Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 0624 (The Fourth Seal)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠

الجزء ٣.٢ حَمَل اللهِ يفتح الختوم السَّبْعة (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ١- ١٧)٠

٤- الجالس على الفرس الأخضر (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٦: ٧- ٨)٠


لماذا ينال الموت سلطاناً عظيماً كهذا؟ ولماذا يسمح حَمَل اللهِ بفناء شامل كهذا؟

لا ننس أن ليس الحمل هو من يسبب الكوارث أو يرسلها أو ينفِّذها، بل إن عدم الإيمان، ورفض الحمل ومصالحته التامة، والمقاومة، والبغضاء، والتجديف، قد بلغت حدّاً لم يعد يمكن يَسُوْع معه أن يحمي الجميع أو أن ينقذهم؛ فهو مضطر أن يسمح للناس أن يدمروا بعضهم بعضاً ويحصدوا ثمار شهوتهم (رومية ١: ١٨- ٣٢). يشتد بغض الأصوليين، في مختلف الديانات، وعداؤهم لابن الله المصلوب؛ وتحارب الشيوعية، من جهتها، الله ومَسِيْحه؛ أمَّا روح الثورة في روسيا والصين فلم يمت بعد (مزمور ٢: ١- ٣)٠

ليس ما يستصرخ السماء هو عدم الإيمان، ورفض الحمَل من قبل الشعوب والديانات وإسرائيل فحسب، بل أنانية الطبقة الثرية المزدهرة. تُقدِّم الشعوب الغنية القروض للفقراء على سبيل الهبة كصدقة مع كلمات لطيفة وفي الوقت نفسه تستغل المواد الخام في العالم الثالِث دون وازع من ضمير. يستلقي الأغنياء الذين يقضون إجازاتهم على شواطئ المسلمين والهندوس والبوذيين عراة، ومن ثم يستغربون لماذا يبصق أتباع هذه الديانات أمامهم. أفلام هوليوود مفروضة على جمعيات التلفزيون في العالم كله، حتى إن الأفلام المنافية للأخلاق والحافلة بمشاهد القبلات والعنف تعرض على الشاشات المنزلية في غرف الجلوس٠

أين نقرأ في الصحف شيئا عن غضب الله أو عن المصالحة التي تمَّمها حَمَله؟ يقول مراسلو الأخبار إن الأخبار السارة كالأخبار المزعجة لا تلقَى رواجا. لقد أصبح مجتمعنا بفضل الدعايات والملصقات الإعلانية التي لا تُعد ولا تحصى مجتمعاً فارغاً وسطحياً ومشحوناً بالجنس. وليس مِن شأن لامبالاة العاملين على الناقل الآلي، أو توتر أعصاب المتجولين بسبب العمل، أو غضب السائقين في أزمات السير البالغة عدة كيلومترات أن تؤدي إلى التوبة أو إلى الإيمان٠

جنون جماعي مطبق: لعل ثمة علاقة بين الدَّيْنُوْنَة الكبرى التي تفوق تصور العقل البشري وموت ربع البشرية في الخطايا الشيطانية قبل زمن الطوفان عندما اتَّحدت الأرواح تحت السماء بالإنسان (تكوين ٦: ١- ٦). ليست الحياة على الأرض خالية كما تظهر أحيانا، فعلى الأقل لا توجد في الجو فجوة بلا هواء، ولكن يوجد أناس بدون اتصال بالله أو بالأرواح. يُروى عن لوثر أنَّه قال: "إنَّ الإنسان كالحمار، إمَّا أن يركبه الله أو الشيطان، ولكن يوجد دَائِماً راكبٌ على ظهره"٠

لعل الجالس على الفرس الأبيض هو ضد المَسِيْح الذي يعمل بواسطة روحه في الثقافات والنظريات العالمية والدول ويسمم أناساً كثيرين بأفكاره وقواه وبرامجه، حتى يأتي بهم أخيراً إلى ضلال جماعي: فيعتقد الناس أنهم صالحون وأذكياء وقادرون أن يخلصوا العالم. ولكن حيثما يشير أفراد أو جماعات كهؤلاء إلى الله والحَمل "الباب" تدخل أرواح ضد الله من الباب الخلفي. إن غضب الله على الجنون الجماعي للجماهير ومضلليهم أكبر من معرفتنا. من لا يقدِّس الآب ويمجده كل حين كالحَمل، بل يثق بالناس والأحزاب أو يعبد المال، يصبح عدو الله، وكما يقول المثل: "إنَّ طاحونة الله تطحن رويدا رويدا، ولكنها تطحن ناعما ناعما" فالله يمهل ولا يهمل٠

