Home -- Arabic -- Revelation -- 172 (The End of the Harlot)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠
٥- نهاية بابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١٥- ١٨)٠
موت بابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١٦): لم يؤثِّر حكم بابل الزَّانية حتَّى الآن إلاَّ في ثلث سكَّان الأرض. إنَّ ثلثي البشر ليسوا مسيحيين. إذا كان الزُّعماء العشرة المتحالفون مع ضدِّ المسيح هم مِن بلدانٍ غير مسيحية فلن يخضعوا لأيِّ نفوذٍ بابويٍّ أو بطريركي. ترفض البلدان غير المسيحيَّة عموماً المؤسَّسات الكنسيَّة إلاَّ عندما تحتاج إلى تبرُّعات وعمَّال مهرة للمساعدة على حفظ مجتمعها المتخلِّف والجائع في مأمنٍ مِن المحنة والبلاء، فثروة الكنائس الطَّائلة التي تفوق الوصف هي شوكةٌ في أعينهم. وكما كان الأمر مع محمَّد ذات مرَّةٍ، يأملون هم أيضاً أن يُخفِّفوا مشاكل تعاظم سكَّانهم مِن الفائض المكتسب مِن الأملاك الكنسيَّة. إنَّ تذمُّر الأمم غير المسيحية والشُّيوعية مِن هيمنة الكنائس مستمرٌّ ومِن الممكن أن يتمخَّض، تحت حكم ضد المسيح، عن انفجارٍ٠
أعلن ملاك الدَّينونة ليوحنَّا أنَّ الوحش الطالع مِنَ الهَاوِيَةِ السَّحيقة، إضافةً إلى العشرة القرون، سيبغضون بابل الزانية المتسربلة بالقرمز التي كانت قد ولدت الوحش واستغلَّته لغايات الدعاية (رؤيا ١٧: ١٦). سيُقنع حلفُ الملوك العشرة ابنَ الشيطان أنَّ العاهرة الماكرة تسعى إلى السَّيطرة على العالم لنفسها فقط وليس لأيِّ شخصٍ آخر، وأنَّها قد أصبحت أقوى منه نفسه. لذلك سيُقصي الوحش نفسه عن راكبته، فيرميها عن ظهره، ويُعلن أنَّها صيدٌ حلالٌ لمَن يشاء. أمَّا الزَّانية التي خطب ودَّها كثيرون في الماضي فيتخلَّى الجميع عنها فجأةً وتُترك وحيدةً٠
بمعزلٍ عمَّن أو عن أيِّ جهةٍ يمكن أن تمثِّلها الرَّاكبة على الوحش الأحمر القرمزي، سواء كانت اليهوديَّة الأرثوذكسية "المُعَلْمَنَة"، أو المشبعة بروح التجارة والمجازفة، ثمَّة أمرٌ أكيدٌ: إنَّ كلَّ مَن يُدير الأمم ويستغلّها بواسطة المال والذَّكاء والأكاذيب واللوبي (جماعات الضَّغط التي تحاول التَّأثير في أعضاء الهيئات التَّشريعية) سيُرمى به كراكبٍ متغطرسٍ ويُترَك فريسةً للنَّهب. حيثما يعمل اليهود المتديِّنون أو العلمانيُّون، على حدٍّ سواء، أوَّلاً وقبل كلِّ شيءٍ لأجل حكَّامهم وأرباب عملهم وملوكهم كصانعي مال وعباقرة ماليين، ستقوم بغضة الأسياد والحكَّام المعوِّلين عليهم في يومٍ مِن الأيَّام لتتبرَّأ منهم وتلعنهم٠
يكشف سفر الرُّؤْيَا لنا أنَّ الملوك العشرة المتحالفين والوحش الطالع مِنَ الهَاوِيَةِ سينهبون المرأة معاً. سيكون جبروت هذه الزَّانية ونفوذها قد صارا عظيمَين حتَّى إنَّ أحداً مِن الأسياد لن يجرؤ وحده، سواء سرّاً أو علانيةً، على مهاجمتها. سيهجمون معاً على العاهرة الوحيدة التي كانت قد استغلَّتهم سابقاً ليسرقوها ويفضحوا عارها وأخيراً يقتلوها. لن يكون هؤلاء الملوك أسياداً بعد على حياتهم، فالشَّيطان وجميع أبالسته سيكونون قد جرّوهم إلى وليمة معركة أمِّ الزواني ورجاسات الأرض٠
إذا كان العشرة الملوك إرواحيِّين فسيأكلون حَرْفِيّاً كبد الزَّانية وقلبها وطحالها حتَّى ينتقل مكرها وحكمتها وبأسها إليهم (ميخا ٣: ٢- ٣؛ ٢ ملوك ٩: ٣٣- ٣٧)٠
وأخيراً يحرقون بقايا الجثَّة فلا يبقى شيءٌ مِن المُضِلَّة العظيمة حتَّى عظامها. لن يكون ثمَّة جنازةٌ أو دفنٌ. وسيُطمَس كلُّ ذكرٍ لهذه الزَّانية كلِّياً٠
لقد هجرت الزَّانية الله وفتحت قلبها للشَّر. لم تحبّ أحداً، ولم يُحبّها أحدٌ. وفي النِّهاية ارتدَّت مكايدها الشِّريرة عليها كدينونةٍ إلهيَّةٍ٠
صلاة: أيها الآب السماوي، لم يقترب إبنك يسوع المسيح بأسياد السياسة ولا بأحبار أمّته، ولم تزلف إليهم. ولشفاءاته العجيبة لم يطلب دفعا، بل فضل أن يعيش مكتفيا ومقتنيا فأبغضوه الزعماء وصلبوه، إنما قام من بين الأموات، وروحك القدوس يمنح للمؤمنين به المتواضعين في كل دولة ولغة وسبط وشعب الحياة الأبدية. آمين٠
سؤال: ٢٠٦. لماذا سيتقتل زعماء الشعوب معا بابل زانيتهم؟