Home -- Arabic -- Revelation -- 205 (Resurrection of the Dead)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٣.٧ - الدَّيْنُوْنَة الأخيرة (رؤيا ٢٠: ١١- ١٥)٠
٢- قيامة الأموات (رؤيا ٢٠: ١٢- ١٣)٠
١٢ وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. ١٣ وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ٠
في رؤيا تحبس الأنفاس يرى الرَّائي فجأةً عدداً لا يُحصى مِن الأموات واقفين أمام العرش. ولا يروي الرَّائي هل عاش هؤلاء ثانيةً بعد القيامة أم كانوا لا يزالون أمواتاً بدون جسدٍ روحيٍّ. كان الأموات الذين أمام كرسيِّ دينونة المَسِيْح أمواتاً سريريّاً، وإلاَّ لما استطاعوا الوقوف أمام العرش الأبيض، بل أُضجعوا دون حياةٍ أمامه. ولكنَّهم أيضاً لم يعيشوا حقّاً وإلاَّ لما كانوا أمواتاً٠
ليس جميع الأموات أمواتاً. فثمَّة أمواتٌ "أحياء في المَسِيْح" اليوم وفي الأبديَّة (رؤيا ١٤: ١٣؛ ٢ كُوْرِِنْثُوْس ٤: ١١؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٤: ١٠). قال المَسِيْح عن إبراهيم وموسى وإيليَّا: لَيْسَ اللهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ (متَّى ٢٢: ٣٢). وهكذا ظهر موسى وإيليَّا ليَسُوْع على جبل التَّجلي (متَّى ١٧: ٣). ومِن جهةٍ أخرى ثمَّة أحياءٌ أيضاً هم "أمواتٌ في الخطايا" ولا رجاء لهم (أفسس ٢: ١- ٣، ٥؛ ٤: ١٧- ١٩)٠
"في المَسِيْح" يحيا ١٤٤٠٠٠ مختوماً مِن إسرائيل مقودين مِن قبل يَسُوْع إلى داخل غرفة عرش أبيه، ونظير ذلك يحيا جَمْعُ المؤمنين مِن جميع الأمم الذي لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، والذي حمَد الله وحَمَله على الخلاص المُنجَز (رؤيا ٧: ٩- ١٧). لهؤلاء ينتمي أيضاً المدعوُّون والمختارون والمؤمنون في أجناد السَّماء الذين كانوا يتبعون ملك الملوك عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ (رؤيا ١٧: ١٤؛ ١٩: ١٤). وكذلك نفوس الذين ظهروا في القيامة الأولى أحياء ومباركين ومقدَّسين لن يقفوا بين الأموات أمام العرش الأبيض، فقد أصبحوا خالدين في القيامة الأولى (رؤيا ٢٠: ٤- ٦)٠
إنَّ كلَّ مَن يؤمن بيَسُوْع المَسِيْح ابن الله وبذبيحته الكَفَّارِيّة ينال منه اليوم حياةً أبديَّةً (يُوْحَنَّا ٣: ١٤- ١٦؛ رومية ٨: ١٠، ٣٢؛ ١ يُوْحَنَّا ٤: ٩ وآيات أخرى). هو نفسه حياتنا (فيلبي١: ٢١؛ ٤: ٣) وقيامتنا (أفسس ٢: ٤- ٦) لأنَّه أكَّد لأتباعه قائلاً: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا (يُوْحَنَّا ١١: ٢٥- ٢٦)٠
وكلاهما حقٌّ: لأَِنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالمَسِيْح يَسُوْع رَبِّنَا (رومية ٦: ٢٣)٠
كذلك أيضاً مع أنَّ يَسُوْع هو الحياة الأبديَّة في شخصه (يُوْحَنَّا ٥: ٢٦؛ ١١: ٢٥؛ ١٦: ٦) فقد مات عوضاً عنَّا واستراح في السَّبت في قبره ونال جسد قيامته ليس قبل الفصح (لوقا ٢٤:٣٩- ٤٣؛ يُوْحَنَّا ٢٠: ١٧)، وهكذا سيموت المؤمنون أيضاً بالجسد رغم أنَّهم يحيون بالرُّوْح "في المَسِيْح" في الأبديَّة. وكما استراح يَسُوْع لبس حتَّى في قيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ جسده الرُّوْحي، هكذا يستريح المؤمنون أيضاً حتَّى قيامتهم وحمايتهم في عناية الرَّاعي الصَّالح. ولا يقدر أحدٌ، ولا حتَّى الموت، أن يخطفهم مِن يده (يُوْحَنَّا ١٠: ٢٨؛ رؤيا ١٤: ١٣)٠
ليس الأموات جميعاً متساوين: فالبعض مغمومون أو يائسون أو لا رجاء لهم، وذلك لأسبابٍ وجيهةٍ؛ وآخرون يحيون سعداء وأذكياء ومطمئنِّين في المَسِيْح. يقول بولس: فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنَ الاِثْنَيْنِ. لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ المَسِيْح. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. وَلَكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ (فيلبي ١: ٢٣- ٢٤). وعلى هذا النَّحو كان قد كتب قبلاً إلى كنيسة كُوْرِِنْثُوْس: فَنَثِقُ وَنُسَّرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ... لأِنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ المَسِيْح لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ خَيْراً كَانَ أَمْ شَرًّا (٢ كُوْرِِنْثُوْس ٥: ٨- ١٠)٠
صلاة: أبانا الذي في السماوات، لا يستطيع الموت أن يخطفنا من حوزتك، لأنك أنت أبونا الأزلي. حياتك فينا حياة أبدية. لقد حصلنا على قوة حياتك بالنعمة لا بإستحقاقنا الخاص، ودم يسوع المسيح وحده جعلنا مستحقين لإستسلام هذا الإمتياز حياتك الأبدية. نسجد لك ولإبنك الحبيب لأن فيه نحيا ونكون. آمبن٠
٢٤٧. ذا يجعلنا مستحقين لإستلام حياة الله الأبدية؟