Home -- Arabic -- Revelation -- 185 (Appeal for More Worship of God)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ٢.٦ - التَّهليل العظيم في السَّماء (رؤيا ١٩: ١- ١٠)٠
٢- التماس المزيد مِن السُّجود لله (رؤيا ١٩: ٥- ٧)٠
فرح الرَّب هو قوَّتكم (رؤيا ١٩: ٧): تتبادل الأجواق السَّماوية تشجيع بعضها بعضاً: لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ (رؤيا ١٩: ٧). آه لو أنَّ المسيحيين يتخلّون عن مسحة العبوس والتَّشاؤم، وكأنَّما عليهم أن يأكلوا عناكب! إنَّ لدينا أسباباً كثيرةً لنفرح: فإلهنا حيٌّ وهو يُحبُّ ويحكم ويأتي ويعمل ويُخلِّص ويُقدِّس ويُبارِك، ويتكلَّم في وسط مشاكلنا: لاَ تَحْزَنُوا لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ (نحميا ٨: ١٠)٠
أعلن الملاك عند ولادة يسوع: هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ (لوقا ٢: ١٠). شرح يسوع لتلاميذه أنَّه يريد أن يثبت فرحه فيهم وأن يكون فرحهم كاملاً (يوحنَّا ١٥: ١١). ووعدهم قبل أن يمضي قائلاً: لاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ (يوحنَّا ١٦: ٢٢). وطلب يسوع في صلاته كرئيس كهنة إلى أبيه الذي في السَّماء أن يكون لَهُمْ فرحهُ كَامِلاً فِيهِمْ (يوحنَّا ١٧: ١٣)٠
تثبت صحَّة هذه الكلمات المعزِّية أيضاً في الأزمنة الأخيرة، في أزمنة الألم. لا تستطيع المحنة والنَّكبة، الاضطهاد والموت أن تكتم صوت الروح المعزِّي فينا. يشهد واضعو كلمات التَّرانيم مِن خلال خبرتهم الخاصَّة للسِّر والقوَّة في فرح المسيح في التَّرنيمتين: "يسوع فرحي" (يوهان فرانك، كتاب الترانيم اللوثرية لألمانيا ص ٣٩٦) و"فيك فرحٌ في كلِّ ألمٍ" (سيرياكس شنيغاس، كتاب الترانيم اللوثرية لألمانيا ص ٣٩٨). تكمن مسرَّة أبيه في كلِّ مَن يؤمن بذبيحة المسيح الكفَّارية (لوقا ٢: ١٤). تألَّم ليكمل فرحه فينا (٢ كُوْرِنْثُوْس ٥: ١٩- ٢١)٠
إنَّ غاية الفرح الذي وعده به يسوع ليست بهجة نفوسنا فحسْب، بل الرَّب نفسه. ينبغي أن يرى الله بفرحٍ عظيمٍ كيف تتحقَّق أهداف خطَّة خلاصه. ولذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا مراراً وتكراراً: هل نحن نُبهج الرَّب بأقوالنا وأفعالنا ونيَّاتنا؟ كثيراً ما تُدرك قلوبنا بكلِّ جلاءٍ ووضوحٍ كيف نتصرَّف ضدَّ مشيئة وروح أبينا الذي في السَّماء وضدَّ محبَّة ابنه. عندما يحدث ذلك ينبغي أن نطلب إلى الله حالاً النِّعمة والقوَّة لوقف نيَّاتنا الشِّريرة وأقوالنا المسيئة وأفعالنا غير المسيحية. لا بدَّ لنا مِن أن نتوب ونسأل الرَّب أن يُرينا طرقه ومشيئته، ومِن ثمَّ نطلب إلى قوَّته أن تفعل ذلك. آنذاك لا نُطفئ روح الله، بل نثبت في فرحه٠