ينتظر حَمَل اللهِ منَّا أن نتوب: يسمح يَسُوْع للموت، بواسطة حارس العرش الرَّابِع، أن يفتقد مجتمعاً شيطانياً لكي يفنيه بواسطة الكارثة العظمى التي تفوق كل تصوُّر بشري والتي يموت فيها ربع البشر؛ وعِنْدَئِذٍ تتوصل البقية الباقية إلى التفكير في تغيير رأيها والخضوع لله وحمَله والتغير إلى صورة الحمل. ليست الدَّيْنُوْنَة الكبرى دينونة الهلاك، فهي تتيح فرصة للتَّوبة والإيمان. ولكن مَن يسمع صوت الله في دينونته؟ مَن يرجع ويتوب توبة تغير حياته؟

أعلن ملاك الرب ليوحنا أنَّ الموت بالجملة والقتل بأسواط الله المختلفة (من حروب ومجاعات وأوبئة ووحوش برية" سَيَحلاَّن بالبشر كما سبق وأعلن النبي حزقيال بوضوح مخيف (حزقيال ٦: ١١- ١٣؛ ٧: ١٤- ١٥؛ ٣٣: ٢٧)٠

الحروب المدمِّرة: هي سوط الله الأول: ليست الحرب آخر وسيلة للسياسة فحسب، بل تعني في الوقت نفسه دينونة الله. فالحروب لا تدمِّر البيوت والأراضي والحضارات فحسب، بل أخلاق المحاربين أوَّلاً. ليس من السهل أن يقتل الناس؛ ولكن بوجود الأسلحة النووية والبيولوجيّة والكيميائية أصبح فناء الكون اليوم معقولا. أعلنت القنبلة الذرية على هيروشيما عام ١٩٤٥ ثورة نتائجها الكاملة غير منظورة. وضعت القنبلة الهيدروجينية المتطورة والقنبلة النيوترونية وقنبلة الكوبلت في أيدي الناس قوة للدمار لا تهلك ربع البشرية فحسب، بل تقدر أن تمحو الجنس البشري كله مع النباتات والحيوانات كلها في أرضنا مرات عديدة. إننا نقف في وسط عصر نهاية الزمن٠

أسلحة غازيَّة حديثة: إستُخدِمَت في الحرب العالمية الأولى قنابل غاز مدفعية بالجملة، وخَلَّفَ تأثيرها خوفاً عميقاً لدى قوى التكنولوجيا، حتى إنَّ الجميع ارتعبوا من السلاح القبيح: الغازات السامة. استخدم جمال عبد الناصر الغازات السامة في شمال اليمن، واستخدمها نظيره صدام حسين ضد جيوش إيران الزاحفة وضد الثوار الأكراد، ومع أن الأخير استطاع أن يُخضع الخميني بها، لكنه لم يجرؤ على استخدامها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في حرب "عاصفة الصحراء" عام ١٩٩١. بحث مفتشو الأمم المتحدة طويلاً عن معامل ومخازن تحت الأرض ولكن دون جدوى. وفي ليبيا أيضاً لم يكن للصواريخ الأمريكية أي تأثير فعَّال في وقف معامل الغازات السامة تحت الأرض أو تدميرها. أمَّا الحكام المستبدون المتعطشون للدماء فيبتسمون ويترقبون٠

أسلحة بيولوجيَّة: طوَّر أخصائيون مِن الحلفاء في الحرب العالمية الثانِية، على جزيرة مهجورة في اسكتلنده، أسلحة بيولوجية يمكنها بمساعدة البكتيريا القاتلة أن تدمّر مناطق صناعية شاسعة كمنطقة الرور (١) أو مثلث الراين (٢) أو شتوتجارت (٣). بَيْدَ أَنَّ هذه الأسلحة البيولوجية التي تُرمى مِن الطائرات بصفائح تنفتح تلقائياً لم تستعمل. وأنتج الاتحاد السوفياتي أيضاً مستودعاً كاملاً من الأسلحة البيولوجية التي محت، نتيجة لسوء استعمالها وتخزينها، أراض واسعة في أواسط أسيا من السكان.

لقد كان هتلر بوجهه الشاحب كالأموات، وبكلامه الفاتر المجرَّد مِن الإحساس عن إمكانية إبادة شعوب بكاملها، وبجرائمه الوحشية ضد اليهود، البداية فقط للكوارث المقبلة٠

الصَّلاة: أيُّها الآب السماوي، نعظّمك و نشكرك، لأنّك حفظت بعضاً مِن خدّامك وسط انفجارات القنابل الممزّقة. فليس حقّ وسلطة للموت على الَّذين في حمايتك. ساعدنا أن نلتجأ فيك وفي ابنك، لنستطيع أن نكمل واجباتنا الرُّوحية، حتَّى في وادي ظلّ الموت٠

السؤال : ٦٤. كيف يهاجمنا الموت بواسطة الحروب الحديثة؟


Ruhr
Rhein
Stuttgart

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on October 12, 2012, at 06:53 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)