحوا أولاداً لله طاهرين. فالمسيح المولود مِن الروح القدس وأتباعه المولودون ثانيةً بالرُّوح نفسه، انسجموا مع ربهم وأصبحوا وحدة روحية معه. هو رأسهم وهم أعضاؤه المتعاونون مع ما يلهمهم إيَّاه رأسهم ويُرشدهم إليه٠

أشار الرسول بولس في رسائله مراراً إلى هذا السر الأساسي، واعتبره هدف خطة خلاص الله الذي أُعلن له خاصة (رومية ١٢: ٤- ٨؛ كُوْرِنْثُوْس الأولى ١٢: ٤- ٣١؛ أَفَسُس ١: ٢٢؛ ٤: ١٥- ١٦ ألخ)٠

لذلك ينبغي لِمَن يقرأ هذه الشهادات الرسولية أن يسأل نفسه: هل أصبحتُ أنا عضواً عاملاً في جسد المسيح الروحي؟ مَن يشكر الله الآب لأجل هذا الامتياز أنه أصبح وحدة مقدَّسةً مع يسوع ويعيش معه ويتألم لأجله؟

لقد قام المسيح مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. لم يكن الأول قبل المخلوقات العديدة، بل هو أيضاً بداية الأحياء الذين لن يموتوا، فقد غلب يسوع الخطيئة وإبليس والموت. ولم يستطِع الشرير أن يجره إلى أفكار وأعمال شريرة. فقيامتُه تؤكد لنا أنَّ ابن مريم كان قدوساً بلا خطيئة، وأن الله قد قَبِلَ كفَّارته، وأظهر أنَّ حياته الأبدية لن تموت. فغلبة المسيح على قوى الشر، وإطفاء غضب الله شرعياً، سبَّبا ولادة عصر جديد. وبكر الله الآب هو الأول الذي قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ بعد سقوط البشر في الذنوب والإثم. قد قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ بجسده الروحي. ولذلك يُسمِّيه بعض الكنائس البكر من الأموات، ويعتبرون عيد قيامة المسيح العيد الكبير لجميع المسيحيين. ويُحتفَل في هذا اليوم بانتصار المسيح على الشر وظهور الحياة الأبدية في شخصه٠

لقد تقدَّم المسيح بعزم وقوَّة إلى عالمنا الميت، وغيَّر الخطاة المائتين روحياً إلى قديسين أحياء، شرط أن يثقوا به، ويعيشوا حياته الروحية، ويثبتوا حقاً في وحدتهم معه. فهل تفرح مع جميع المسيحيين بانتصار المسيح وتحيا معه في روحه، أم لا تزال ميتاً روحياً في الكبرياء والأخطاء واضطراب النفس؟

الصَّلاة: أيُّها الآب السماوي، نتهلل ونشكرك لأجل نعمتك العظيمة لأنك منحتَنا الامتياز أن نكون أعضاء في جسد المسيح الروحي. أعطنا ألاَّ نكون كسالى، بل أعضاء عاملين في جسد الرحمة هذه، حتى نطيع رأسنا الروحي دائماً بفرح، ونعمل مشيئته فوراً. آمين٠

السؤال ٢٤: هل تعيش حسب أمنية قلبك، أم تُخضع نفسك لرأسك الروحي بسرور وثبات؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on July 12, 2023, at 01:08 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)