Home -- Arabic -- Revelation -- 156 (The Harlot Close Up)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠
٢- صورةٌ مقرَّبةٌ لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ٣- ٦)٠
الكنيس المتقسِّي (٣- ٤): رأى يوحنَّا الزَّانية العظيمة بابل ليس فقط في كنيسةٍ قد أصبحت دنيويَّةً في مجرى التَّاريخ. كذلك تألَّم مِن الزِّنى الرُّوحي الحالي لشعبه الخاص. كثيراً ما كان أنبياء العهد القديم يتهمون شعبهم بعدم الأمانة تجاه ربِّ العهد (إِشَعْيَاء ٦: ٩- ١٣؛ إرميا ١٣: ٢٥- ٢٧؛ ٤٤: ١٧؛ حزقيال ١٦: ٢٣؛ هوشع ٢: ١- ١٥)٠
دعا يسوع غالبيَّة أمَّته "الجيل الفاسق". أحبَّ كثيرٌ منهم المال الذي صار إلههم (متَّى ٦: ١٩- ٢٤؛ ١٢: ٣٩؛ ١٤: ٤؛ مرقس ٨: ٣٨)٠
لا السَّبي البابلي (في العامين ٥٩٧ و٥٨٧ ق.م.) ولا خراب الهيكل الأوَّل (عام ٥٨٧ ق.م.) قد غيَّرا طبيعة اليهود للأفضل، بل أسوأ مِن ذلك كلِّه انفتاحهم في بلاد ما بين النَّهرين لمعتقدات وممارسات البابليين والفرس الباطنية السِّرية٠
بعد تدمير الهيكل الثَّاني على يد الرُّومان (عام ٧٠ م.) جاء تشتُّت اليهود جميعاً وسط بلدان الإِمْبرَاطُوْرِيَّة الرُّوْمَانِيَّة (عام ١٣٢ م.). ومع ذلك شقَّ عددٌ مِن هؤلاء طريقهم ليصيروا مستشارين ومسؤولين وحكَّاماً. فمارسوا نفوذاً قويّاً على حكومات واقتصاديَّات هذه البلدان٠
كانت دعوة اليهود المبدئيَّة ليكونوا مملكة كهنة و أمَّة مقدَّسة في وسط الأمم النَّجسة والجاهلة (خروج ١٩: ٥- ٦؛ إِشَعْيَاء ٤٢: ٦) منسيَّةً قروناً. ولم يُتمِّم هذه الوصيَّة سوى رسُل المسيح الاثني عشرة المتحدِّرين مِن أسباط إسرائيل الاثني عشرة (أَعْمَال الرُّسُلِ ١: ٨)٠
نقيض ذلك، تقسَّت الكُنُس ومدارس التَّوراة بما فرضته شريعة موسى مِن ختانٍ ومأكولات محلَّلة وأعياد يهوديَّة بما في ذلك مقتضيات حفظ السَّبت، فلم يُخضِعوا أنفسهم للتَّوبة استعداداً لقبول المسيَّا (متَّى ٣: ٧- ١٢؛ يوحنَّا ٨: ٤١- ٤٥؛ رؤيا ٢: ٩؛ ٣: ٩). تقسَّى معظم اليهود أكثر فأكثر تجاه الآب والابن والرُّوْح القُدُس (يوحنَّا ١٦: ٢- ٣) وتعلَّقوا بيهوه الله الواحد الأوحد مِن دون أن يُدركوا أنَّه بصفته الرَّب قد جعل مسكنه بينهم ليحيا ويعمل في شخص يسوع (متَّى ١٣: ١١- ١٧؛ يوحنَّا ١: ١١- ١٤؛ ٨: ٤٣؛ رومية ٢: ٢٨- ٢٩؛ ٩: ٦). رفضت غالبيَّة أمَّته أن تكون لها علاقةٌ بروحه. فأبغضوا يسوع بدون سببٍ (يوحنَّا ١٥: ٢٢- ٢٥) وجعلوه يُصلَب على يد الرُّومان. ولكنَّ يسوع سأل أباه أن يغفر لهم جميعاً (لوقا ٢٣: ٣٤). وعندما رفضت الأكثريَّة بعنادٍ الرُّوْح القُدُس نُزِع ملكوت الله الرُّوحي منهم (متَّى ٢١: ٤٣؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ٢٨: ٢٥- ٢٨)٠
وفيما بعد، تمادى قادتهم معلِّمو الشَّريعة في غِيِّهم حتَّى إنَّهم حملوا السنهدريم (مجلسهم الأعلى) على الإقرار أنَّ اليهود الذين آمنوا بيسوع بوصفه المسيَّا الموعود لن يكونوا فيما بعد يهوداً أو إسرائيليِّين٠
حتَّى هذا اليوم يجلس أعضاء العهد القديم "على مياهٍ كثيرةٍ" ويمارسون بثروتهم وذكائهم نفوذاً قويّاً على الحكومات والثَّقافات ووجهات النَّظر العالميَّة. إنَّ الذَّكاء والحصافة والخبرة اليهوديَّة تعمل بصورةٍ حاسمةٍ، لا فرق سواء عن طريق الثَّورة الفرنسيَّة أو الشُّيوعية الماركسيَّة، سواء في الصِّحافة أو على التِّلفزيون، سواء في الماسونيَّة أو في العِلم٠
أمَّا اسم الآب والابن والرُّوْح القُدُس فمرفوضٌ في المقام الأوَّل، أو مقموعٌ، أو مكروهٌ مِن قِبَل الأكثريَّة. لقد انفتح كثيرون للرُّوح المضاد للمسيحيَّة (متَّى ٢٣: ٣٧- ٣٩؛ ٢٧: ٢٥). ولعلَّ الجالسة على الوحش التي رآها يوحنَّا في البرِّية لم تكن الكنيسة الدُّنيوية فقط بل الكنيس الفاسد أيضاً٠
الصلاة: نشكرك أيها الآب السماوي، لأن إبنك الوحيد صُلب كملك اليهود موكفّرا عن خطاياهم، وغافرا آثام مبغضيه. إمنح لأولاد يعقوب التوبة النصوحة ليرفّ روحك القدوس عليهم، ليحبوا مخلصهم، ويؤمنوا بألهيته، لينالوا منه الحياة الأبدية. آمين٠
١٨٥. لماذا تنكر اكثرية أولاد يعقوب الله الآب والإبن و روحه القدوس؟