Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 076 (The Immense Number of Those Called out From the Nations)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٣ - كنيسة المسيح و اعلان الاحكام (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٧: ١-٩: ٢١)٠- الذين نودي عليهم للخروج من اسرائيل واعداد لا تحصى من الامم

الجزء ١.٣ - كنيسة الله وحمله من بَنِي يَعْقُوْبَ ومن الأمم (رؤيا يو حنا ٧: ١- ١٧)٠

٣ - جمعُ المختارين من الأمم أمام عرش الله وحَمله ( ٧: ٩- ١٧)٠


جمهور الشهداء الذي لا يُعَدّ (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٧: ١٣- ١٧)٠
رؤيا يو حنا ٧: ١- ١٧

١٣ وَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ قَائِلاً لِي هَؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ مَنْ هُمْ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا. ١٤ فَقُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَعْلَمُ. فَقَالَ لِي هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الحمل. ١٥ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ وَيَخْدِمُونَهُ نَهَاراً وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ وَالجَالِس عَلَى العَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. ١٦ لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ ١٧ لأَِنَّ الحمل الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ

وقف الناظر على عتبة السماء حيث يتردَّد صدى ترانيم الظَفَر مِن أفواه أجواق الملائكة، وانحبست أنفاسه أمام هذا العدد الغفير الذي لا يُحصَى من شهود الحَمل الواقفين أمام العرش. ربّما تساءَل: مَن هؤلاء كلهم؟ مِن أين يأتون؟ ولعله أيقن أنَّ هؤلاء الضعفاء الصغار البسطاء وغير المتعلمين الذين لا يُؤبَه بهم كانوا المنتصرين الحقيقيين (الأَصْحَاح ٢: ٩ و ٢٤- ٢٩، ٣: ٨ و ٢١، ١ كُورنْثوْس ١: ١٨ – ٣١) كما أكَّد يَسُوْع مرات عديدة: "كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ" (متى ١٩: ٣٠، ٢٠: ١٦، مرقس ١٠: ٣١، لوقا ١٣: ٣٠). صمت يوحنَّا وفي قلبه الكثير مِن الأسئلة، ونظر متوتِّراً إلى عرش الله متأثِّراً جدَّاً بالحقِّ السَّماوي٠

فتحنَّن أحد الشيوخ من حلقة الأربعة والعشرين بطريركاً على الشَّيخ الصَّامت، ولعله آدم أبو البشرية، أو بولس رسول الأمم، فنطق بالسُّؤال نفسه الذي تحرّك في قلب يوحنَّا: مَنْ هم هؤلاء الذين في الثياب البيض؟ ساعده على أن يعي أفكاره، وشجعه على أن يشكو حزنه إليه. ولكنَّ يوحنا لم يجرؤ على التعيين لأنَّ منظر الجمع الغفير من الشهود كان عظيماً وجديداً يعجز أيُّ إنسانٍ عن أن يحكمه. لهذا السبب أرجع الناظر السؤال إلى الشَّيخ وتوسَّل إليه جواباً روحياً معمولاً به عند الله. وقد واجهه يوحنا المضطرب من عظمة الشيخ باسم الجلالة "ربي". أمَّا الشيخ فلم يعالج تلعثم يوحنا المضطرب، بل أنار له سِرّ جمهور الشهود الغفير٠

الجمهور الكبير أمام عرش الله: ما كان جواب الشيخ بصيغة الماضي في اللغة اليونانية التي تقول: هؤلاء الذين قد أتوا. إنما استخدم باللغة اليونانية صيغة الحاضر التي تدل على المستقبل أيضاً كأنه يقول: إنّ هؤلاء هم الآتونَ الذين قد جاؤوا الذين يأتون الآن وسوف يأتون٠

أرى البطريركُ مِن السماء البطريركَ الدنيوي كنيسة يَسُوْع المَسِيْح المتكاملة كصورة مسبقة معزّية ليوحنا كي لا يتشاءم من حالة كنيسته الواقعية (رؤيا يوحنا الأَصْحَاح ٢- ٣) ولا ييأس من الضيقات المتدحرجة في آسيا الصغرى التي حلَّت بكنائسه الناقصة والضعيفة بالاضطهاد والخيانة والتعذيب والموت٠

