Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
ذ) يسوع يهاجم التعصب والسطحيَّة( ۱٦: ۱-۱۲)٠
متى ١٦: ١-٤
١
وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ. (۲) فَأَجَابَ: إِذَا كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ لأََنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. (۳) وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأََنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأََزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! (٤) جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى٠
(متى۱۱: ٤؛ ۱۲: ۳۸-٤۰، مر۸: ۱۱و۱۲، لو۱۲: ۳٤-۳٦)٠
هنا نرى حديث المسيح مع الفريسيين والصدوقيين، وقد كانوا على خلاف بين أنفسهم كما يتضح من (أعمال ۲۳: ۷و۸)، ومع ذلك اتحدوا في مقاومتهم للمسيح، لأن تعاليمه هدمت هرطقات الصدوقيين الذين أنكروا وجود الأرواح والحياة العتيدة، كما هدمت أيضاً كبرياء وطغيان ورياء الفريسيين الذين فرضوا تقاليد الشيوخ فرضاً. فترك الفريقان المتخاصمان، الفريسيون والصدوقيون خصامهم جانباً، وتحالفا معاً ضد المسيح والمسيحية٠
كان الأولون متدينين متحمسين لحفظ الشريعة، والآخرون حياديين عصريين، لا يؤمنون بالآخرة ولا بتدخّل قُوى روحية من خارج دنيانا في مسيرة الحياة. أما المتدينون فاعتقدوا بحقيقة الأرواح وإمكانية الرؤى والقيامة من بين الأموات٠
حاصر الجمع يسوع ليجربوه، إذا كان يستطيع أن يثبت نفسه مسيحاً وملكاً بمعجزة. فلم يكتفوا بعجائب الشفاء التي أجراها، كإخراج الشياطين وإقامة الموتى، بل تمنّوا أن يُنزل ناراً من السماء على رؤوس الرومان ليهلكهم، أو يوقف الشمس علامة لإرساله من الله. لأن الناس لا يريدون الإيمان المبني على التوبة، بل على الدلائل الملموسة في المجال السياسي والإقتصادي ليتخلّصوا من مطالب الإيمان٠
لم يقبل المسيح أن يفرض عليه أحد من الناس اي أمر، او يجربه بطريقة ما. وسرعان ماكشف سوء النية المبيتة ضده. لذلك بين لهم أنهم اذكياء مدركون أنظمة الطبيعة، وأنهم لو أرادوا إدراك نفسه، لفسّروا أعماله وقدرته ورحمته ولطفه وعفته. عندئذ يعرفون بسهولة من هو المسيح، وما ينتج منه وكيف سينتشر ملكوته. لكنهم لم يريدوا إدراك الآيات الروحية للعهد الجديد. لقد تعاموا عن أعمال المسيح الرحيمة، رغم أن السماء ممتلئة بمحبة الله. كذلك لم يعملوا بإرشاد الروح القدس، بل طلبوا مملكة سيلسية مبنية على أسلحة تنزل على دنيانا كمطر الشتاء. لكنهم لم يطلبوا ملكوت الله بلطف وتسامح وغفران. لهذا السبب سمَّاهم المسيح بالكلمة القاسية «جيلاً شريراً فاسقاً»٠
هنالك أشخاص كثيرون أذكياء جداً في الأمور الأخرى، ومع ذلك لا يستطيعون بل لا يريدون أن يعرفوا يوم الفرص المواتية لهم، ولا يحفلون بالريح لما تكون في مصلحتهم، وهكذا تفلت الفرص من بين أيديهم٠
فسَّر يسوع بهذه العبارة جوهر البشر كله. ورغم غلاظة القلوب، فقد أعطى الاب السماوي المحب للبشر العصاة آية فريدة ينبغي أن ندرك بواسطتها جلال المسيح، لأنه كما لفظ الحوت يونان من فمه بعد العاصفة لخلاص كثيرين، هكذا ابتلع جوف الموت يسوع بعد عاصفة آلامه على الصليب. لكن الله أجبر الموت أن يسلّمه، ليعطي حياة أبدية للخطاة المتبررين. هذه هي الآية العظمى والوحيدة في تاريخ البشر، وستكون الفاصلة في الدينونة الأخيرة٠
الصلاة: أيها الرب يسوع المسيح، أنت آية الله في سلوكك وكلامك، في معجزاتك وفي قيامتك من بين الأموات، وهي دليل العصمة لحياتك الأبدية وهيبتك السرمدية وانتصارك على الموت والشيطان. نشكرك ونتهلل لأجل انتصارك ونستمد منك، وأنت حي، الحق والقوة لنشترك في حياتك الأبدية٠
السؤال ۱٤۹: لماذا تكون قيامة المسيح العظمى الدليل البارز لألوهيته؟