Home -- Arabic -- Revelation -- 040 (Worshiping the One That Sits on the Throne)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠
ماهي الاسباب التي جعلت الله يعطي القوة والسلطة لابنه يسوع المسيح المقام من الاموات
الجزء ١.٢ الله القدير في السّماء (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ١١)٠
٣- عبادة الجالِس على العرش (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ٨- ١٢)٠
٩ وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ ١٠ يَخِرُّ الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً قُدَّامَ الجَالِس عَلَى العَرْشِ وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ
كان حراس العرش الأربعة في العرش كأئمة للمخلوقات الأخرى في السّماء. يفسر يوحنا عبادتهم ويقول إنَّهم أعطوا الله مجداً وكرامة وشكراً. يتكوَّن مجد الرب مِن ملء صفاته وأسمائه وإشعاعه. لا يقدر الغريب أن يدرك أمجاد القدير لأنها مغطاة بقداسته. ولكن يبقى فحوى القداسة المجد المشع بعظمته التي تفوق الوصف وجلاله وجماله وبهائه. المجد هو القداسة المكشوفة. وإذ يمجّد الكروبيم قداسة الله فهم يزيدون مجده مجداً٠
يَستحق الله وحده كل كرامة، لأنه خلق كل شيء ويحافظ على كل شيء. لا يقدر مخلوق أبدي ولا أحد أن يخلق شيئاً مِن لا شيء. ليس لمخلوق الصّبر والحكم والقوة كي يحتمل خطايا البشر وثورتهم ويبقى بعد ذلك عادلا في دينونتهم. إن محبة الله غير محدودة وهي تستحق التمجيد بلا انقطاع٠
يستأهل إلهنا الشّكر، لأنَّه لا يتغير. كان ولا يزال الأمين والصالح الذي لا يتبدل. إنَّ المزمور ١٠٣ هو إرشاد لشكره المستمر. شكرنا بالقول والفعل علامة على محبتنا. مَن يشكر الله يعش مطمئناً بسرور عميق. وَمن لا يشكر الله يبق داخلياً فارغاً ولا يجد معنى لحياته وموته٠
ُيظهر يوحنا في تسبيح حمد حاملي العرش مرَّتين أنَّ الجَالِس عَلَى العَرْشِ حي من الأزل إلى الأبد. ربنا حي؛ وهو ليس مادة ميتة أو مجرد قوة، بل هو الحياة بذاتها. هو ينبوع الحياة. وتخلق حياته دَائِماً حياة جديدة. هو حياتنا٠
إنَّ قوته للحياة لا تنضب. دوام حياته بلا زمن، بدون نهاية. إن كان الزمان يوصف بعصور متتابعة فيكون قد عاش من عصر إلى عصر. كان وجوده قبل كل زمان. الله أبدي. هو الأول والآخر؛ وليس أحد أبدياً غير الله٠
كلما رَأَى يُوْحَنَّا الأحياء الأربعة عند العرش يشهدون بتسبيح الحمد بالله القدّوس الحيّ الأبديّ، كان الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً ينسجمون معاً بالتسبيح من صميم القلب. جعلوا عبادتهم منظورة بحركاتهم، فلم يلبثوا جالسين على عروشهم أثناء الصّلاة، بل ركعوا. انحنوا إلى الأرض وسجدوا لذاك الحيّ من الأزل إلى الأبد. وأكدوا تسليمهم بوضعهم أكاليل النصر الذهبية أمام الجَالِس عَلَى العَرْشِ معترفين بأن نجاحهم وأمانتهم وإيمانهم ومحبتهم ورجاءهم واستشهادهم وتسليمهم ليست منهم، بل هي هبة ونعمة من العليّ. تخلوا عن كرامتهم الخاصة ولم يحتفظوا بالامتياز كعملهم الخاص، بل دفعوا عنهم كل ما كانوا يملكونه من فخر وقدرة وثمار وسلموه للمثلث القدّوس٠
ظهر في التسليم الكلي وإنكار الذات ارتفاع درجة تقديس الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً، فهم يحبون الله من كل قلوبهم. قال يَسُوْع: "كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ "(يوحنا ٤٤:٥). نجد هنا أحد مفاتيح فهم وحدة الثالُوْث الأَقْدَس. كان يَسُوْع وديعا ومتواضع القلب (متى ١١: ٢٩). مجَّد في كل حين أباه كما يمجد الرُّوْح القدُس الابن دَائِماً (يوحنا ١٦: ١٤). ما من شخص في الثالُوْث الأَقْدَس يمجّد نفسه، بل يمجد الآخر دَائِماً. لهذا السبب استطاع الآب أن يدفع للابن كل سلطان في السماء وعلى الأرض. نظير ذلك وهب الابن الرُّوْح القدُس السلطان ليبني كنيسته. إنَّ إلهنا إلهٌ متواضع؛ وعبادة الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً أمام عرشه هي صدى وصورة منعكسة لتواضعه. أكد يَسُوْع علينا أن نتعلم منه، لأنه وديع ومتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا (متى ١١: ٢٩)٠
بعض الأديان مبنيٌّ أيضاً على العبادة. ويعني في باطنه التسليم والخضوع والاستسلام. ولكنَّ الدافع عند العبادة ليس محبة الله، بل اتقاء الله وفريضة الشريعة، ومحاولة فتح حساب في السماء مِن الأفعال الصالحة. الله أكبر وبعيد جداً عنهم. هو أكبر من كل تصوُّر ويدعو نفسه "المتكبّر". وعبادة الله عندهم مفروضةٌ عليهم وليست عبادة الولد الطوعية لأبيه. فهُم لا يعرفون إلههم بالجوهر, وليس لهم دخول إلى عرشه (سورة الجن ٧٢: ٨) فالله يهدي مَن يشاء ويُضل مَن يشاء (سورة الأنعام ٦: ٣٩؛ سورة الرعد ١٣: ٢٧؛ سورة إبراهيم ١٤: ٤؛ سورة النحل ١٦: ٩٣؛ سورة فاطر ٣٥: ٨؛ سورة المدثر ٧٤: ٣١) وهو ليس إلهاً أبوياً بل طاغية مستبداً يعبدونه عن خوف وليس عن شكر؛ حيث يحكم روح آخر غير الروح الذي أمام عرش الله٠
الصَّلاة: أيُّها الجالس على العرش، إنك مستحقّ لكلّ المجد والشكر، مثلما سجد الشيوخ الكرام في السماء، عندما طرحوا إكليلهم أمامك. لا نستحقّ أن نعظمك لأنّنا خطاة، ولكنّ دم يسوع المسيح طهّرنا، وروحك القدّوس قدّسنا. لذلك نرد لك التسبيح، ونسلم أنفسنا لك، شكراً لمحبّتك وخلاصك الأبدي٠
السؤال : ٤٠. ماذا يعني سجود الأربعة والعشرين شيخاً أمام الله؟