Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
ص) إيضاح الوعد بمجيء إيليا (۱۷: ۹-۱۳)٠
متى ۱۷: ۹-۱۳
وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأََمْوَاتِ (۱۰) وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَّوَلاً؟ (۱۱) فَأَجَابَ يَسُوعُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَّوَلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. (۱۲) وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ (۱۳) حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ٠
(متى۱۱: ۱٤؛ ۱٤: ۹-۱۰؛ ۱٦: ۲۰، لو۱: ۱۷)
لما نزل التلاميذ من جبل حرمون إلى وادي الأردن، رجعت أفكارهم ببطء إلى الحقيقة الملموسة، وابتدأت عقولهم تشتغل وتتحرك٠
أمر يسوع تلاميذه الثلاثة ألاَّ يتكلّموا بكلمة واحدة عما شاهدوه من مجده حتى يقوم من بين الأموات، فيرى الجميع حقيقته الروحية. لكن التلاميذ كأنهم مخدرون، لم يفهموا بالضبط كلمات المسيح عن القيامة، وفهموا أنه يمنعهم عن التكلم عن الأعجوبة، فصمتوا أمام التلاميذ الآخرين حسب إرادة ربهم. إنما قيامة يسوع لم يدركوها، لأن الروح القدس لم يكن قد حلّ فيهم بعد. سمع التلاميذ من الكتبة أن إيليا سيظهر فيما بعد وهو متعلق بمجيء المسيح، فاعتقدوا أن يسوع سيقيم عندئذ مملكته وينزل ناراً من السماء كما عمل إيليا سابقاً، وينتصر مثل نبي الكرمل عندما أباد الكهنة الكذبة٠
أما يسوع فأزال كل رجاء سياسي في تلاميذه من بدايته، وأوضح لهم أن يوحنا المعمدان كرز بروح إيليا الموعود، ومهَّد الطريق للمسيح بندائه للتوبة، وليس بتدريب عسكري لأتباعه في البرية. وأخيراً مات هذا الصارخ في البرية بريئاً على يد الطاغية هيرودس٠
وتعميقاً لهذا المبدأ أعلن يسوع أنه سيلقى موتا مشابها، متروكاً من الناس، مظلوماً من الرؤساء، ومحكوماً عليه من الله لأجل خطايانا. فلم يشجع يسوع تلاميذه بنهضة سياسية أو تقدم اقتصادي، بل أنبأهم بانكسار وفشل أكيد لكل آمالهم الدنيوية٠
كان ليسوع الحق أن يتكلم بهذا التطرف والخشونة، لأنه أُظهر لنخبة من تلاميذه فتأكدوا من بهائه وكلماته وقداسته، وقد رأوا الحياة الجديدة المقبلة إلى دنيانا. فليس موت يسوع هو النهاية بل قيامته تشركنا في حياة الله. فهل مازالت الأهداف الدنيوية والآمال الفانية تعشعش في قلبك؟ أو هل اتجهت نحو حياة الله المعلنة في المؤمنين عند مجيء المسيح المخلص؟ اطلب منه مصلياً، لكي يرتب حياتك ويملأك بروحه القدوس فتثبت إلى الأبد٠
الصلاة: يا ابن الله القدوس، نعظمك لأنك مُتَّ بغضب الله عوضاً عنَّا ورفعت خطايانا، ونشكرك لأنك تأتي بحياة الآب إلينا. لن تموت حياتك، فأنت القدوس. وإيماننا يوحّدنا بك وقوتك تجري فينا. أنت الثابت في قلوبنا. احفظنا في ساعة موتنا، لنحيا فيك يا من مُتَّ لأجل خطايانا، وغفرت آثامنا، فأنت رجاؤنا وخلاصنا الأكيد٠
السؤال ۱٦۰ : ماهي علاقة يوحنا المعمدان بالنبي إيليا؟