Home -- Arabic -- Revelation -- 220 (God in the Midst of Men)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٥.٧ - عالم الله الجَدِيْد (رؤيا ٢١: ١- ٨)٠
٤- الله في وسط النَّاس (رؤيا ٢١: ٣- ٤)٠
وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ: :يصف الملاك أبا يَسُوْع المَسِيْح بالإله المُعزِّي. وقد اختبرالرَّسُوْل بولس هذا السِّر فشهد قائلاً
مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوْع المَسِيْح أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ ٤ الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ، لأَِنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ المَسِيْح فِينَا كَذَلِكَ بِالمَسِيْح تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا (٢ كُوْرِِنْثُوْس ١: ٣-٥)٠
كان يَسُوْع ابن الله قادراً بسلطانه أن يدعو الحزانى مباركين لأنَّه وعدهم بروح التَّعزية مِن الآب الذي يغلب كلَّ ألمٍ في العالم: طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَِنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ (متَّى ٥: ٤). وأمر أرملةً مات ابنها ألاَّ تبكي بعد، وأقام ابنها مِن الموت لأنَّه تحنَّن عليها (لوقا ٧: ١٣- ١٥). شبَّه يَسُوْع أباه السَّماوي بأبٍ أرضيٍّ انتظر بشوقٍ ابنه الضَّال، وعندما رآه أخيراً مِن بعيدٍ آتياً إلى بيته هرع الأب إليه وعانقه وقبَّله (لوقا ١٥: ٢٠). فاعترف الابن الضَّال باكياً بخطاياه أمام أبيه (لوقا ١٥: ٢١). أمَّا الأب فاحتضن ابنه بعباءة برِّه ودعا جميع النُّزلاء ليفرحوا معه بعودة ابنه الضَّال (لوقا ١٥: ٢٢- ٢٤)٠
لقد غلب يَسُوْع بموته على الصَّليب أصل كلِّ بؤسٍ وحمل الخطيَّة كسبب لانفصالنا عن الله. فموته يُعزِّينا ويجعلنا مقدَّسين وأبراراً٠
في الاكتمال سيُعلن الله مجده. وستُبرهَن محبَّته للذين بدون تعزيةٍ كتعزيةٍ شافيةٍ. وسيمسح كلَّ دمعةٍ مِن عيوننا مثلما تُعزِّي الأمُّ أولادها٠
قد يبكي المقدَّسون أيضاً، مثلاً بسبب ضياع فرصٍ لخدمة الرَّب، بسبب أشخاصٍ ضالِّين كانوا قد خدموهم ولكنَّهم تقسّوا ضدَّ الإنجيل. يذرف المحبُّون دموع الحنان عندما يفكِّرون بالآلام المفرطة التي كان على الشُّهداء أن يُعانوها. يَسُوْع نفسه بكى على أهل أُوْرُشَلِيْم المتقسِّين (لوقا ١٩: ٤١) وعلى قلَّة إيمان المستقيمين عند موت لعازر (يُوْحَنَّا ١١: ٣٣- ٣٨). فمَن ذا الذي يبكي بسبب عدم معرفة ثلثي البشر يَسُوْع بعد؟
كما كان شيخٌ قد شهد أمام عرش الله (رؤيا ٧: ١٧)، بالطَّريقة نفسها أكَّد الملاك الذي يصف اكتمال الخليقة الجَدِيْدة أنَّ الله سيمسح كلَّ دمعةٍ مِن عيون الظَّافرين الذين أسماؤهم موجودةٌ في سفر حياة الخروف. ستصمت أسئلتهم عندما يكونون في ذراعيه المعزِّيتين٠
لا يمانع الإله الأبديُّ أن يُدعى أباً رحيماً، أو أن يقوم بدور أمٍّ رؤومٍ تضمُّ ولدها إلى صدرها عندما يبكي. إذا كان حنان الأمِّ يشفي جراح النَّفس، فكم بالحريِّ يشفي حضور الإله الحنَّان إلى التَّمام كلَّ حزنٍ وضيقٍ ويأسٍ وتبكيت ضميرٍ وذكرى مخيفةٍ ممَّا قد يُزعج القدِّيسين حتَّى في الأبديَّة! في حضور الله ينتهي كلُّ ألمٍ٠
كان الرَّب قد أكَّد لإِشَعْيَاء: أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ (إِشَعْيَاء ٥١: ١٢). روحه القدُّوس روحٌ معزٍّ وهو المدافع عن جميع المقرَّبين مِن يَسُوْع (يُوْحَنَّا ١٤: ١٦، ٢٦؛ ١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧؛ وآيات أخرى). وكان الرَّب قد أعلن نفسه للنَّبي إِشَعْيَاء كإلهٍ سيمسح الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ (إِشَعْيَاء ٢٥: ٨). إذا كان الله قد أعلن نفسه معزِّياً أبديّاً في العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد فكم ستشفي تعزيته تماماً جميع جروح ومرارات الماضي وتحوِّلها إلى فرحٍ مقدَّسٍ في الأبديَّة؟!
لا يُعلن الإسلام التَّعزية ولا يمنحها، بل يأتي بالويل والثُّبور على الذين لا يخضعون لشريعته الدِّينية. نقرأ في القرآن أكثر مِن ثلاثمائة مرَّة عبارات البلاء والعذاب والبؤس والألم. ويأمر الإسلام المؤمنين به أن يُرهبوا الكفَّار ويُروِّعوهم حتَّى يخضعوا للإسلام "طوعاً" (سورة الأنفال ٨: ٦٠). لا يعرف الإسلام إله محبَّةٍ وتعزيةٍ. ولذلك إذا تمادى المسلمون في بطشهم وقسوتهم فهم يتمثَّلون بسيِّدهم الذي يُضلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (سُورَةُ الأَنْعَامِ ٦: ٣٩؛ سُورَةُ الرَّعْدِ ١٣: ٢٧؛ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ ١٤: ٤؛ سورة النَّحل ١٦: ٣٩؛ سورة فاطر ٣٥: ٨؛ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ ٧٤: ٣١ وآيات أخرى)٠
صلاة: نعظمك وإبنك يسوع، لأن تشترك في آلام الذين يمرّون في عذاب الإضطهاد، لأجل إيمانهم بأبوتك وبنوة المسيح، والذين يتألمون لأجل ضعفاتهم، وأخطائهم، وفقدان أقربائهم، إنما روحك القدوس يعزّي من يتكل على المخلص، ويؤكدنا أن تنتهي كل الضيقات بقدرة محبتك الأزلية في العالم الجديد. آمين٠
٢٦٥. ما هو السرّ والدافعة في تعزية الله؟