أكَّد الشيخ ليوحنا بفعل بسيط: هم يأتون! هم يخترقون! يتفوَّقون وينتصرون في الانكسار، كما اختبر ربُّهم هذا في انتصاره الأعظم عندما مات في تخلي الله عنه، وفي جمود جسده المصلوب. أراد الشيخ أن يعزّي الرسول المنفي: لا تخف! قد استجاب الرب صلواتك. إذاً ليست خسارة كبرى أن يموت بعض أعضاء الكنائس في آسيا الصغرى في الاضطهاد الآتي إلى العالم الأبدي. إنَّ قبولهم في قاعة عرش الله هو موضوع إعلان الشيخ المعزّي لنا جميعاً٠

ضيق نهاية الزَّمان: يأتي هذا العدد الذي لا يُحصَى مِن المضطهَدين مِن الضيق العظيم الذي عرفه دانيال مسبقاً (دانيال ١٢: ١) والذي أثبته يَسُوْع في متى ٢٤: ٢١. ربَّما قصد الربّ في إشارته إلى الضيق سكان أُوْرشَلِيْم وإِسْرَائِيْل بعد صعوده إلى السماء والذي سيتكرر في الأَيَّام الأخيرة (متى ٢٤: ١٥- ٢٨)٠

تقصد كلمة يَسُوْع الأخرى عن الضيق العظيم في رُؤْيَا يُوْحَنَّا ( ٢: ٢٢) دينونته لامرأةٍ أقدمَت على الاتِّصال بالأرواح٠

وتشير تحذيرات يَسُوْع في متى ٢٤: ٩- ١٤ ورُؤْيَا يُوْحَنَّا ٣: ١٠ إلى تجربة جميع الناس في العالم. حذَّر الرسول بولس بإلحاحٍ في ٢ تَسَالُوْنِيْكِي ٢: ٣- ١٢ مِن السقوط العظيم من الله ومَسِيْحه مُوّضِّحاً سلطة ابن الشرير كسبب لذلك٠

يتواصل الصِّراع بين الله والشيطان، بين المَسِيْح والمَسِيْح الدَّجَّال، بين الرُّوْح القدُس والروح النجس عبر جميع الأجيال في أرضنا. وستنجذب كلّ كنيسة إلى هذا التوتر. سيفرِّق المَسِيْحِيّون من أصل يهودي بين الناموس والإِنْجِيْل في الأَيَّام الأخيرة. وسينفجر بغض الدَّاعين إلى التَّسامح بين الأديان ومزجها في دين واحد، وكذلك غيظ المتمسكين بالشَّرِيْعَة بكلِّ قسوة وعُنف وسخرية وتجديفٍ على جميع الذين يسمون يَسُوْع المَسِيْح الطريق الوحيد والحق الأبدي وينبوع الحياة٠

لقد وُجدَت الاضطهادات والضِّيقات دَائِماً في تاريخ الكنيسة. لا نستطيع أن نستقصي الآلام التي ذاقها المسيحيُّون عبر التَّاريخ سواء تحت حكم القياصرة الرُّوْمَانِ بعد زحف الإسلام، أو في الحروب الصَّلِيْبية، أو عواصف المغول، أو حكم الأتراك، أو تجارة العبيد، أو في الحربين العالميتين تحت حكم البلشفيك، أو في حكومات الطُّغاة جميعاً. ولا يستطيع إنسانٌ أن يحتمل هذه الآلام كلَّها غير يَسُوْع الذي ضُغط عليه وسُحِق من خطيئة العالم٠

ولكن الكتاب المقدَّس يحذرنا من قدوم الشرّ المتجسّد والشخصي في الأَيَّام الأخيرة، قبل مجيء يَسُوْع الثانِي. فحكم حَمَل اللهِ يجبر الشِّريرَ على الظُّهور. والآلام التي يسبّبها لأتباع يَسُوْع لا يقدر أحد أن يفكر بها. ولكن أعماله الوحشيّة هي علامة ضعفه، لأنه كرئيس هذا العالم المهزوم لا يملك حججاً بعد سوى الكذب والعنف (رؤيا يوحنا ١٢: ٣١، ١٤: ٣٠، ١٦: ١١)٠

