Home -- Arabic -- Ephesians -- 047 (Intercession for the missionary to the nation)
Previous Lesson -- Next Lesson
أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس
الجزء ٣ - مقدّمة في الأخلاقيَّات المَسِيْحِيّة ٤: ١- ٦، ٢٠
الصَّلاة لأجل تبشير الأمم (أفسس ٦: ١٩- ٢٠)٠
أفسس ٦: ١٠- ٢٠
١٩ "... وَلأَجْلِي, لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي, لأُعْلِمَ جِهَاراً بِسِرِّ الإِنْجِيلِ" (أفسس ٦: ١٠- ٢٠)٠
في نهاية عرضه أسلحة الله لرسول الله في عالمنا الفاسد، طلب بولس بحريةٍ التوسط لأجله مِن قرائه وسامعيه. إنَّ هذا الطلب مِن كنائسه هو في الوقت نفسه موافقٌ لصوت الرُّوْح القُدُس٠
لم يطلب الرب يسوع الذي عُلِّق على الصَّلِيْب الملعون بألمٍ عنيفٍ تخفيفاً أو نهايةً سريعةً لألمه، بل على العكس صلَّى لمغفرة أعدائه طالباً إلى أبيه الذي في السَّماء النجاة لهم وليس لنفسه (لوقا ٢٣: ٣٤). وأعطي له أن يسمع أحد المجرمَين اللذين صُلبا معه صوت الحق ويفهمه ويؤمن به. وهكذا قال يسوع لهذا المتوسِّل إنَّه "اليوم" يكون معه في الفردوس (لوقا ٢٣: ٤٣)٠
على نحوٍ مشابه، لم يطلب بولس نهايةً سريعةً لسجنه الموحش، ولا طعاماً أفضل، ولا تبرئةً قضائيَّةً في الإمبراطورية الرومانية. صلَّى لأجل كلمة الله. كانت طلبته بإرشاد الرُّوْح القُدُس. صلَّى لأجل الإعلان ولأجل الوحي ولأجل السماع والإدراك الروحيين حتَّى لا يقدِّم فلسفته الخاصة فحسْب، بل يبقى قناةً لكلمة الله الخلاَّقة والفادية والمجدِّدة. كان شاهداً حقيقياً ودقيقاً وصادقاً. ومن خلال طلبه العاجل في لائحة الأشياء التي رغب فيها نالت رسائله وأقواله سلطاناً وقوَّةً ووزناً. وأضحت الرِّسَالَة إلى أهل أفسس وحياً لله الرحيم تحتاج إلى أن تُقرأ بانسجامٍ وتُفهم ومِن ثمَّ يُعمَل بموجبها٠
لا تتضمن الجملة الثانية أيَّ صلاةٍ مباشرةٍ، بل تعريفاً للنية: "عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي" (فأملؤه بكلمتك). لماذا نفتح فمنا؟ هل لنأكل أو لنشرب أو لنتثاءب أو لنشهد؟ لقد كرَّس بولس لسانه وشفتيه وفمه لله كي يملأه بكلمته الآمرة. كمتكلم أراد أن يظل ممثِّلاً لله الحي كما شهد قائلاً: "أَيْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ, غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ, وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ, كَأَنَّ اللَّهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ, تَصَالَحُوا مَعَ اللَّهِ" (٢ كُوْرِنْثُوْس ٥: ١٩- ٢٠)٠
الجملة الثالثة لطلبه التوسط تتضمن الاختبار أنَّ شجاعة الشخص إلى جانب قوته وحماسته غير كافية لتمكينه مِن نقل كل ما تتضمنه كلمة الله. لذلك طلب بولس شجاعةً روحيَّةً حتَّى يتمكَّن مِن الشهادة لكلمة فاديه بوضوح وشموليَّةٍ ومجاهرةٍ دون خوفٍ أو قلقٍ أو تردُّدٍ٠
