Home -- Arabic -- Revelation -- 246 (The Servants of God Will Serve Him and See His Face)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٦.٧ - أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة عروس الخروف (رؤيا ٢١: ٩- ٢٢: ٥)٠
٨- َعَبِيدُ الله سيَخْدِمُونَهُ ويَنْظُرُونَ وَجْهَهُ (رؤيا ٢٢: ٣- ٥)٠
سَيَنْظُرُونَ وَجْهَ اللهِ سينظر عبيد الرَّب وإماؤه الذين يخدمون ككهنةٍ وجهه، وجه الآب والابن المتشابهين تماماً (يُوْحَنَّا ١٤: ٩). لا يوجد في الأبديَّة أصلاً رجالٌ ونساءٌ، كما هو مكتوبٌ: لأَِنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِيْ السَّمَاءِ (متَّى ٢٢: ٣٠)، فالأدقُّ إذاً أن نتحدَّث عن الجنسين كليهما بصيغة المفرد. ينهار حلم الجنَّة في الإسلام كبيتٍ مِن ورق اللَّعب في ضوء هذا التَّأنيب ويتحوَّل إلى كذبةٍ أوحى بها أبو الأكاذيب. إضافةً إلى ذلك، كشفت كلمة الرَّب النِّقاب عن الدَّعوة إلى إعطاء النِّساء مزيداً مِن الحقوق والأعمال تحت ستار المساواة بين الجنسين وأظهرَت أنَّها تعليمٌ فاسقٌ٠
إنَّ موضع اهتمام السَّاجدين المتعبِّدين وتركيزهم ليس أنفسهم، وهم لا يلتفتون حولهم، بل ينظرون وجه أبيهم. طوبى للذي يسجد أمام وجه الجودة الإلهيَّة ويتمتم كالابن الضَّال: أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا (لوقا ١٥: ٢١). لا يحتاج مَن اعترف اليوم بخطاياه على هذا النَّحو، وأقام فيه روح التَّوبة، إلى ترديد هذه الكلمات في الأبديَّة؛ فسوف يختبر أنَّ الآب سيُغطِّيه برداء البر ويأخذه إلى وليمة القدِّيسين المبرَّرين (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)٠
إنَّ للعبارة "سينظرون وجهي" معنى خاصّاً عند اليهود واليهود المَسِيْحيِّين. نقرأ أكثر مِن خمسين مرَّة عن وجه الرَّب في أسفار العَهْد القَدِيْم (تكوين ٣: ٨؛ ٣٢: ٣١؛ خروج ٣٣: ١١، ١٤، ٢٠، ٢٣؛ ٢ صَمُوْئِيْل ٢١: ١؛ ٢ أخبار الأيَّام ٣٠: ٩؛ مَزَامِيْر ١١: ٧: ١١؛ ٤٢: ٣؛ ٥١: ١٣؛ ٩٠: ٨؛ ٩٥: ٢؛ ١٣٩: ٧؛ ١٤٠: ١٤؛ إِشَعْيَاء ٥٠: ٦؛ ٥٤؛ ٨؛ حزقيال ٣٩: ٢٩؛ وآيات أخرى). صلَّوا قبلنا بزمنٍ طويلٍ، متَّكلين على الله، أدعية هرون ورجوا تحقُّقها: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَماً. (عدد ٦: ٢٤- ٢٦)٠
حين جاء المَسِيْح إلى عالمنا أصبح وجه الله المحجوب منظوراً. هل تريد أن تعرف كيف يبدو الله؟ تعرَّف إذاً إلى يَسُوْع كما هو معلَنٌ لنا في العَهْد الجَدِيْد (يُوْحَنَّا ١٤: ٩). على جبل التَّجلي وفي بداية الرُّؤْيَا التي تلقَّاها يُوْحَنَّا أشرق وجه يَسُوْع مثل الشَّمس (متَّى ١٧: ٢؛ رؤيا ١: ١٦). ولكنَّ أعداءه لم يُدركوا المحبَّة القُدْسِيّة في عينيه: حِيْنَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ (متَّى ٢٦: ٢٧). أمَّا يَسُوْع فسأل أباه المغفرة بسبب هذا التَّجديف٠
كتب رسل المَسِيْح عن وجه الله مرَّاتٍ عديدةً، أحياناً بفرحٍ، وأحياناً أخرى بخوفٍ (١ كُوْرِِنْثُوْس ١٣: ١٢؛ ١٤: ٢٥؛ ٢ كُوْرِِنْثُوْس ٣: ٧، ١٣، ١٨؛ ٤: ٦؛ ٢ تَسَالُوْنِيْكِي ١: ٩؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٩: ٢٤: رؤيا ٦: ١٦؛ ٢٠: ١١). بالطَّريقة نفسها كما تقرأ أحياناً في وجه وعيني إنسانٍ موقفه وتفكيره (متَّى ٦: ٢٢- ٢٣)، هكذا وعلى مستوى أعلى يكشف وجه الله رضاه أو غضبه، قداسته ومحبَّته، مجده وأيضاً دينونته. يعني وجه الله داخله، ذاته. ينظر العبيد الخادمون ككهنةٍ والملائكة الحرَّاس كلَّ مرَّةٍ وجه أبي يَسُوْع المَسِيْح فِيْ السَّمَاءِ وفي أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة (متَّى ١٨: ١٠؛ رؤيا ٢٢: ٤) وهكذا يتحوَّلون إلى صورته ومجده (١ يُوْحَنَّا ٣: ٢)٠
هذا هو قصد تاريخ الخلاص. سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ وَيَكُونُ إِلَهًا لَهُمْ وُهُمْ يَكُونُونَ شَعبَهُ وَأَولادَهُ (رؤيا ٢١: ٣، ٧). إنَّ كلَّ مَن يخدم الله بوضعيَّة السُّجود سينظره كما هو. وصف بولس هذا السِّر كما يلي: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيتِ اللهِِ. مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ وَيَسُوْع المَسِيْح نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا مَسْكَنًا لِلَّهِ فِي الرُّوْح (أفسس ٢: ١٩- ٢٢)٠
صلاة: أيها الآب في السماء، إنّ إبنك قال: " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ". نسجد لك، إذ نرى في إبنك محبتك وصبرك وقداستك ورحمتك وتواضعك ووداعتك وحقك وتأناك. ومثله لديك وجها منحنيا وملتفتا إلى المساكين والفقراء والبسطاء والخطاة. وكما إبنك هكذا تعزي الحزانى وتخلصً الضالين وتقدس الذين يأتون إليك - مثلنا. آمين٠
٢٩٦. وصف وجه الله حسب معرفتك وإيمانك!