Home -- Arabic -- Revelation -- 103 (The Death of the Two Witnesses)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء
:الجزء ٢.٤ - شاهدا حَمَل ألله في وقت النِّهاية (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١١: ٣- ١٤)٠
٢- موت الشَّاهدَين (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١١: ٧- ١٠)٠
٧ وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا وَيَغْلُبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا. ٨ وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَىُ وحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا. ٩ وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَنِصْفًا وَلاَ يَدَعُونَ جُثَّتَيْهِمَا تُوضَعَانِ فِي قُبُورٍ. ١٠ وَيَشْمَتُ بِهِمَا لسَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْض وَيَتَهَلَّلُونَ وَيُرْسِلُونَ هَدَايَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لأَِنَّ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ كَانَا قَدْ عَذَّبَا السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْض٠
عندما بوَّق الملاك الخامس هوى كوكبٌ مِن السَّماء (رؤيا ٩: ١- ٢). وأعطي الملاك السُّلطان أن يفتح بئر الهاوية إلى الجحيم (مفتاح الحفرة التي لا قعر لها). ومنذ ذلك الحين ليس الجحيم مغلقاً بعد بل مفتوحاً يتقيَّأ أرواحه الشِّريرة النَّجسة على جميع أمم الأَرْض، وهي تجري اليوم مِن شاشات التلفزيون التي لا حصر لها إلى قلوب وأذهان المشاهدين المفتونين٠
في وسط ويلات نهاية الزَّمان والخداع الشَّيطاني والحروب العالميَّة سيرسل الرَّب المُقام شاهدَيه اللَّذين، كموسى وإِيْلِيَّا، سيُخبران بقوَّته وقداسته أولاد يعقوب. ورسولا حَمَل اللهِ هذان اللَّذَان يتمتَّعان بموهبة الرُّوح لن يُفوَّض إليهما، كما يَسُوْع ورسله، أن يصنعا معجزات شفاء، بل إنَّهما سيستنزلان ضربات غضب الله على شعبه المختار لأنَّ الأمَّة لا تُريد أن تهتدي إلى المَسِيْح المصلوب٠
ولكنَّ دعوة خادمي المَسِيْح المحزنة إلى التَّوبة ستُحدِث توبةً نصوحاً على الأقلِّ لدى بعض السَّامعين؛ بَيْدَ أَنَّ الرِّسالة والتَّهديدات التي يأتي بها خادما المَسِيْح المفوَّضان خصِّيصاً ستلقى إجمالاً رفضاً مِن الأمَّة٠
ورغم ذلك، سيُجبَر الشَّيطان على أن يرى كيف أنَّ أعداداً متزايدةً مِن الأفراد مِن ضمن الأمَّة المنجذبة إلى الشَّيطان الذين ضغطت رسالة الشَّرِيْعَة والإِنْجِيْل والدَّيْنُوْنَة والنِّعمة عليهم يتوبون ويعترفون جهاراً بيَسُوْع مَسِيْحاً لهم. ونتيجةً لذلك سيجد هو نفسه مجبراً على شهر أقوى أسلحته وإطلاق وحشه مِن الحفرة التي لا قعر لها. سيكون ظهور ضد المَسِيْح الأخير في أثناء عمل الكارزين بالتَّوبة في إِسْرَائِيْل. وسيكون ضدُّ المَسِيْح هذا قادراً على الظُّهور علانيةً كشخصٍ فقط ولكن بعد إتمام شهادة الشَّاهدَين. ولن يستطيع أحدٌ أن يؤذيهما قبل نقلهما رسالتهما بكلِّ أمانةٍ. على غرار ذلك كانت تجربة يَسُوْع. فبعد ٤٠ يوماً وليلةً مِن الصَّوم ضعف جسمه وفي هذه الحالة عينها أتاه الشِّرير ليجرِّبه شخصيّاً. على هذا النَّحو سيقف الشَّاهدان أمام الوحش الذي مِن الهاوية التي لا قعر لها بعد رؤيته نجاحاً واضحاً قليلاً مِن انتشارهما للعمل على الرَّغم مِن الضَّربات الخارقة٠
سينال ابن الشِّرير الحقَّ في شنِّ معركةٍ ضدَّ رسولَي الحَمَل ليُجرِّبهما ويمتحنهما بواسطة الخداع والقوَّة. وسيربح المعركة، كما يبدو، في قتالٍ قريبٍ. ولكنَّه لن يستطيع أن يغلبهما روحيّاً، بل يقتل جسديهما. وسيبوِّق معلناً انتصاره الزَّائف في جميع أرجاء العالم، وسيدَّعي أنَّه أقوى مِن رسل الله كافَّةً، بل وأقوى مِن الرَّب نفسه. سيُجدِّف على الله وحَمَله٠
