Home -- Arabic -- Galatians - 016 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
ثالثاً: النَّامُوسُ والإِنْجِيْلُ بمقاصِدِهما ونتائِجِهما (٣: ١- ٤: ٣١)٠
٤- النَّامُوسُ ربَّانا للمسيح، والمسيح نقلنا للبُنُوَّة (٣: ١٩- ٢٩)٠
غَلاَطِيَّة ( ٣: ١٩- ٢٢)٠
فَلِمَاذَا النَّامُوسُ. قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. ٢٠ وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. ٢١ فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ. حَاشَا. لأَِنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. ٢٢ لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ لِيُعطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ٠
طرح بُوْلُس السُّؤَال الحاسم: "فَلِمَاذَا النَّامُوسُ". وربَّما كانت كنائسه قد سألته: "أليس الناموس كلمة الله أيضاً؟ فما هي إذاً غاية الشريعة وجوهرها؟ هل لعنةٌ فقط، أم إنَّ فيها نعمة مِن الرَّب؟" فأجابهم بُوْلُس أنَّ للناموس خدمةً واحدةً فريدةً هي إظهار شرِّنا. فالخطيَّة موجودةٌ في العالم قبل نزول الشَّريعة، وقبل إعلان الوعد. ولكن ليظهر الذَّنْبُ واضحاً شرعياً كتعدٍّ، وضع الله الناموس مقياساً لنا، لأنَّنا بدون الناموس لا نعلم حقّاً أنَّنا خطاةٌ. أمَّا الآن، وعلى ضوء الناموس، يظهر الناس جميعاً مذنبين٠
فللناموس إذاً دورٌ سَلبيٌّ، وهو أنَّه يُربِّينا على الانكسار والتَّوبة، لأنَّه مرآةٌ تُظهر حالتنا أمام الله٠
لم يُسلِّم اللهُ الناموسَ شخصيّاً لموسى، بل أعطاه بواسطة ملائكة، لأن مِن الله لا يأتي مباشرةً غير النِّعْمَة والخلاص إتماماً للوعد. وهذا يوضح لنا الفرق في المهمَّة بين الوعد والإيمان والنِّعْمَة مِن جهة، والنَّاموس والأَعْمَال والدَّيْنُوْنَة مِن جهةٍ أُخرى٠
إنَّ للآية ٢٠ تفاسير كثيرة. أمَّا نحن فنقول إنَّ الناموس أُعطي لنا بيدَي موسى الخاطئ الذي كان وسيط العهد القديم. أمَّا العهد الجديد فأتانا مباشرةً مِن الله، لأنَّ يسوع الإنسان هو ابن الله في الجسد. والله واحدٌ، ولم يكن أحدٌ ليستطيع أن يتوسَّط لإتمام الخلاص سوى ابن الله. فوسيطنا إذاً ليس بشراً خاطئاً، بل هو الله الواحد القُدُّوْس نفسه٠
هل تتناقض صرامة الناموس ولطف الله؟ كلا مستحيلٌ، لأنَّ الناموس يُعلن قَدَاسَة الله كمقياس لحياتنا. فالناموس لا يسقط حتى وإن زالت السماوات والأرض٠
أمَّا مَن ينظر إلى الناموس بسطحيَّةٍ، ويُقارن اجتهاداته وحسناته به، راجياً أن يُرجِّح الله الكفَّة لصالحه، فهذا يضلُّ ضلالاً كبيراً، لأنَّ الناموس لا يجلب لنا الحَيَاة، بل الدَّيْنُوْنَة واللَّعنة والموت. وجميع الأديان والكنائس التي تبني رجاءها على الناموس تُلقي بأتباعها في لُجَّة اليأس٠
إنَّ الناموس يغلق على الجميع تحت الخطية، إلاَّ إذا نظروا إلى المسيح مخلِّصهم، وأدركوا أنَّ مواهب الله تأتي إلينا بواسطته. فليس عليك أن تعمل شيئاً كي يُحبَّك الله، لأنَّ الله يُحبُّك لأجل موت المسيح. فإن آمنتَ بفدائه تجري فيك قوىً أبديَّةٌ، ليس لأنَّك موهوبٌ أو صالحٌ أو ذكيٌّ، بل لأنَّك قبلتَ محبَّة الله في المسيح، واعترفتَ بأنَّك خاطئٌ٠
الصَّلاَة: أيُّها الإله القُدُّوْس، الآب والابن والرُّوْح القُدُس، أنت مقياسنا، وبحسب قداستك نحن هالكون. لكنَّنا نُمسك بيد المسيح الممدودة إلينا، ونؤمن بأنَّك تجتذبنا إلى وحدتك، لأنَّ دم المسيح يُطهِّرنا مِن كلِّ إثمٍ، ويُحرِّرنا مِن مطالب الناموس. آمين٠
السُّؤَال: ١٨- ما هي غاية الناموس؟