Home -- Arabic -- Revelation -- 246 (The Servants of God Will Serve Him and See His Face)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٦.٧ - أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة عروس الخروف (رؤيا ٢١: ٩- ٢٢: ٥)٠
٨- َعَبِيدُ الله سيَخْدِمُونَهُ ويَنْظُرُونَ وَجْهَهُ (رؤيا ٢٢: ٣- ٥)٠
َعَبِيدُ الله يخدمون ككهنةٍ ملوكيِّين: الله القدير، خالق السَّماء والأرض، الرَّب العليم الذي يدعم ويحفظ كلَّ شيءٍ يستحسنه، هذا الإله يتبوَّأ العرش في مدينته المقدَّسة على نحوٍ مكشوفٍ وظاهرٍ. وهذا معناه أنَّ بواسطة دم المَسِيْح وروحه القدُّوس قد أُنجزَت خطَّة الخلاص. وعبيد الله سيخدمونه في الواقع بدون قبَّعاتٍ محكمةٍ ونظَّارات شمسيَّة. إنَّهم مقدَّسون بواسطة نعمته ولذلك لن يقتلهم ملء نوره (خروج ٣٣: ٢٠- ٣٢؛ إِشَعْيَاء ٦: ٥). لقد أصبحوا أولاد نوره (أفسس ٥: ٨- ٩)٠
يخدم عبيدُ الله طوعاً وبدافع الشُّكر والامتنان. إنَّهم ليسوا عبيد صلاةٍ أو ديانةٍ كالمسلمين في الإسلام، بل أولاداً أحبَّاء لأبيهم الذي فِيْ السَّمَاءِ (رؤيا ٢١: ٧)، وخدمتهم موافقةٌ لخدمة الكهنة الملوكيِّين أمام عرش الله (خروج ١٩: ٦؛ إِشَعْيَاء ٦١: ٦: ١ بطرس ٢: ٥، ٩؛ رؤيا ١: ٦؛ ٥: ١٠؛ وآيات أخرى). طوبى لمَن عنده لائحة صلاة جاهزة على الطاولة بجانبه ليأتي، في أوقات الأرق والسُّهاد، بأسماء هؤلاء النَّاس وحاجاتهم أمام عرش الله. والأهمُّ مِن ذلك، في بعض الأحيان، أن نتحدَّث إلى الله عن أولادنا نحن، وبخاصَّةٍ إذا لم يرغبوا في سنِّ المراهقة في الإصغاء إلى والديهم. قد يحار كثيرٌ مِن السَّاسة وعلماء الاجتماع لأنَّ قلَّةً قليلةً فقط مِن المؤمنين المصلِّين الكهنوتيين يواصلون الصَّلاة لأجلهم. إذا كنت تشكو مِن قسِّك أو راعي كنيستك فممكنٌ أنَّك أوَّلاً تشكو مِن نفسك لأنَّ راعي الكنيسة يحتاج إلى شفاعةٍ مخلصةٍ. إنَّ مَن يمارس الشَّفاعة لأجل الآخرين والشُّكر والإيمان عوضاً عن الآمحتاجين يُعِدُّ نفسه لخدمة الكهنة المختارين أمام عرش الله٠
لا تقتصر خدمة عبيد الله على الاهتمام الرُّوْحي بالأقارب والأصدقاء، بل ترتكز أيضاً على عبادة الله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ. مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ (متَّى ١٢: ٣٤؛ لوقا ٦: ٤٥). إن أحببتَ الله مِن كلِّ القلب فستشكره وتعبده أيضاً. إنَّ تسابيح الكنائس هنا عَلَى الأَرْضِ هي غالباً موحى بها مِن السَّماء. وأجزاءٌ عديدةٌ مِن ترانيم مارتن لوثر، أو بول جيرهارد، أو جيرهارد تيرستيجن، أو فيليب فريدريك هيلر ليست مِن تأليف إنسانٍ، بل هي مِن وحي الرُّوْح القُدُس. فكم بالحريِّ تُردِّد معرفة الآب والابن في واقعهما المجيد مِن صدى عبادةٍ وفرحٍ وشكر! قد يهزُّنا الابتهاج القوي للأجواق السَّماوية طرباً لتسبيحٍ دائمٍ لله لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ (أفسس ١: ٦، ١٢، ١٤؛ وآيات أخرى)٠
لن يُقدَّم هذا التَّسبيح عَلَى الأَرْضِ الجَدِيْدة إلى الله الآب فقط، بل إلى الخروف أيضاً. يتحدَّث الأصحاح ٢٢: ٣- ٥ عن الله وحمله. أمَّا الضَّمائر التَّابعة فهي في صيغة المفرد، لأنَّ الشَّخصين واحدٌ (يُوْحَنَّا ١٠: ٣٠). لا تقبل أذهاننا أن نخاطب شخصين وكأنهما شخصٌ واحدٌ، ولكن هذا هو بالضَّبط الواقع الرُّوْحي الذي يستنكره كثيرٌ مِن اليهود والمسلمين. مِن الصَّعب على مَن لم يولَد ثانيةً أن يُدرك وحدة الله في ثالوثه (يُوْحَنَّا ١٤: ٨- ١١؛ ١٧: ٢٠- ٢٣؛ ١ يُوْحَنَّا ٢: ٢١- ٢٥؛ ٤: ١- ٦)٠
صلاة: نشكرك أيها الآب السماوي، ونحمد حملك المذبوح لأجل خلاً الخطاة، ونعظم محبتك وقداستك، صبرك وأمنتك. لو لا ألآب والإبن والروح القدس لا نكون شيئا يليق ذكره. إجعل حياتنا حمدا لمجدك ورحمتك، وخلص جميع الذين نصلي لأجلهم، ليمتلئوا بنعمتك ويحمدونك بفرح. آمين.
٢٩٥. لمذا يكون الثلاثة واحد في سرّ اللاهوت الأبدي؟