وكدليلٍ منظورٍ على قوَّته سيَعرض جثَّتَي الشَّاهدَين علانيةً في أُوْرشَلِيْم. وسيقتنع جميع مشاهدي التلفزيون في أنحاء العالم بذلك حين يشاهدونه الكلاب وهي تلحس الدَّم وتعضُّ على جثَّتي اللَّذَين "لا يُقهَران". لن يحتجَّ أحدٌ على هذا الضَّيم الهمجي، لأنَّ جميع الأمم ستكون قد عانت الأمرَّين تحت أحكام دينونة رسولَي المَسِيْح الصَّارمَين هذين مدَّة ١٢٦٠ يوماً طويلاً، ولا سيَّما حبس المطر الذي ألقى بكثيرين على حافَّة اليأس٠
ستتنفَّس الجماهير الصّعداء وهي تتأمَّل بشماتةٍ عجز الشَّاهدين، وستسخر منهما وتلعنهما. سيضحك كثيرون ويحتفلون ويرسلون هدايا بعضهم لبعضٍ. سيتهللون ويبتهجون بانتصارهم على الله ورسوليه البغيضين. سيعتقدون أنَّهم سيتمكَّنون مجدَّداً مِن ممارسة الأفعال التي يرغبون فيها بنجاسةٍ. سيحتفلون بانتصارهم على أنَّه حرِّيةٌ لا حدود لها، بل حرِّية مِن الله! سيهزأ البعض بكلام الميتَين فيكرِّرون بسخريةٍ إنذاراتهما وتهديداتهما بالعقاب. وسيعرض التلفزيون جثَّتيهما مدَّة ثلاثة أيَّامٍ ونصف اليوم٠
يُسمِّي يوحنَّا المدينة التي صُلب فيها يَسُوْع المَسِيْح ربُّ الشَّاهدَين "سدوم ومصر". سيكون الشَّاهدان في الواقع قد فضحا بقسوةٍ الانحراف الأخلاقيَّ لأُوْرشَلِيْم والزِّنى الرُّوحي لأهلها. وإنَّنا لنجد، في الوقت الحاضر، اللِّواط جائزاً قانونيَّاً في إِسْرَائِيْل. لا يُشير النَّبي في الأَصْحَاحات التَّالية مِن رؤياه أبداً إلى أُوْرشَلِيْم بوصفها "المدينة المقدَّسة" (رؤيا ١١: ٢)، بل يشبِّهها بمصر رمز الوثنيَّة الجماعيَّة والسِّحر والعرافة حيث كان لكلِّ فرعونٍ وسيطٌ للأرواح الحارسة وحيث تتزوَّج النِّساء اليوم الجِنَّ مِن جديدٍ٠
إنَّ عبادة المال، والثقة بأكداس الأسلحة المخزونة، شبكة ملفَّات مبوَّبة عالميَّة النِّطاق للعلاقات ذات النُّفوذ، والقوَّة الخفيَّة للماسونيَّة هي أقوى في إِسْرَائِيْل بكثيرٍ ممَّا يُدرك الكثيرون. إنَّ جميع أرواح العالم موجودةٌ في أُوْرشَلِيْم. وربُّها وسيِّدها سيرسل وحشه مِن الهاوية إليها كي يُحقِّق هدفه في حُكم العالم مِن المكان الذي صُلب فيه يَسُوْع. واندماجات الشَّركات والمصارف والدُّول والكنائس والأديان ستُعِدُّ الطَّريق له٠
ولكنَّ الجثَّتين ستتكلَّمان، حتَّى بدون كلماتٍ، بصوتٍ مرتفعٍ. لقد بقي الشَّاهدان أمينين للرَّب المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ حتَّى النهاية المرَّة. فغسلا ثيابهما بدم الحَمَل ولم يُحبَّا حياتهما حتَّى الموت. لقد آمنا واعترفا بكلام يَسُوْع الذي قال لهما: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أُتُؤْمِنُ بِهَذَا؟" (يوحنَّا ١١: ٢٥- ٢٦)٠
سيكون الشَّاهدان، قبل موتهما، قد شهدا بقوَّةٍ للحياة الأَبَدِيَّة لجميع الذين ماتوا في المَسِيْح، ولقوَّة قيامته في أتباعه (يوحنَّا ٣: ١٦؛ فِيْلِبِّيْ ١: ٢١- ٢٥؛ رؤيا ١٤: ١٣، إلخ.) ولذلك سيريد الوحش أن يُثبت للمتأثِّرين بكلامهم أنَّ الاثنين هما ميتان حقّاً. سيحتشد الذباب فوق جثَّتيهما المتفسِّختين اللتين ستنتنان في الحَرِّ على نحوٍ مريعٍ. وبواسطة هذا العرض الرَّخيص تُباد ذكراهما وانطباعة كرازتهما معنويّاً فتندثران وتمحوان، كما تُجتثُّ كلُّ بقيَّةٍ مِن خوفٍ أو إيمانٍ برسالتهما٠
ستكون معاملة قدّيسي يَسُوْع المَسِيْح وحشيَّةً بل ومروِّعةً بدءاً مِن وقت ظهور الوحش مِن الهاوية٠
الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ يسوع البار، لقد أجبرت المسيح الكذاب، أن يظهر كوحش مِن الهاوية، بعدما تاب قليلون مِن شعب العهد القديم. وسمحت له أن يقتل شاهدَيك، ويفسد جثتيهما في القدس، لينكشف روح الدجّال جلّياً. ساعدنا أن نميّز مجيئه، وامنح لنا القدرة، لنثبت فيك، مهما كلّف الأمر٠
السؤال : ١٠٣. ما هو الدليل الواضح لحضور الوحش مِن جهنّم؟