تضمَّن سر الإنجيل، بالنسبة لبولس، النِّعمة التي جعلت الخلاص الذي أتمه المسيح شرعياً وسارياً ليس بالنسبة لليهود فقط، بل للأمم النجسة أيضاً. لقد كفَّر المصلوب والقائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ عن خطيَّتهم أمام الله القدوس. فصار الواثقون بهذا السر مبرَّرين في حضور الله القدير٠
كانت الجملة التَّالية اعتراف الرَّسول بأنَّه رسول الله المكلف مشاركة هذا السِّر الصَّانع لعهدٍ جديدٍ مع الأمم الملحدة. لكنَّ هذا المكلَّف موضوعٌ لمدة شهور، إن لم يكن لمدة سنوات، في السجن، ومقيَّدٌ بالسلاسل. لم يطلب بولس تحريره مِن هذه القيود التي ربمَّا سبَّبت له الألم، بل طلب القدرة على نقل كلمة الله. حتَّى وهو في السِّجن أراد الشَّجاعة والسلطان للتحدث أكثر عن سر الإنجيل هذا. وقد استجاب الرب القائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لطلبته في إيحائه للسجين بكتابة العديد مِن الرَّسائل المهمَّة التي تتحدَّث طويلاً حتَّى بعد قتله. إنَّ رأسه الذي قُطِع يتحدَّث إلينا حتَّى هذا اليوم٠
يبدو هذا كلُّه مفيداً، لكنَّ بولس أملى هذه الكلمات على كاتبه تيخيكس تحت عيون وآذان الجنود الذين كانوا يحرسونه. لذلك كرَّر السجين المقيَّد أنَّ طلبه الشجاعة الروحية والصدق في إبداء الرأي كان مُلِحّاً وحاسماً بالنسبة له لأنَّه عِنْدَئِذٍ فقط كان قادراً أن يُشارك الإنجيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع الذين يحرسونه. نحتاج أن نُدرك على نحوٍ حاسمٍ أنَّ كلَّ تبشيرٍ وشهادة شخصية لكل مؤمن يُشكِّل هجوماً على مملكة رئيس هذا العالم واقتحاماً لها. لذلك نكون غالباً متردِّدين أو حذرين مِن التكلم جهاراً بكلمة الله التي تحتاج عِنْدَئِذٍ إلى قيادة الرُّوْح القُدُسللتغلب على العائق البشري٠
في نهاية هذا الوصف لسلاح الله شهد بولس أنَّ الرُّوْح القُدُسحثَّه على الشهادة ليسوع وخلاصه. غلب روح القائم من الموت فيه كل حذرٍ أو اعتبارٍ فاستطاع في المكان الصحيح والوقت الصحيح أن يقدِّم دائماً شهادةً مناسبةً لكلمة الله. أمَّا واجب الشاهد بواسطة الرُّوْح القُدُسفيكشف أحد أكثر الخطايا تكراراً عند القديسين، وهو أنهم لا يفتحون أفواههم عندما يجب أن يتكلموا. إن كنت تحيا في المسيح فيجب عليك أن تشهد له، وهذا لا يتطلب حماسة كاذبة ولا خطبة طائشة، بل قيادة رحيمة بواسطة روح الله. بهذا المعنى طلب رسول الأمم من كنائسه الصلاة لأجل قيادته والجرأة على التكلم٠
صلاة: أبانا الذي في السَّماء، نشكرك لأنَّك دعوتنا إلى قيود كوننا شهوداً ليسوع المسيح. نفرح ونتهلل لأنك قد أعطيتنا السلطان لننطق بالمزيد من كلمتك الخلاقة. اغفر لنا جبننا وكسلنا وتخاذلنا، واملأ أفواهنا بكلمتك حتَّى نستطيع، في اللحظة المناسبة، أن نعترف بكل ما يُلهمنا روحك فينا أن نقوله، آمين٠
:سؤال
٣٥- ماذا خطر ببالك وأنت تقرأ طلب بولس الشخصي هذا؟