Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الرابع خدمات يسوع الأخيرة في أورشليم(متى ٢١: ١-٢٥: ٤٦)٠
ت- الخطاب على جبل الزيتون عن مستقبل العالم (المجموعة السادسة لكلمات يسوع) (٢٤: ١-٢٥: ٤٦)٠
١٥. المسيح هو الديَّان الأزلي (٢٥: ٣١-٣٣)٠
متى ٢٥: ٣١-٣٣
٣١
'وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلائِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. (٣٢) وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، (٣٣) فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ٠
(حز٣٤: ١٧، متى١٣: ٤٩؛ ١٦: ٢٧، رو١٤: ١٠، رؤ٢٠: ١١-١٣)
هل تنتظر مجيء المسيح المخلص والديان؟ لقد دُفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض، وهو جالس عن يمين أبيه، وسيأتي حتماً ببهائه ومجده العظيم ملكاً قاضياً ورباً، فتراه كل العيون، ويدرك كل الناس أنه في المصلوب المرفوض كان مجد محبة الله مستتراً لمَّا فدى العالم على خشبة العار. هكذا نشهد بمجد الله الآب وبمجد الابن أيضاً، الذي ظهر بكونه حَمَل الله الذبيح. هو يدعو كل مؤمن به أن يزيد هذا المجد بواسطة خدمته، فتتحقق فينا أهم طلبة من الصلوات الربانية: «ليتقدس اسمك»٠
يأتي المسيح ثانية كابن الإنسان، وكما أن تلاميذه عرفوه بعد قيامته من بين الأموات بتقاطيعه وحركاته وكلماته وأثر المسامير، هكذا سنعرفه كواحد منا إنسان حق، فنتهلل ونفرح لأنه شفيعنا الأمين ونائب عن كل البشر لدى الله. هو احتمل تجاربنا وغلبها، وفي أمانته انتصر على الشر في جسده، وعلى الموت المرعب، وقد أطفأ غضب الله الملتهب على خطايانا وصالح العالم مع القدوس. من أجل هذه المصالحة، نزل روح أبيه على المواطنين في الصلاة، محققاً فيهم خلاصه المتمم على الصليب. من يرفض هذا الخلاص التام يدين نفسه بنفسه. ومن يرفض نيابته يهلك لأنه يرفض النعمة والغفران المعد للجميع. أما أبوه السّماوي فأعطاه حق الدينونة بأكملها، وسيأتي ابن الإنسان ليدين في الأحياء والأموات ولا مفر من حكمه٠
سوف يجمع المسيح الشعوب أمام كرسيه. وكما أنه فدى الجميع سيدينهم أيضاً. وكما شملت محبته الكل، هكذا ستصبح نفس المحبة مقياساً لجميع الناس، إذ قبلوها وتغيَّروا بها، أو بقوا قاسين في رفض المصالحة. فيحضر أمام ابن الإنسان كل البشرية ليدينهم فرداً فرداً٠
المسيح هو الراعي الصالح الذي وضع نفسه عن الخراف، وهي تتبعه وتعرف صوته. أعطاها الحياة الأبدية فلا تهلك أبداً. ليس أحد يخطفها من يده. فكل من يتبع المسيح المضحّي بحياته، يصبح وديعاً ومتواضعاً أيضاً، باذلاً نفسه بلا تكبُّر، ثابتاً في رعوية محبة الله، وكل من يشبه حمل الله يوقفهم على يمينه٠
إن الأشرار والصالحين يسكنون معاً في مملكة واحدة، في مدينة واحدة، في كنيسة واحدة في عائلة واحدة، دون تمييز الواحد عن الآخر تمييزاً حاسماً. هذه هي ضعفات القديسين، وهذا هو رياء الخطاة. وحادثة واحدة تحدث لكليهما. اما في ذلك اليوم فإنهم يفرزون ويعزلون نهائياً إلى الأبد. إنهم لا يستطيعون تمييز بعضهم من بعض في هذا العالم (١كور٥: ١٠) كذلك لا يستطيع أحد تمييزهم (مت١٣: ٢٩) أما الرب فيعرف الذين هم له، وهو الذي يستطيع تمييزهم٠
إن الذي يقسّي ذهنه ضد محبة المسيح وفدائه يشبه تيساً عنيداً ينطح بقرونه كل الناس، ويمضي في طريقه الخاص غير مصغٍ لصوت راعيه الصالح. فالإنسان بدون المسيح يبقى شريراً، ويزداد شراً على شر، ويثبت في الشرير، فيمتلئ بروح الكذب والانتقام تابعاً أباه الشرير. سيميز المسيح الخراف عن الجداء في بداية دينونته. فأنت من تشبه: حَمَل الله أو تيس الشيطان؟
الصلاة: أيها الرب يسوع المسيح، نسجد لك ونعظمك لأنك تأتي دياناً قاضياً على كل الشعوب. أنت القدوس العادل الممتلئ بالمحبة، كنت إنساناً وتفهم جبلتنا وتجاربنا، غفرت آثامنا بموتك النيابي عن الجميع. أنت مخلّصنا وتحكم علينا من خلال دمك الثمين، فلنا الرجاء اليقين بأنك تحمينا في يوم الدين بقوة برك وحقك. امنح لمحبينا ومبغضينا فرصة التوبة والإيمان قبل مجيئك القريب٠
السؤال ٢٣١: كيف سيظهر ابن الإنسان في يوم الدين؟