أعطوا الرَّبَّ المجدَ (رؤيا ١٩: ٧): تنافس المرتِّلون في السَّماء معاً في تمجيد الرَّب (رؤيا ١٩: ٧): لنردّ جميعاً كرامتنا وقوَّتنا لله. لقد حمل ذنبنا كلَّه، ونريد الآن أن نضع كلَّ شيءٍ في تصرُّفه: جميع آمالنا، جميع ثمار الرُّوح، جميع أموالنا، جميع مواهبنا وأولادنا، كلّ ما نكون وما نملك. ينبغي ألاَّ يبقى هذا مجرَّد رغبة مزعومة، بل أن يحدث فعليّاً. لله المجد كلُّه. ما مِن شيءٍ يُرَدُّ له غير ما كان قد أعطانا إيَّاه. نريد ألاَّ نتمسَّك بأيِّ شيءٍ وأن نعطيه كلَّ شيءٍ. لا تطلب المحبة الحقيقية ذاتها. ثمَّة "أخذ وعطاء" مستمرٌّ بين الله وأولاده، مثلما أكَّد الشَّاعر "كروماخر" في روح الصَّلاة: "ليس عندي ما أُقدِّمه، فأنت يا رب كلُّ شيءٍ" (كتاب الترانيم اللوثرية لألمانيا، الصفحة ٤٠٧). تأمَّل في روح الصَّلاة: كيف يمكنك أن تُكرم مجد الله؟ ماذا يمكنك أن تقدِّم له، أو أن تفعل لأجله، أو أن تُقاسي مِن أجله؟ مِن المؤكَّد أنَّ الرَّب مجيدٌ بدوننا، ولكنَّه يسمح لنا أن نُضاعف مجده بتقدمة شفاهنا وحياتنا. يبدأ الله معنا بطريقة عمليَّةٍ جدّاً. وتهبُّ الريح السَّماوية على الأرض عندما يُفكَّر جميع أعضاء المجموعة ويعملون هكذا٠
نقرأ ١٢ مرَّة في سفر الرُّؤْيَا أنَّ المجد كلَّه لله ولحَمَله (رؤيا ١: ٦؛ ٤: ٩؛ ١١: ٥، ١٢- ١٣؛ ٧: ١٢؛ ١١: ١٣؛ ١٤: ٧؛ ١٦: ٩؛ ١٩: ١، ٧؛ ٢١: ٢٦). في الكِتَاب المُقَدَّس باللغة الألمانية ترجم مارتن لوثر الكلمة اليونانية doxa التي تعني في الواقع "المجد، البهاء، الجلال" بالعبارة "الإكرام". ولعلَّه كان مقتنعاً أنَّ الرَّب هو في ذاته مجيدٌ كلِّياً، ونحن كمولودين مِن التُّراب لا يمكننا أن نزيده مجداً، بل أن نُكرمه فقط. ورغم ذلك كلِّه تُشجِّعنا كلمة الله مراراً وتكراراً على تقديم جميع عطايانا ومواهبنا له، وكذلك خطيَّتنا كلّها حتَّى يمكنه أن يخلق مجداً مِن نقصنا ويأسنا... مجداً له ومجداً لنا كخطاةٍ مغفورة لهم خطاياهم. فلنُقدِّم "مجدنا" المفتَرَض لله ولحَمَله ملتمسين أن يُعلِّمنا الرُّوْح القُدُس الحمد والشُّكر حتَّى نُمجِّده ونسجد له. عِنْدَئِذٍ نُرتِّل مع المرتِّلين في الجوقة السَّماوية٠
صلاة: أبانا الذي في السماوات، نشكرك ونعظمك، لأنك أنت أبونا بالحق وفي الروح، بواسطة يسوع مسيحك. و أنت تعرفنا، وتحبنا، وخلصتنا، وتقدسنا وتباركنا. فنسجد لك ولإبنك ونمجّدك. كل ما عندنا أتى من عندك ونقدمه ألآن لك بالحمد والشكر. آمين٠
٢٢٤. لماذا يليق بنا أن نمجد الله بالحمد والسجود؟