Home -- Arabic -- Revelation -- 186 (Preparations for the Marriage of the Lamb)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ٢.٦ - التَّهليل العظيم في السَّماء (رؤيا ١٩: ١- ١٠)٠
٣- الاستعداد لعرس الحمل (الخروف) (رؤيا ١٩: ٧- ١٠)٠
٧ لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ, لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ, وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. ٨ وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً, لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ.٩ وَقَالَ لِيَ, اكْتُبْ, طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ. وَقَالَ, هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللَّهِ الصَّادِقَةُ. ١٠ فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ, فَقَالَ لِيَ, انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ. أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ٠
إشاراتٌ سابقةٌ إلى عرس الحمل (الخروف): كان يوحنَّا المعمدان الشَّاهد الأوَّل الذي أدرك المسيح "كحَمَل اللهِ"، وتجمُّعه الرُّوحي "كعروسه" (يوحنَّا ١: ٢٩، ٣٦؛ ٣: ٢٩). وأحال يوحنَّا تلاميذه التَّائبين إلى يسوع، فقَبِل بعضهم دعوته وتبعوا حَمَل اللهِ. كان هؤلاء في نظر المعمدان "العروس" وكان يسوع المسيَّا "العريس". رفض المعمدان أن يربط بنفسه الذين اعتمدوا له لأنَّّه كان متفهِّماً دوره كسابقٍ وخادمٍ لربِّه (يوحنَّا ١: ٨، ٢٠، ٢٣، ٢٦- ٢٧؛ ٣: ٢٨- ٣٠). كان واضحاً عند يوحنَّا أنَّ بدون توبة وتطهير مِن الخطيَّة لا يستحقُّ أحدٌ أن يُضاف إلى "عروس ابن الله"٠
تحدَّث يسوع في مثَلٍ عن عشر عذارى، خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٌ, وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٌ (متَّى ٢٥: ١- ١٣). كنَّ جميعاً بالمعنى الرُّوحي عذارى ومترقِّبات مجيء العريس الإلهي. ولكنَّه تأخَّر، فتعبنَ جميعهنَّ ونمنَ. لم يكن عند أيٍّ منهنَّ النَّشاط لانتظار وصول مَن اشتقنَ له. ومع ذلك كلِّه يمكن رؤية الفرق بين العذارى الحكيمات والجاهلات. كنَّ جميعاً قد تبنَ ونلن الغفران عن خطاياهنَّ، بَيْدَ أَنَّ نصفهنَّ فقط كان عقلهنَّ الباطن ممتلئاً بزيت الرُّوْح القُدُس. نصفهنَّ فقط نموا في الإيمان وفي المحبَّة، نصفهنَّ فقط استذكرن حقائق عظيمةٍ مِن الكِتَاب المُقَدَّس. وظنَّت العذارى الخمس الأُخَر أنَّ تطهُّرهنَّ الأصلي يكفيهنَّ للزَّمان كلِّه. لم يقرأنَ باهتمامٍ رسائل عريسهنَّ، ولم يستذكرنَ كلامه، فانطفأ زيت الرُّوْح القُدُس في أثناء ليل انتظارهنَّ الطَّويل. كنَّ داخلياً فارغات، وروحيّاً متخلِّفات. ولكنَّ الرب يريدنا أن نكون أقوياء فيه وفي قوَّة قدرته (أفسس ٦: ١٠؛ ١ يوحنَّا ٢: ١٤)٠
كان هوشع وإرميا وحزقيال وإِشَعْيَاء قد شهدوا في العهد القديم أنَّ جماعة إسرائيل تشبه امرأةً ارتبط الله بها إلى الأبد، ولكنَّها لم تبقَ أمينةً لإله وعدها. إنَّ غضب الله على هذه المرأة الخائنة، ومحبَّته الأمينة وغير المتغيِّرة لها يُنيران تاريخ أمَّة إسرائيل الحافل بالتَّوتُّرات (إِشَعْيَاء ٥٤: ٦؛ إرميا ٣: ٦- ١٠؛ ١٣: ٢٢، ٢٥- ٢٧؛ ٤٤: ١٥- ١٩؛ حزقيال ١٦: ١٥- ٣٤؛ ٢٣: ٣٧؛ هوشع ٢: ٤- ٢٥). ولكن لم يُذكَر في أيٍّ مِن أسفار العهد القديم "عروسٌ" أو "عرسٌ" عند الله، فمثل هذه العبارات مِن شأنها، في ذلك الوقت، أن تؤدِّي إلى ظنونٍ نجسة وتلميحات شرِّيرة٠
تبقى الشَّهادة "لعرس الخروف" (رؤيا ١٩: ٧) حدثاً مثيراً يختصُّ به العهد الجديد. ألمع بولس إلى أنَّ العلاقة بين المسيح وكنيسته هي سرٌّ عظيمٌ (أفسس ٥: ٣٢). وأعلن رسول الأمم أنَّ يسوع أحبَّ كنيسته وبذل حياته لأجلها. فهو يُقدِّسها بماء المعمودية بواسطة كلمته لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً, لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ, بَلْ مُقَدَّسَة وَبِلاَ عَيْبٍ (أفسس ٥: ٢٥- ٢٧). لقد فهم بولس أيضاً، مثلما فهم يوحنا المعمدان سابقاً، خدمة إرساليَّته كطلب عروس للرَّب يسوع. فأراد أن يقود الرِّجال والنِّساء مِن المدن والقرى إلى المخلِّص كعذارى عفيفات (٢ كُوْرِنْثُوْس ١١: ٢)٠
صلاة: نشكرك أيها الآب السماوي، لأنك إرتبطت شبيه للزواج بالمعنى الروحي بالمؤمنين في العهد القديم، وثبتت آمينا لهم رغم أنهم لم يثبتوا أمناء لك. نعظمك لأنك قبلت في العهد الجديد جميع التائبين المطهرين بدم المسيح كأنهم عذارى روحيا، الذين يترقبون مجيء إبنك القدوس. آمين٠
٢٢٥. لماذا كانت في مثل المسيح نصف العذارى حكماء والنصف الآخر أغبياء؟