Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 118 (The Mystery of God in the Words of Jesus)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء

الجزء ٤.٤ - البوق السَّابع (١١: ١٤- ١٨)٠

٢- سجود الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً لله (رؤيا يوحنا ١١: ١٦- ١٨)٠


رؤيا يوحنا ١١: ١٦- ١٨

١٦ وَالأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ خَرُّوا عَلَى وَجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لِلَّهِ ١٧ قَائِلِينَ نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي لأَِنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ. ١٨ وَغَضِبَتِ الأُمَمُ فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْض

عند سماع ممثلي العَهْد القَدِيْم الاِثْنَيْ عَشَر وممثلي العَهْد الجَدِيْد، الجالسين حول عرش الله، البوق السابع والأخير وهتاف الانتصار من الأصوات السماوية القوية، اقتُلعوا مِن عروشهم. وأدرك المولودون مِن الرُّوح أهمِّية هذه اللَّحظة الحاسمة، فلطالما انتظروا صوت بوق الانتصار هذا. جثا الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً بين يدَي الله وأكبُّوا على وجوههم للقدير خالق السَّماء والأَرْض سُجَّداً. والملائكة إذ رأوا قطيعاً عظيماً لا حصر له مِن القدِّيسين المفجوعين كانوا قد خرّوا عَلَى وَجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا في ذهولٍ أمام الله الحكيم العليم القدُّوس (رؤيا ٧: ١١). والشُّيوخ الأربعة والعشرون كعلامة لاستسلامهم الكلي لرب العالمين وقبولهم الطوعي لجميع أحكامه لامسوا بجباههم الأَرْض. فهم سيملكون كملوكٍ كهنةٍ مع ربِّهم على العوالم التي حُرِّرَت من الشَّيطان (دانيال ٧: ٢٧؛ رؤيا ٥: ١٠؛ ١٧: ١٤؛ ١٩: ١٤)٠

في بستان جثسيماني خرَّ الرَّب يَسُوْع المَسِيْح على وجهه أمام أبيه طالباً إِنْ أَمْكَنَ أن تعبر كأس الغضب عنه. وبطاعةٍ أمينةٍ وسجودٍ مع صلواتٍ وابتهالاتٍ حارَّةٍ واصل مسيرته بثباتٍ وشرب جرعة تلك الكأس المميتة حتَّى الثمالة المرَّة (متَّى ٢٦: ٣٩؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٥: ٧- ٨)٠

تمارس بعض الكنائس الأرثوذكسيَّة حتَّى اليوم السُّجود للآب والابن والرُّوْح القدُس خلال وقت الصَّوم قبل الفصح. أمَّا الكنائس الغربيَّة فتجلس أو تقف في أثناء السُّجود لله. قلَّةٌ من المَسِيْحِيّين تجثو أمام الله. لقد نسي معظمهم، في الواقع، مخافة الله وهيبة جلاله٠

يجثو المسلمون في أثناء عبادتهم اليوميَّة التي تفرض عليهم الصَّلاة خمس مرَّاتٍ، فيركعون ٣٤ ركعةً أمام الله يوميّاً، وهم في كلِّ ركعةٍ يلامسون الأَرْض بجباههم، حتَّى إنَّ الاحتكاك المتواصل لجباههم بسجَّادة الصَّلاة أحدث لبعضهم علامةً على جباههم مِن أثر السُّجود (سورة الفتح ٤٨: ٢٩). ويزعم القرآن أنَّ هذا النَّوع مِن السُّجود قد أمر به التَّوراة والإِنْجِيْل. بَيْدَ أَنَّ سجود المسلم يختلف مبدئيّاً عن سجود اليهودي والمَسِيْحِيّ. فالله عند المسلم ليس آباً ولا ابناً ولا روحاً قدساً (سورة الإخلاص ١١٢: ١- ٤)، بل هو نقيض ذلك كلِّه روحٌ مستكبرٌ يدعو نفسه "الله"، وعبادة المسلمين قائمةٌ على الخوف والرَّهبة وليست على الشُّكر والفرح. فإلههم ليس إلهاً محبّاً، بل هو مشترعٌ صارمٌ يدين النَّاس بحسب أعمالهم٠

وكذلك البوذيُّون والهندوس يُظهِرون ورعاً لآلهتهم في عبادتهم، ولكنَّهم أيضاً لا يعرفون الإله الحقيقي فيسجدون باطلاً (يوحنَّا ١: ١٨)٠

سجد الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً للإله الحقيقي الأزلي الآب والابن والرُّوْح القدُس. فلم يتلوا طقساً مخصَّصاً أو يمارسوا شعائر مقرَّرةً مسبقاً، بل حمدوا ربَّهم ومجَّدوه مِن أعماق قلوبهم. لقد استحوذ عليهم سلطانه العظيم وقوَّته المجيدة اللَّذَين سيستخدمهما الآن بشدَّةٍ كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ ومنطقيَّةٍ٠

