Home -- Arabic -- Galatians - 017 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
ثالثاً: النَّامُوسُ والإِنْجِيْلُ بمقاصِدِهما ونتائِجِهما (٣: ١- ٤: ٣١)٠
٤- النَّامُوسُ ربَّانا للمسيح، والمسيح نقلنا للبُنُوَّة (٣: ١٩- ٢٩)٠
غَلاَطِيَّة ( ٣: ٢٢- ٢٩)٠
وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ مُغْلَقًا عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. ٢٤ إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. ٢٥ وَلَكِنْ بَعْدَمَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. ٢٦ لأَِنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٧ لأَِنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. ٢٨ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى لأَِنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٩ فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ
حَكَمَ الناموسُ، في العهد القديم، على الأتقياء بالموت، ولم يُعطهم رجاءً. فأبعَدَ الإنسانَ عن الله، كي يُدرك أنَّه خاطئٌ، ولا أمل من جهوده الخاصَّة، فينكسر، وينتظر الخلاص بالنِّعْمَة. فأدَّى الناموس إذاً، بوصفه حارساً ومُعِدّاً ومُربِّياً، دوراً بارزاً، وخدمةً مهمَّةً جدّاً٠
يديننا الناموس ويُظهر رجسنا كلَّما رأينا في أنفسنا المتشامخة المتباهية آلهةً صُغرى، فنُدرك أنَّ المسيح هو الوحيد الذي عاش صالحاً وقدِّيساً وبارّاً. فلا رجاء في قدرتك الخاصَّة، إلاَّ أن تنكسر، إن كنتَ من الصَّادقين٠
لسنا بعد عبيداً للنَّاموس، لأنَّ الإيمان بالمسيح قد أشرق كشمس البرِّ على عالمنا المظلم، ونورُ الإِنْجِيْل يُضيءُ في الظُّلمة، واهباً الرَّجاء للقلوب اليائسة٠
فكلُّ مَن يقبل يسوع حامياً وترساً ومخلِّصاً ينجو من شكوى الناموس، ويصبح بالحقيقة حُرّاً، لأنَّ الناموس لا يؤدِّب المؤمن بالمسيح، لأنَّ الله قد أصبح أباه بالفرح والخدمة والخضوع طوعاً. والأولاد البالغون ليسوا تحت إدارة المربِّي، بل هم أحرارٌ مسؤولون أمام أبيهم السَّمَاوِيّ مباشرةً. ما أعظم النِّعْمَة أنَّ يسوع المسيح قد جعل من عبيد الناموس أحراراً في الرُّوْح القُدُس، ومن الفانين أولاداً لله! فمَن يستحقُّ أن يدعو الله أباه سوى المتعلِّق بابنه القُدُّوْس الذي يُحبُّنا ويُغيِّرنا إلى صورة مجده؟
يُشبِّه بُوْلُس هذا التَّغيير المبدئي في حياة المؤمن بتغيير اللِّباس. فنحن بالإيمان لبسنا برَّ المسيح وقداسته ولطفه وفرحه وسلامه. وإيماننا هذا ليس ظنّاً أو فكراً أو تعليماً، بل هو حياةٌ وقوَّةٌ جديدةٌ. فكلُّ مَن يَقبل المسيح مؤمناً برمز المعموديَّة يصبح إنساناً جديداً، بل ابناً لله الحيِّ٠
أمَّا الأعجوبة الثَّانية في تحريرنا بالمسيح فهي الوحدة الرُّوْحِيّة والمساواة بين جميع أتباعه. ليس في المسيح أغنياء وفقراء، بل الجميع هم ورثة الله. وقد زال الفرق بين الأذكياء المتعلِّمين والبسطاء غير المتعلِّمين، لأنَّهم جميعاً يعرفون حقيقة الله. والأسياد ليسوا أعلى مقاماً من العمَّال لأنَّ الجميع أولادٌ لأبٍ واحدٍ. كما زال الفرق بين الرجال والنساء في المسيح لأنَّ الجميع بعد القيامة لا يزوّجون ولا يتزوَّجون بل تكون أجسادهم طاهرةً برَّاقةً كملائكة الله. إنَّ هذا الانقلاب الجذريَّ قد بدأ اليوم في الكثيرين مِمَّن وُلدوا ثانيةً مِن الرُّوْح القُدُس. فهُم في المسيح واحدٌ، وهو يعطيهم بملء محبَّته٠
هكذا برهن بُوْلُس لكنيسته في غَلاَطِيَّة أنَّ موعد الله لإبراهيم لا يمكن أن يتحقَّق بحفظ الناموس، بل بالإيمان بالمسيح وحده. ما أعظم الموهبة في المؤمنين!
الصَّلاَة: نسبِّحك أيُّها الآب السَّمَاوِيّ لأنَّك جعلتَنا، نحن الهالكين، أولادَك بالإيمان بالمسيح. ساعدنا على ألاَّ نحتقر إنساناً، بل أن نشهد له، بكلِّ محبَّةٍ، برجاء إرثنا، كي يتحرَّر مِن نفسه، ويلبس مسيحك، ويتغيَّر كُلِّياً، ويشترك في التَّجديد الرُّوْحِيّ الذي ابتدأ في المؤمنين بالمسيح٠
السُّؤَال: ١٩- كيف يتمُّ انتقالنا مِن عبوديَّة الناموس إلى حُرِّية ووحدة أولاد الله؟