Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Galatians - 023 (Genealogy 01)

This page in: -- ARABIC -- English -- French -- Georgian -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت

سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية

ثالثاً: النَّامُوسُ والإِنْجِيْلُ بمقاصِدِهما ونتائِجِهما (٣: ١- ٤: ٣١)٠

٧- ابنا إبراهيم رمزٌ للمولود حسب الجسد المُستعبَد للناموس، والمولود حسب الرُّوح بوعد الله (٤: ٢١- ٣١)٠


غَلاَطِيَّة ( ٤: ٢٦- ٢٨)٠
وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعًا فَهِيَ حُرَّةٌ. ٢٧ لأَِنَّهُ مَكْتُوبٌ افْرَحِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. اِهْتِفِي وَاصْرُخِي أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَتَمَخَّضْ فَإِنَّ أَوْلاَدَ الْمُوحِشَةِ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ. ٢٨ وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَة فَنَظِيرُ إِسْحَقَ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ٠

إنَّ العهد القديم بأنظمته المتلألئة ليس العهد الوحيد في دُنيانا، وهو لا يعني الإِنْجِيْل؛ بل إنَّ إِنْجِيْلنا هو دعوة يسوع لنا إلى حرِّية أولاد الله. فوطننا في السَّماء، وليس على الأرض؛ ودستور هذا الوطن الرُّوْحِيّ ليس أرضيّاً بشريّاً، بل يخصُّ ملك الملكوت الذي سيكون بمجيء يسوع المسيح ربِّنا٠

يرفع بُوْلُس أنظار أهل غَلاَطِيَّة مِن أورشليم الأرضيَّة إلى القدس السَّمَاوِيّة، حيث يسكن الله وابنه يسوع مع جماهير من أولاده في منازل أبيهم. مِن هذا المركز الرُّوْحِيّ تنزل قوَّة الرَّب. وهكذا نحن لم نولد ثانيةً مِن الناموس، بل مِن الله أبينا مباشرةً. تنظر الكنائس الأولى إلى أورشليم السَّمَاوِيّة على أنَّها الأمُّ الحنون، وهذا ما لم نعهده في يومنا هذا (عب ١١، ١٠؛ ١٢: ٢٢؛ ١٣: ١٤؛رُؤْيَا يُوحَنَّا ٢١: ٢؛ فيلبي ٣: ٢٠). يقول بُوْلُس للغَلاَطِيِّيْنَ: اتركوا القدس الأرضيَّة لأنَّكم لن تجنوا منها غير العبودية والموت، واشتاقوا إلى أورشليم السَّمَاوِيّة المركز الرُّوْحِيّ حول الله، وانتظروا منه كلَّ نعمةٍ٠

لقد تهدَّمَت مدينة أورشليم الشَّامخة في زمن يسوع وتهدَّمَت معها رئاستها الكهنوتيَّة، في حين تكاثرت جماعة يسوع في أرجاء العالم، وأصبحت شعباً كبيراً. لذلك فإنَّ الوعد نفسه ليس للأحزاب الكبرى، ولا للأديان المتعجرفة، ولا للكنائس المتباهية، بل للجماعات الحقيرة المحتقَرَة الصَّغيرة المجرَّدَة التي تُواظب على الصَّلاَة، مؤمنةً بوعد الرَّب لها بأن يلد الرُّوْح القُدُس منها أولاداً شرعيِّين كثيرين. فلا تنظر إلى الاجتماعات، بل انظر إلى الرَّب، وانتظر منه وحده العون والنَّهضة. آمِن بما تصلِّيه، فإيمانك قد خلَّصَك وجميع الذين تهتمُّ بهم٠

٤: ٢٩ وَلَكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ هَكَذَا الآنَ أَيْضًا. ٣٠ لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ. اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَِنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ. ٣١ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَة لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ

هل أنت مولودٌ مِن الرُّوْح القُدُس؟ هل تتعجَّب إذا استهزأ أولاد الناموس بك، واضطهدوك؟ إنَّهم يفعلون ذلك لأنَّ روح العبودية ضدُّ روح النِّعْمَة. فمَن يتَّكل على اجتهادات جسده، ويؤمِن بقدرة عقله، يُبغض مَن يعترف بأنَّه ضعيفٌ ومحتاجٌ إلى إرشاد الرَّب، لأنَّ طبيعة الإنسان هي عصيان روح الرَّب. فالمسيح طوَّب الذين وقع عليهم الاضطهاد لأجل اسمه، لأنَّ ضيقهم هو برهانٌ على حلول الجوهر الإلهي، الذي هو الرُّوْح القُدُس، فيهم٠

يدلُّ بُوْلُس الغَلاَطِيِّيْنَ على نهاية مضطهديهم، وهي الطَّرد مِن رحاب النِّعْمَة. فكما لم تستطع هاجر أن تثبت في خيم الأحرار بسبب حقدها وبغضة ابنها، هكذا سيَطرد ملائكة الرَّب النَّامُوْسِيّين الذين ضيَّقوا على المتحرِّرين بالنِّعْمَة، فيحرمونهم مِن الإرث السَّمَاوِيّ ويُهلكونهم٠

يُخاطِب الرَّسُوْل، في نهاية تعمُّقه في مبادئ تاريخ الخلاص، الغَلاَطِيِّيْنَ الذين ليسوا مِن أرومة إبراهيم، لكنَّهم آمنوا بيسوع متحرِّرين من الخطيَّة والغضب، فيسمِّيهم "إخوة"، مولودين مِن الله في العهد الجديد، ومستحقِّين الإرث الإلهي، فيُحذِّرهم مِن الارتداد إلى التَّمسك بالناموس، ويحثُّهم على الثَّبات في امتياز الإِنْجِيْل٠

الصَّلاَة: نُعظِّمك أيُّها الرَّب يسوع، لأنَّك حرَّرتنا مِن مطالِب الناموس، ومِن الحكم الأخير، ونتائج الدَّيْنُوْنَة، وولَدْتَنا ثانيةً بروح إِنْجِيْلك، وجعَلتَنا، ونحن عبيد الخطيَّة سابقاً، ورثةَ الله. إنَّنا لا نستحقُّ هذه النِّعْمَة، ولكنَّك منحتنا إيَّاها هبةً، فنفرح بعطيَّتك، ونُخبر جميع الناس أن يتركوا اتِّكالهم على أنفسهم، ويندمجوا بك، ويَدخلوا رحابك، ويَثبتوا في ملء رحمتك. احفظنا مِن الارتداد إلى التَّقْدِيْس الذَّاتي، لأنَّك ضامن حرِّيتنا، وقد أكملتَنا مرَّةً واحدةً بموتك على الصَّلِيْب. آمين٠

السُّؤَال: ٢٥- لماذا نحن أحرار؟ وما هي غاية حرِّيتنا الرُّوْحِيّة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on October 30, 2023, at 01:26 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)