Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
١- الموعظة على الجبل عن دستور ملكوت السماوات٠
(المجموعة الأولى لكلمات يسوع)١١
٢. مسؤولياتنا اتجاه الناس (٦: ١- ١٨)٠
ت) الصلاة الربَّانية (٦: ٩- ١٣)٠
متى ٦: ١٣
١٣
لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُّوَةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ..
(١أخبار ٢٩: ١١-١٣)٠
إن تعظيم الآب في مجرى الصلاة الربانية هو جواب الكنيسة وشكرها وسجودها له ٠
يعترف المسيحيون أن أبانا السماوي هو مالك العالم، لأنه خلقه. هو حي ويملك من الأزل إلى الأبد. وحقه ثابت في كل الشعوب. حتى ولو لم تعترف بحقه٠
إن الرأسمالية والإشتراكية اغترتا كثيراً، فالأملاك والمعادن والصحة لا يملكها لا الفرد ولا الشعب بل هي ملك لله وحده. لذلك لا نسجد لإله المال، بل نقدم مالنا ووقتنا لأبينا السماوي ولا نتعلق بشيء فانٍ، إنما نتعلق بالأبدي الذي لا يزول ٠ إن الله قوي قوة بلا حدود. وكما أن الشمس ترسل أشعتها ليلاً نهاراً إلى الفضاء، ولا تقلّ قوتها النووية، هكذا يُشرق الله بمحبته على كل الناس ليجذبهم ويخلّصهم ويحفظهم، حتى إذا لم يريدوا. فقوة الله أعظم من إدراكنا.نشعر أحياناً بهولها إذا زلزلت الأرض أو قصف الرعد وكل القنابل الهيدروجينية معا لا تُشكل أي شيء مقابل عظمة قدرة ضابط الكل. هل تؤمن بعمله وحكمته وحضوره معنا، وبأنه يريد خلاصك؟ إن القدير هو أبوك. فإلى متى أنت غافل عن إكرامه ومحبته؟٠
الله مجيد، لا يستطيع أحد على رؤيته لأننا فانون. فالإنسان الطبيعي لا يستطيع الدخول إلى ملكوت الله، بل يحتاج إلى خلق جديد وولادة روحية، وقيامة مع المسيح. بدون الولادة بكلمة الله و قوة الروح القدس لا يمكننا أن نرى مجد الله. لكن المولود جديداً من عنصر الآب السماوي سيكون مجيداً كالشمس. ليس ذلك من ذاته، بل بسبب قربه من الله المجيد، فيدرك أن لب المجد هو المحبة المقدسة، التي تبغي تغييرنا إلى صورة الله لنكون مجيدين كما هو مجيد. فليس المجد هو هدف الخلاص بل تغييرنا إلى سبب المجد ومصدره ألا وهو المحبة٠
علمنا المسيح أن الله محبة في هيئة الآب، وأعطانا بهذه الصلاة الشهيرة كنزاً ثميناً أعظم مما تُدرك العقول، فهذه الصلاة في الحقيقة هي الصلاة الأبوية لأنها مرتكزة على شخص الآب لتمجيده وتقديس اسمه الأبوي. فهدف إعلان يسوع هو أن نعرف الآب ونكون أولاده ونكرمه بثقتنا ونتوق لمجيء ملكوته على الأرض ٠
السؤال ٧١: كيف نعظم الله الآب؟
خُلاصة الصَّلاة الرَّبانية
إذا تعمقت في أهم صلاة في الكتاب المقدس، وحفظت كلماتها عن ظهر قلب، وصليتها من صميم فؤادك، تكون قد اقتربت من أبيك الذي يهتم بك ولن يتخلى عنك. ماذا فهمت وأدركت من هذه الصلاة النموذجية؟ هل أصبح الله القدير أباك السماوي في حياتك وإدراكك؟ هل تتكلم معه شخصياً؟ هل أصبحت من أولاده الأحباء؟ أم لا تزال بعيداً عنه؟ هل تشكر اسم الآب بإيمان ثابت وثقة مشكورة؟
لم يعلن لنا المسيح أن الله هو الخالق العظيم، ضابط الكل والديان الأزلي. لم يعلمنا أن نصلي إلى رب العهد أو إلى السيد المتعالي، بل أرشدنا إلى أبيه الخاص، وأشركنا في حقوقه، وأهلنا لنصبح أعضاء في أسرته السرمدية. فلأجل كفارة يسوع المسيح صار لنا إمتياز أن ندعو الله أبانا. لإن المسيح قرّبنا منه وثبتنا فيه وأوصانا أن نُقدس اسم الآب ونقبله محوراً لأفكارنا وآمالنا وأن يكون هو جوهر حضارتنا٠
أما الروح القدس فيصرخ في داخلنا "يا أبا الآب، ويشهد لأرواحنا أننا أولاد الله". فإذا تبنّانا الآب السماوي لأجل كفارة ابنه نكون قد وُلدنا ثانية بالروح القدس ليتمركز فينا ويجعلنا أهلا لأبوته ويكلفنا أن نخدمه لكي يأتي ملكوته ويقدسنا في محبته الطاهرة. فنحن الذين اختارنا قبل تأسيس العالم في المسيح نتشوق لرؤيته ونبقى معه في كل حين. إنه يحب كل واحد من خاصته ويشتاق إليه. هل تحبه أنت أيضاً وتشكره وتعمل على تمجيده؟ إن من يكتشف عمق الصلاة الربانية يدرك خُلاصة الإنجيل بأكمله. نحن لا نؤمن بإله عظيم مخيف وغير مدرك، بل بأب قريب محب، ارتبط بنا في العهد الجديد وإلى الأبد٠