Home -- Arabic -- Revelation -- 171 (The End of the Harlot)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠
٥- نهاية بابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١٥- ١٨)٠
١٥ ثُمَّ قَالَ لِيَ الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ. ١٦ وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى الْوَحْشِ فَهَؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ, وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً, وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ. ١٧ لأَنَّ اللَّهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ, وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْياً وَاحِداً, وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللَّهِ. ١٨ وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ٠
يشمل تفسير رؤيا يوحنَّا في البرِّية (رؤيا ١٧: ٣- ٦) فترات زمنيَّة مختلفة. تحدَّث يوحنَّا أوَّلاً عن النِّهاية المحتومة للوحش ذي الرُّؤوس السَّبعة (رؤيا ١٧: ٧- ١١). وأعلن فيما بعد انتصار حَمَل اللهِ على الملوك العشرة الذين اتَّحدوا مع ضد المسيح (رؤيا ١٧: ١٢- ١٤). وأخيراً أعلن الرَّسول القادم مِن السَّماء النِّهاية الرَّهيبة لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١٥- ١٨)٠
كانت رؤوس الوحش الطالع مِنَ البَحْرِ السَّبعة، التي ترمز إلى الحكَّام المناوئين للمسيحيَّة الذين يظهرون في فترات زمنيَّة مختلفة، قد استحوذت عليهم بابل الزَّانية التي اقتادتهم والوحش معاً بيدها النَّاعمة٠
بدا "للعشرة القرون" وعلى نحوٍ مشابهٍ "للرُّؤوس" الذين يمثِّلون جميعاً ملوكاً، أنَّ المرأة في البداية لم تكن معتمدةً مباشرةً على الوحش. نظر تحالف الأمم العشر إليها نظرةً ناقدةً. لم يكن الملوك العشرة مستعدِّين لإخضاع أنفسهم للتَّأثير الماورائي لهذه النَّاصحة الدِّينية، فبدل ذلك حسدوها بسبب نفوذها العالمي النِّطاق. ولعلَّهم بدأوا يُحلِّلون دسائس هذه المرأة فنفذوا إلى توقها لإغناء ذاتها، وفتحوا عيني الوحش الطالع مِنَ البَحْرِ لرؤية الأهداف الفعلية للراكبة عليه والتي كانت الاستئثار بالقوَّة كلِّها لنفسها٠
تأثير الزَّانية في الشُّعوب والأمم والألسنة ( ١٥): صرَّح الملاك ليوحنَّا أيضاً أنَّ "المياه" التي جلست الزَّانية عليها لم تشمل فقط العلاقات الاقتصاديَّة والمكايد السِّياسية في أماكن معيَّنة على الأرض، بل كانت ثمَّة أيضاً مواجهة امتداد نفوذها وقوَّتها إلى مجموعات النَّاس كلِّها البالغة ١٨٧٤ مجموعة في الأمم المئة والثلاث والتسعين كلِّها والألسنة البالغة ٦٥٢٨ لساناً (رؤيا ١٧: ١٥)٠
مِن الغريب، وخلافاً للأماكن الأخرى في الرُّؤْيَا حيث تُذكَر القبائل (أسباط إسرائيل) مع الأمم والشُّعوب (رؤيا ٥: ٩؛ ٧: ٩؛ ١٠: ١١: ١١: ٩؛ ١٣: ٧؛ ١٤: ٦)، أنَّ هذه الآية لم تذكر أسباط إسرائيل الاثني عشرة، بل ذكرت ببساطةٍ "الجموع" مشيرةً إلى مجموعات أصغر مِن الناس في إسرائيل. هل أصبحت الأسباط الاثنا عشر نفسها هي بابل الزَّانية مُضِلَّةً جميع الأمم ومؤمنةً فقط بقوَّة المال وشريعة موسى، وليس بإنجيل المسيح؟ كان اليهود الذين بقوا في بابل قد انفتحوا لمبادئ الثَّقافة البابلية وقوَّتها. كان يُفترَض ببابل أن تُمثِّل "الباب إلى الله"، بَيْدَ أَنَّها أصبحت الباب الخلفي للشَّيطان. ومنذ ذلك الحين لم تُدرَّس التَّوراة وحدها بعدُ في معظم معابد اليهود (الكُنُس)، بل وجد التَّلمود والمشنا أيضاً طريقهما في التَّفاسير. هل أصبحت يهوديَّة ما بعد السَّبي، بحجبها كلمة الله الأصليَّة، مُضِلّةَ الأمم رافضةً يسوع كلمة الله المتجسِّد؟
كذلك الكاثوليك والأرثوذكس لا يُروِّجون للشَّريعة والإنجيل فحسب، بل لتعليم آباء كنيستهم أيضاً. مَنَعَ الكهنة والرَّاهبات، لمدَّة قرونٍ، المؤمنين في كنائسهم مِن قراءة الكِتَاب المُقَدَّس على نحوٍ إفراديٍّ. لقد ساهمت تيارات مشوشة مِن ورع شعبي، وتأليه لمريم، وشرائع كنسيَّة صارمة، في فصل أعضاء هذه الكنائس عن كلمة الله الحقيقيَّة. الشعب اليهودي المصاب بعدوى التَّلمود، والمسيحيون الذين استحوذت عليهم عبادة مريم، والبروتستانتية الملوَّثة بالمذهب العقلي تؤثِّر سلباً في شعبها وتُبعدهم قصداً ومِن غير قصدٍ عن الإنجيل الصِّرف٠
حاولت الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة لمدَّة قرونٍ، بالاعتراف القسري والتهديد بالحرمان مِن الكنيسة والعقوبات الصَّارمة، أن تُخضع الأباطرة والملوك وأساتذة الجامعات والمدرِّسين وتحكم عليهم. كان على الإمبراطور فردريك بارباروسا أن يُلقي بنفسه على الأرض أمام البابا ألكسندر الثَّالث (١١٥٩- ١١٨١) بعدما تغلَّب جيش البابا على قوَّة فردريك الأوَّل العسكريَّة قرب فينيسيا. وعندما طلب الإمبراطور المُهان المُلقى على الأرض الغفران مِن البابا، وضع الأخير قدمه على عنقه. وفي اليوم التَّالي كان على الإمبراطور أن يُقبِّل قدم البابا٠
صلاة: أبانا الذي في السماوات، نشكرك لأنك فوّضت بولس الرسول والمصلح مرتين لوثرم بإسم المسيح، ليرشدانا إلى الإنجيل الأصلي. فليس الكهنة والقسوس ولا الأساتذة ينشئون خلاصنا، ولا يغفروا لنا خطايانا إذ إعترفنا أمامهم كل ذنوبنا، بل كلمتك القوية تخلصنا وتعزينا وتثبنا في ملء نعمتك. آمين٠
٢٠٤. كيف مُنعت أكثرية اليهود وبعض المسيحيين عى التعمق في كلمة الله الأصلية الصافية؟ ٢٠٥. ما هي الكنوز الروحية التي تسلمنا كلمة الله الحية الفعالة؟