Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. أساليب نشر ملكوت السموات (المجموعة الثانية لكلمات المسيح ) (١٠: ٥- ١١: ١)٠
ت) التشجيع وسط الضيق (١٠: ٢٦-٣٣)٠
متى ١٠: ٢٩-٣١
٢٩
أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. (٣٠) وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. (٣١) فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ
(متى٦: ٢٦، أعمال٢٧: ٣٤)٠
أبونا السماوي هو القدير الضابط الكل. إنه يعرف كل عصفور ويهتم به. لايسقط أحد أو يُباع بدون معرفته. شعرنا على رؤوسنا محصى بدقة. إنك لا تعرف كم شعرة على رأسك، لكن أباك السماوي يعلم هذا. هو خلقها. فلا نموت مصادفة، ولا نتألم عبثاً، بل إرادة أبينا المُحب تخيّم على حياتنا. هو يعرفك ويراك ويرشدك ويحيطك من كل الجهات. فالإيمان بأبيك يمنعك من مخافة الناس، فلا يستطيعون أن يعاملوك إلا بما يسمح به. وأبوك هو أعظم الكل. انظر إليه وليس لأعدائك. أبصر من ورائهم وجهه اللطيف٠
إن كان الله يحصي شعور رؤوسنا، فبالأولى جداً يحصي رؤوسنا، ويعتني بحياتنا، وراحتنا ونفوسنا. هذه تتضمن أن الله يعتني بنا أكثر من عنايتنا بأنفسنا. إن الذين يحرصون على إحصاء أموالهم وبضائعهم ومواشيهم، لا يفكرون في إحصاء شعور رؤوسهم. اما الله فيحصي شعور رؤوس شعبه "وشعرة من رؤوسهم لا تهلك" (لو٢١: ١٨). لا يلحقهم أدنى أذى إلا بإذنه، فالقديسون لهم قيمة عظيمة في نظر الله، وحياتهم ثمينة جداً لديه، وموتهم عزيز عنده٠
لا تخف من القضاء والقدر، لأن مَنْ قدَّرك هو أبوك السماوي الذي يريد أن يرفعك إلى مستواه الخاص، فخيَّرك إلى الأفضل في المسيح ٠
الصلاة: أيها الأب السماوي، نشكرك لأنك أنت القدير والعالم، العليم بكل شيء، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. فلا نخاف أو نرهب من القضاء والقدر، بل نشكرك لأنك أبونا الذي يهتم بنا ويعرف عدد الشعر الذي في رؤوسنا. قوِّ إيماننا حتى نخدمك على الدوام وبكل إخلاص سواء قولاً أو عملاً أو فكراً. امنح لأصدقائنا وأقربائنا هذه البصيرة الروحية أن يعرفوك بأنك أبوهم القدير المحب٠
السؤال ١٠٧ : ماذا يعني القضاء والقدر في المسيحية؟