Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الرابع خدمات يسوع الأخيرة في أورشليم(متى ٢١: ١-٢٥: ٤٦)٠
ب- الويلات ضد الأتقياء المستكبرين (المجموعة الخامسة لكلمات يسوع) (٢٣: ١-٣٩)٠
١١. استكمال يسوع للويل الثامن (٢٣: ٣٤-٣٦)٠
متى٢٣: ٣٤-٣٦
٣٤
لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، (٣٥) لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. (٣٦) اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!٠
(تك٤: ٨، ٢أخبار٢٤: ٢٠-٢١)
إن صلة الكلام غريبة، قفد قال لهم: "أنتم أولاد الأفاعي، لا ينتظر أن تهربوا من دينونة جهنم"، وكان المنتظر أن يلي هذا القول "لذلك لن يرسل إليكم نبي فيما بعد". على أن هذا لم يحصل، بل بالعكس قال لهم: "ها أنا أرسل إليكم أنبياء"، لأرى إن كنتم أخيراً تتأثرون، وإلا تركتكم بلا عذر لكي يتبرر الله في هلاككم. ولهذا قدمت العبارة بكلمة التعجب هذه "ها أنا". توضح لنا هذه العبارة أن المسيح هو الذي يرسلهم. وهذا دليل على أنه هو الله، إذ له السلطان أن يرسل الأنبياء ويؤهلهم ليكونوا أنبياء. سيرسلهم المسيح كسفراء للإتصال بنا في في أمر نفوسنا. بعد قيامته أكد هذه الكلمة حينما قال "أرسلكم" (يو٢٠: ٢١)٠
أنبأ يسوع أنه سيرسل في سلطانه إلى شعب العهد القديم، وبعد موته النيابي عنهم، أنبياء ورسلاً وحكماء وكتبة. وأوضح لمستمعيه مسبقاً أن أعداءه المتدينين والمتمسكين ببرّهم الذاتي سيضطهدوهم ويجلدوهم ويرجموهم، بل سيصلبوهم ويطردوهم من مدينة إلى مدينة، وكل من يريد أن يقرأ تحقيق هذه النبوة من يسوع فليتعمّق في سفر أعمال الرسل، فيرى البغض والحقد النابع من أصوليي هذه الأمة الذين ظنوا أنهم سيخدمون ربهم إذا هاجموا وقتلوا أتباع المسيح (يوحنا١٦: ١-٣)٠
لم يخبرهم المسيح عن أعمالهم الرديئة والنجسة فحسب، بل أخبرهم أيضاً بدينونة الله الساقطة عليهم لأنهم سفكوا دماءً كثيرة في سلسلة خدام الرب المرسلين إليهم بروح التدين، وهذا الدم يصرخ إلى الله (تكوين٤: ١٠، عبرانيين١٢: ٢٤). كما أن نفس القتلى من العهد القديم تنتظر دينونة الله العادلة (رؤ٦: ٩-١١).
نجد في أيامنا أن بعض الكنائس والمؤمنين لا يحيون حياة الدعوة إلى التوبة وتغير الفكر، بل يكتفون بصلاحهم ويرفضون بشدة ومكر سفراء المسيح الذين يحاولون أن يحكو قداستهم المزيفة بفرشاة من حديد من قلوبهم، أي بويلات المسيح ليتوبوا ويتغيروا إلى صورة المسيح الوديع والمتواضع٠
الصلاة: أيها الرب القدوس، نشكرك لأن ابنك تكلّم بصراحة وبحدة للمتمسكين ببرهم الذاتي، وصب عليهم الويلات الثمانية ليتوبوا في آخر لحظة. اغفر لنا كبرياءنا ورياءنا إذا تصرفنا مثلهم وإن لم نتب حقاً ولم نتغيّر إلى قداستك. احفظ كل داع للتوبة والإيمان بالمخلص الوحيد إذا واجه اضطهاد الأصوليين كي لا يتخلى عن بر الصليب ونعمة الخلاص المعد للجميع. نشكرك لأنك حفظتنا في كفارة يسوع وسط دينونتك على مناهضيك وعلى مناهضي ابنك وعلى المحايدين غير المبالين٠
السؤال ٢١٠ : لماذا يرسل المسيح خدامه إلى علماء شعبه؟