أسلم لوثر الرُّوح بعدما رنَّم: سلطته الكبيرة وحيلته الواسعة وتجهيزاته المريعة٠

ولكن يَسُوْع يرسل خرافه وسط الذئاب (متى ١٠: ١٦). وكما انتصر هو بنفسه كحَمل على الشرير يقدرون هم أيضاً بروح الحمل أن يغلبوا الشرير. فبقاؤهم في المحبَّة هو سِرّ سلطانهم وبركتهم وسلامهم٠

التبرير بالنعمة وحدها: لا يقدّم الشيخ قدّيسي الأَيَّام الأخيرة كأبطال معصومين عن الخطأ أو كمنتصرين على أساس أعمالهم الخاصة. قال يَسُوْع: "عندما يكثر الظلم "تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ" (متى ٢٤: ١٢- ١٤). لم يقف المنتصرون في قاعة عرش الله هناك لأنهم أكملوا سيرتهم دون لوم وخطأ. وإنَّما غسلوا ثيابهم بدم الحمل. لم يستشهدوا ببرّهم الذاتي ومجدهم وقداستهم لأنَّ ذبيحة حَمَل اللهِ هي مجدهم الوحيد. آمنوا واختبروا أنَّ "دَمَ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيّئةٍ" (عِبْرَانِيِّيْنَ ١٢: ١- ٢، يوحنا ١: ٧- ١٠)٠

بما أنَّ بِرَّ وطهارة جمهور الشهداء الكبير يعودان إلى كفارة حَمَل اللهِ وحدها، يعترف كلّ واحد منهم بخطاياه الخاصة، وعدم استحقاقه وذنْبه. ليس أحد منهم صالحاً وبارّاً وقديساً في ذاته (مرقس ١٠: ١٨، رومية ٣: ٢٣- ٢٤)، بل الربّ وحده هو برّهم (إِرْمِيَا ٢٣: ٦). انكسر فخرهم من زمان طويل وأصبح مجدهم كثوب قذر. كلّ ما يعترف به المَسِيْحِيّون في قانون الإيمان الجزء الثانِي هو أساس وقاعدة حياتهم الروحية، فيرنمون قائلين: "ليس عندي شيء يناسبك إنما أنت الكل في الكل"٠

يتّضح بواسطة هذا إقرار المضطهَدين والمتضايقين أنَّ لا أحد مِمَّن يُنكرون ابن الله وحقيقة صلبه يقف بين جمهور الشهود أمام عرش الله. لماذا؟ لأنَّ هؤلاء المنكرين يحاولون أن ينالوا برَّهم الخاصّ بواسطة حفظهم شرائعهم٠

لا يصبح أحد مبرَّراً بحفظه الشَّرِيْعَة (رومية ٣: ٢٠، غَلاَطِيَّة ٢: ١٦، أَفَسُس ٢: ٨و ٩). بدون حَمَل اللهِ لا برّ ولا قداسة أمام الله. ينسحب هذا على جميع أتباع الديانات والعبادات غير المسيحيَّة ومن جملتهم اليهود. إلا أنَّ أفراداً منهم يلبسون ثياب مجد المَسِيْح (إِشَعْيَاء ٦١: ١٠)٠

الصَّلاة: أيُّها الآب القدّوس، نحمدك، لأنّ القدّيسين الَّذين مرّوا في الضيق العظيم، وتألّموا كثيراً، ما عاشوا بدون أخطاء، بل غسلوا أنفسهم وثيابهم بدم حملك. فلا تبرير بأعمال صالحة، إلاَّ بدم ابنك يسوع. ودمه الطاهر القدّوس يؤهلنا أن نصبح أولادك المحفوظين، حتَّى في الضيقات العظيمة٠

السؤال : ٧٦. كيف غسل القدّيسون ثيابهم وقلوبهم بعدما مرّوا في الضيق العظيم؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on October 15, 2012, at 08:37 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)