Previous Lesson -- Next Lesson
٢ - انتعاش روحي في أفسس ومحافظة آسيا الأناضولية (١٩: ١ - ٢٠)٠
أعمال الرسل ١٣:١٩-٢٠
١٣ فَشَرَعَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ الطَّوَّافِينَ الْمُعَزِّمِينَ أَنْ يُسَمُّوا عَلَى الَّذِينَ بِهِمِ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ, قَائِلِينَ, نُقْسِمُ عَلَيْكَ بِيَسُوعَ الَّذِي يَكْرِزُ بِهِ بُولُسُ. ١٤ وَكَانَ الَّذِينَ فَعَلُوا هَذَا سَبْعَةَ بَنِينَ لِسَكَاوَا, رَجُلٍ يَهُودِيٍّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ. ١٥ فَقَالَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ لَهُمْ, أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ, وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ, وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ. ١٦ فَوَثَبَ عَلَيْهِمُ الإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ, وَغَلَبَهُمْ وَقَوِيَ عَلَيْهِمْ, حَتَّى هَرَبُوا مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ عُرَاةً وَمُجَرَّحِينَ. ١٧ وَصَارَ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ, وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. ١٨ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ, ١٩ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ السِّحْرَ يَجْمَعُونَ الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفاً مِنَ الْفِضَّةِ. ٢٠ هَكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ٠
إنّ إنشاء ملكوت الله حرب وكفاح بين السّماء وجهنّم، بين روح الله وروح الشيطان. والناس ينفتحون إِمَّا للأرواح الشريرة، أو لقوّة أبينا السَّماوي. فنجد ملبوسين مِن جهنّم وممتلئين مِن محبّة الله٠
وقد نال بعض المؤمنين في العهد القديم القدرة على أن يُخرجوا، باسم الرّبّ الحيّ، أرواحاً شرّيرة، كما نعلم هذا مِن الإنجيل، لأنّ الشياطين تقشعرّ مِن الله القدّوس. ولكنَّ اليهود لم يقدروا أن يسكبوا في المتحرّر مِن الرّوح الشرّير روحاً جديداً، فأصبح المتحرّرون بعض المرّات أكثر شرّاً مما كانوا قبلاً٠
وكان سبعة شباب هم أولاد لرجل اسمه سكاوا الّذي سمّى نفسه ادعاء رئيس الكهنة، يتجوّلون في أفسس ومحيطها مخرجين أرواحاً نجسة. وهؤلاء الشباب سمعوا عن بولس، ولربّما شاهدوا كيفَ شفى باسم يسوع وغلب قوّات نجسة. ففكّروا بتجريب استعمال اسم يسوع، ليربحوا مِن وراء قدرته. فاستخدموا أَقدسَ الأسماء كقاعدة للسحر. ولكنّهم لم يعرفوا المخلّص شخصيّاً، ولم يلتجئوا إلى قدرته ولم يؤمنوا به. هذا كان ذنبهم، لأنّهم استخدموا اسم يسوع كسحر مجرّبين الله٠
وروح الملبوس تحرّك تَوّاً، وصرخ بألم قائلاً: أعرف مَن هو يسوع. واسم بولس ليس غريباً عنّي. إِنَّ جهنَّم تعترف وهي تصرّ بأسنانها، أنّها تعلم غالب الشيطان، ولا تستطيع أن تغلبه بعد، لأنّ حمل الله قد رفع خطيئة العالم، وأتمّ المصالحة بين الله والنّاس. فالأبالسة تعرف الصّليب والمسيح الحيّ المقام مِن بين الأموات، وهي عالمة بإقبال ساعة الدينونة. وبولس كان أحد سفراء المسيح، وكلماته معروفة ومسجّلة في الدوائر السفلى، وأفكاره لم تكن باطلة، بل مفعمة بالقوّة لإنشاء ملكوت الله على الأرض٠