ترنيمة الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً استهلَّ قادة الصَّلاة الأربعة والعشرون مِن العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد سجودهم بشكر الله لأجل مآثره الأوَّلية العظيمة التي أدَّت إلى الخلاص. فكان أوَّل فعل سجودٍ مركَّزاً على الخالق وعلى خليقته المدهشة (رؤيا ٤: ٩- ١١). وكان القسم الثانِي مِن سجودهم موجَّهاً إلى حَمَل اللهِ والفداء الذي حقَّقه. فحمدوا الله لأجل الخطاة الذين غفر لهم واشتراهم بالدَّم وجعلهم في خدمته ملوكاً وكهنةً (رؤيا ٥: ٨- ١٤). أمَّا فعل السُّجود الثالِث للأربعة والعشرين شيخاً فكان موجَّهاً إلى الدَّيان الكلِّي القدرة ودينونته الصَّالحة (رؤيا ١١: ١٦- ١٨). حمد الشُّيوخ ربَّهم على العصرين المتعاقبَين: عصر الشَّرِيْعَة وعصر النِّعمة الذين سيُدان البشر الآن بواسطتهما. حمدوا ربَّهم على نصره المَبِين على جميع القوى المضادَّة لله٠

كلَّم الشُّيوخ الله شخصيّاً وبانسجامٍ مع الأصوات السَّابقة في السَّماء، فدعوه "الرَّب" (يهوه). بهذا اللَّقب حمدوا أمانة عهد الكائن الأزلي (خروج ٣: ١٤؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ١٣: ٨) الذي تدخَّل في تاريخ شعبه على نحوٍ واضحٍ بمواعيد ووعيد، كما بخلاصٍ وعقابٍ. إنَّ اسمه هو أهمُّ كلمةٍ في العَهْد القَدِيْم، وفي الوقت نفسه وصفٌ ليَسُوْع المَسِيْح في العَهْد الجَدِيْد. يقول أحد أقدم اعترافات الإيمان المَسِيْحِيّة إنَّ "يَسُوْع الْمَسِيْح هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (فِيْلِبِّيْ ٢: ١١؛ لوقا ٢: ١١)٠

الرَّب هو الله. تظهر الكلمة العبريَّة لله "إلوهيم" Elohim ٢٦٠٠ مرَّة في العَهْد القَدِيْم. وبهذه العبارة Elohim تُستخدَم صيغة الجمع، ممَّا يعني أنَّ الإله المثلَّث الأقانيم هو جمعٌ مِن الآلهة. فمعنى “El” القوَّة أو القدرة (متَّى ٢٦: ٦٤). وبهذا الاسم يعترف الكتاب المقدَّس أنَّ الله كلِّي القدرة. ويَسُوْع استلم منه كلَّ سلطانٍ في السَّماء وعلى الأَرْض (متَّى ٢٨: ٢٨). والرُّوْح القدُس هو أيضاً قوَّة الله (أعمال ١: ٨). الأقانيم الثلاثة هي واحدٌ. فالثالُوْث الأَقْدَس يعني إذاً قوَّة الله المحزَّمة في وحدة المحبَّة والتَّواضع والسَّلام٠

على الرَّغم مِن أنَّ الكلمة “Elohim” تعني القوَّة والسُّلطان، لكن مع ذلك كان مهمّاً للأربعة والعشرين شيخاً أن يكونوا أكثر وضوحاً ودقَّةً، فاستخدموا في ترنيمة حمدهم العبارة "القادر على كلِّ شيءٍ" (بالعبريَّة El Shaddei ) وقد ورد هذا اللَّقب لأوَّل مرَّةٍ حين وقف إِبْرَاهِيْم البدوي أمام القدير ليسمع الكلام الذي سيكون الأساس لأخلاقيَّاته. "أَنَا اللَّهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً" (تكوين ١٧: ١). فالرَّب الإله وحده تحقٌّ له هذه الصِّفة. ما مِن ملاكٍ أو شيطانٍ أو إنسانٍ قادرٍ على كلِّ شيءٍ. فقوَّة القدير هي قوَّةٌ رافعةٌ ومخلصةٌ ومباركةٌ ومقدِّسةٌ؛ لا تفسد أو تضمحلُّ أبداً، بل تشفي وتُثمر. يريد القدير أن يضع حياته وروحه وقوَّته في أتباع المَسِيْح المتبرِّرين. أمَّا مَن يقاومه باستمرارٍ فقد دين وهلك لأنَّه أشبه بنملةٍ تحاول أن تقف في وجه فيلٍ. الرَّب هو الله القادر على كلِّ شيءٍ. وهو يوصَف في سفر رُؤْيَا يُوْحَنَّا بهذا اللَّقب ثمان مرَّاتٍ (رؤيا ١: ٨؛ ٤: ٨؛ ١٥: ٣؛ ١٦: ٧، ١٤؛ ١٩: ٦، ١٥؛ ٢١: ٢٢)٠