أيّها الأخ، هل أدركت أن جهنّم تعرف يسوع وترتجف مِنه؟ كثيرون مِن النّاس عمي ويسدّون آذانهم ويقسّون قلوبهم ضدّ الإنجيل. إنّهم يسقطون غنيمةً في يدي الشيطان. وَهُجومُ الملبوس على الشُّبَّان السبعة مجرّبي الله كان دليلاً على هجوم الشيطان على الّذين لم يطمئنوا في رحاب المسيح، فالأرواح لم تجد لها سلطة وقوّة وحقّاً في بولس وفي أعضاء جسد المسيح الرّوحي. ولكن مَن يبق بعيداً عن المخلّص يقف بدون معرفة في دائرة الشيطان، لأنّ العالم كلّه قد وُضع في الشرّير. أمّا المسيح فيقتحم مملكة الشَّيطان ويُحرِّر الأسرى ويُخرجهم ظافراً. ومَن يتبع المسيح يختبر أنّ الغلبة الّّتي تغلب العالم هي إيماننا٠
وإن حدث أن سألك النّاس: مَن أنت؟ فأجب أنا خاصّة يسوع المسيح، متبرّر بدمه ثابت فيه. وإن شاء الرّبّ ستختبر بالإيمان بشخصه، أَنَّ النَّاس يتحرّرون بواسطة شهادتك مِن سلطة الشيطان٠
لمّا سمع أهل أفسس أنّ اسم يسوع معروفٌ في جهنّم، وأنّ بولس هو سفير الرّبّ الحيّ، وقع خوف على كلّ المفكّرين، وفكّروا في حالتهم وحالة أنفسهم، وتأكّدوا مِن إتيان دينونة الله، فتابوا حقّاً، وسجدوا ليسوع طالبين السماح والخلاص. ولم يعظّموا بولس البتة، بل مجّدوا يسوع المسيح الّذي فكّ قيود الخطيئة عن كثيرين في أفسس، وحرّرهم مِن كابوس السحر. وقد أتى هؤلاء النَّاجون مِن السحر، واعترفوا بذنوبهم ومكرهم وأعمالهم الظالمة جهراً أمام الرسول والشيوخ، ليتخلّوا تماماً عن كلّ خبثهم، وليشترك الإخوة الراسخون بصلاتهم للربّ أن يحرّرهم دم المسيح إلى التمام، ويقدّسهم الرّوح القدس تقديساً أبديّاً٠
أيّها الأخ، إنّ المسيح لا يزال حتّى اليوم مُخلِّصاً قادِراً أن يُخلِّصك مِن سلطة الأرواح الشرّيرة، ربّما استشرت عَرّافاً مرّةً، أو اتّكلت على نوع مِن السحر، أو ذهبت إلى شيخ ليرقيك ويشفيك، أو آمنت بخرزة زرقاء أو إحدى وسائل الشرور الموجودة في محيطك. فنطلب إليك باسم المسيح أن تعترف بهذه الخطايا جهراً أمام الله. وإن أمكن أن تصلّي مع خدّام الرّبّ الرَّاسخين، لكي يحرّرك اسم يسوع مِن كلّ أربطة الشيطان. مع العلم أنّ مَن يُقدِّم للشيطان إِصبعه الصَّغير طوعاً، يأخذ الشيّطان مِنه اليدَ والذراع والجسد كلّه، ولكن مَن يتب مِن كلّ قلبه ويلتجئ إلى يسوع يحرّره ابن الله تحريراً كاملاً. فلا تُهمِلْ ساعةَ خلاصك. اليومَ يتحقَّقُ انتصارُ الله فيك إِنْ آمنتَ بيسوع٠
لقد حدثت ضجَّة في جهنّم لمّا أنشئت كنيسة المسيح في أفسس، وهرب أفراد مِن الموت الأزلي إلى الحياة الأبديّة. وإيمان المفديين المشترك وشركة صلواتهم أنزلت قوّة كبيرة مِن المسيح إلى الكلمة المكروز بها، لأن ليس بسحر، ولا بعقول بشريّة، ولا بتقوى ناموسيّة (شريعية) يغلب المسيح ظلام الوثنيين، بل بواسطة كلمة عبيده فقط. ولا يمنحك المسيح اليوم قُوَّةً أُخرى قادرة أن تغلب العالم غير الإنجيل الشَّريف. فاملأ فؤادك بكلمة ربّك، لكي تثبت في شركة المصلّين، فيحرّر المسيح بواسطة خدمتكم المشتركة كثيرين مِن الملبوسين ويثبتهم في ملكوته. وهذه هي الغلبة الّتي تغلب العالم إيماننا٠
الصلاة: نسجد لك أيّها الرّبّ يسوع، القدّوس الأزليّ، المنتصر على الموت والشيطان والخطيئة. اغفر لنا ذنوبنا، وحرّرنا مِن كلّ ارتباط شيطاني، ونجنّا وكلّ الّذين يطلبونك، وثبِّتْنا جميعاً في شركة القديسين. عليك نتّكل، وإيّاك نعظّم. أنت مخلّصنا وناصرنا ومُكمِّلُنا .آمين٠
السؤال: 93. لِمَ عُظِّمَ اسم يسوع وكلمته في أفسس تعظيماً كبيراً؟