أعطى الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً تعريفاً إضافيّاً للكلمة "ربّ" مستخدمين اسماً مشتقّاً مِن “Jahwe” : أنت الكائن الذي كان. ويستطيع كلُّ مَن يقرأ بعضاً مِن آيات الكتاب المقدَّس البالغ عددها ٦٨٢٨ آية المتضمنة الاسم “Jahwe” مِن أوَّل صفحةٍ مِن سفر التَّكوين حتَّى آخر صفحةٍ مِن سفر رُؤْيَا يُوْحَنَّا، أن يرى جليّاً إله العَهْد الوشيك نفسه المحبَّ والأمين والقدُّوس والكامل والمعزِّي والمُعِيْن. فعلينا أن نقتفي أثر هذا الإله في مجرى التَّاريخ (خروج ٣٣: ٢٣) بأن نرى، على سبيل المثال، كيف أعلن نفسه لموسى الذي لم يقدر إلاَّ أن يجيب قائلاً:

"الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ, بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيْئَةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ, فِي الْجِيلِ الثالِث وَالرَّابِع" (خروج ٣٤: ٦- ٧)٠

ويظلُّ الله عادلاً دون تحيُّزٍ تجاه الذين يستخفُّون به ويرفضونه ويبغضونه هو أو كلمته أو خلاصه أو ابنه. وهو سيدينهم بحسب أعمالهم، وليس بحسب رحمته التي رفضوها. وكلُّ شكلٍ مِن أشكال المقاومة للقدير، بالنَّظر إلى هذه الدَّيْنُوْنَة المحتومة الآتية، عقيمٌ وغير مُجْدٍ. فقوَّته المشعَّة ستمحق وتُنْهي كلَّ تمرُّدٍ في ومضة عينٍ٠

لم يُصلِّ الشُّيوخ في رُؤْيَا يُوْحَنَّا قائلين: "أنت الآتي" لأنَّ الرَّب قد أتى، والمستقبل مبتدئٌ. والآن ليس ثمَّة مزيدٌ مِن الوقت، ولا مزيدٌ مِن الصَّبر، ولا مزيد مِن الفرصة الأخيرة. كانت التَّسوية العظمى للحسابات في زخمها، ودينونة العالم قد ابتدأت بدويِّ صوت البوق السَّابع. كان الرَّب حاضراً ليُنقِذ كنيسته وفي الوقت نفسه ليمحق كلَّ قوَّةٍ ضدَّ الله٠

حمد الشُّيوخ الله حين سمعوا دويَّ البوق الأخير بسبب ما علموه: إنَّ الله قد وضع قوَّته الكلِّية الانتشار بتروٍّ وبقرارٍ نهائيٍّ في الخدمة على أهبة الاستعداد. فقد ولَّى زمن الصَّبر، وستُنهى حياة التَّجديف الشِّرير، وتضليل بلايين الناس بقمعهم واستغلالهم. وستبدأ الآن ثيوقراطيَّة الله أي حكمه الملكيُّ، وهو ليس قائماً على المال أو السِّلاح أو الحرّية الزَّائفة، بل على الرُّوْح القدُس، ومحبَّته، وسلامه، وفرحه. ستهبُّ ريحٌ جديدةٌ في الكون. وسيبدو للعيان كيف تكون مشيئة الآب على الأَرْض كما في السَّماء. كان يَسُوْع قد طرد الشَّياطين في الجليل بمجرَّد حركةٍ مِن إصبعه، فكان ملكوت الله حاضراً فيه قبلاً. أمَّا الآن فالرَّب يتولَّى زمام السُّلطة كملك العالَم ومالكه٠

الرَّب يملك. وهو ليس بعد "الآتي" فقط، بل "الحاضر والكائن". فقد أعدَّ جيشُ الملائكة الذي لا يُقاوَم وصلوات القدِّيسين الطَّريقَ له٠

الصَّلاة: أيُّها الله الصبور، لم تبد العصاة والمضلّين، بل تتوقّع منهم الندامة على شرورهم، والتوبة النصوحة. إنَّما العالم أصبح عنيداً وفاسداً ومتعدّياً عليك عمداً، فأظهرت قدرتك غير المحدودة، وتفسد الفاسدين، وتدمّر المتعدّين.

السؤال : ١١٨. لماذا تأخّر الله بإبراز قدرته الغير المحدودة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 01, 2012, at 09:34 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)