Home -- Arabic -- Luke - 121 ( The Leaders' Decision to Kill Christ Before the Passover The Treachery of Judas Iscariot)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠
اولا- العشاء الرباني والحكم على يسوع وصلبه ودفنه (۲۲: ۱-۲۳: ٥٦)٠
١. قرار الزعماء قتل المسيح قبل عيد الفصح (۲۲ :۱ -۲)٠
بعدما انبأ يسوع تلاميذه، كيف سيضطهدون ويخافون ويقادون إلى المحاكم، ويبغضون مِن الجميع، طبّق أمامهم في نفسه ما قاله وتنبأ به، لكي يتبعوا جلال تواضعه وقداسة وداعته، ويمجّدوه بإطاعة الإيمان في روحه. هل تبتّ وتحرّرت مِن أربطة المال والهموم والرياء، واستسلمت إلى المسيح ربّ المجد، الآتي قريباً؟ عندئذ تصبح مستعّداً لسماع أخبار آلام موت حمل الله الوديع، وتثبت فيه. فاقرأ الأصحاحات الثلاثة التالية مصلّياً، لأنّها تتضمن آيات هي أهم مِن كلّ ما كتب في الآداب العالميّة٠
لوقا ۲۲: ۱
١ وَقَرُبَ عِيدُ اٰلْفَطِيرِ، اٰلَّذِي يُقَالُ لَهُ اٰلْفِصْحُ٠
إنّ عيد الفصح انسجم في العهد القديم مع عيد الفطير بعيد واحد، يدوم جمعة كاملة حسب السنة القمرية للتقويم اليهودي. ففي يوم الخميس الواقع في ۱۳ نيسان مِن كلّ سنة، ينظف اليهود بيوتهم مِن الخميرة العتيقة، رمزاً لتنظيف البيوت الكلّي مِن الرّوح الشرّير القديم. ويأكلون خلال جمعة الأعياد خبزاً غير مخمّر. وقد ذبحوا ألوف الحملان بهذه المناسبة في ساحة الهيكل. وكانوا يأكلّونها مشوية شياً في عشائهم العائلي تذكيراً لمرور غضب الله عن شعبهم في القرن الثالث عشر ق م لمّا كانوا في مصر عبيداً للفراعنة. وقد علموا جميعاً أنّ شركتهم الدائمة مع حمل الفصح وحدها تخلّصهم من سخط القدّوس العادل، لأنّهم لم يكونوا أكثر صلاحاً مِن الشعوب المحيطة بهم. ولكنّ إيمانهم بحمل الله حفظهم مِن الدينونة، ولحم الذبيح الّذي أكلوه، صار فيهم قوّة للتقدم إلى حفلة قطع العهد مع الله في جبل سيناء. (اقرأ سفر الخورج ۱۲: ۱ – ۳٦) هكذا عاش الشعب كلّه مِن الذبيحة الّتي قدّموها لله وحماية دمها. وكما أكلوا في خروجهم مِن مصر خبزاً غير مخمّر، هكذا أكلوا خبز الضيق بعد عيد الفصح جمعة كاملة، وسمّوها عيد الفطير تذكيراً لهربهم إلى البرّية وخلاصهم مِن العبوديّة. فمَن أكل في هذه الأيام المباركة عندهم خبزاً أو شرب خمراً، رجم وقطع مِن شعبه. وهكذا كان يجتمع سنوياً مئات الألوف مِن الحجّاج في أورشليم، ليتقدّموا معاً أمام الله ويعيشوا مِن نعمته الفريدة٠
لوقا ۲۲: ۲
٢ وَكَان رُؤَسَاءُ اٰلْكَهَنَةِ وَاٰلْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ، لأَنَّهُمْ خَافُوا اٰلشَّعْبَ٠
لم يرتح رعماء الشعب، ولم يفرحوا بإقبال العيد، لأنّ الجماهير تراكضت إلى يسوع الشاب الريفي، مِن الجليل الأمّمية. فأصبح بجانب الهيكل المحور الثاني للعيد. وقد قاد وفد المجمع الأعلى للاعتراف بجهالتهم، وأدان الكتبة بالرياء، لأنّهم لم يستعدّوا لإطاعة حق الرّوح القدس. فاغتاظ هؤلاء الرؤساء وعزموا رسميّاً على إيجاد طريقة لإبادة يسوع. ولكن محبّة الشعب له منعت الثعالب المكّارة مِن تنفيذ قصدها جهراً، لأنّ الجماهير شعرت أنّ سلطان الله يخرج مِن الناصري٠
٢ - خيانة يهوذا الاسخريوطي (۲۲: ۳ – ۲٦)٠
لوقا ۲۲: ۳-٦
٣ فَدَخَلَ اٰلشَّيْطَان فِي يَهُوذَا اٰلَّذِي يُدْعَى اٰلإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ اٰلاِٰثْنَيْ عَشَرَ. ٤ فَمَضَى وَتَكلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ اٰلْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ اٰلْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. ٥ فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. ٦ فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْواً مِنْ جَمْعٍ٠
لا نعرف تماماً لماذا دخل الشيطان في يهوذا. فقد كان اليهودي الوحيد بين رسل يسوع، الّذين جاءوا جميعهم مِن الجليل معه. وكان يهوذا محبّاً للمال. فاستلم صندوق الجماعة، وصار سرّاقاً. وأخذ بعض العطايا لنفسه، وأمات صوت ضميره رافضاً يسوع في قلبه، لأنّه عندما تكلّم ضدّ محبّة المال، نظر إلى يهوذا مخترقاً أفكاره. وأبغض المسيح أيضاً، لأنّه لامه جهراً، لمّا اعترض على مسحه بالطّيب في بيت عنيا (يوحنّا ۱۲: ۱- ٨). وربّما كان يؤمل الخائن، ان يصل بواسطة سلطان يسوع سريعاً إلى المجد والمال والشرف. ولكن لمّا عملت قوّة المسيح فيه وأجرت عجائب مِن يديه مع الرسل الآخرين ولم يتغيّر ذهنه، تقسّى قلبه، وصار ظالماً. فوجد الشيطان سلطة فيه، وحل شخصيّاً في المنكر وقاده للتصميم على الخيانة القاتلة٠
وفي بغضة غيظه ذهب يهوذا مباشرة إلى مركز أعداء يسوع، الّذين فرحوا بابتداء الانشقاقات في وحدة محبّة جماعة المسيح. فسألوا الخائن عن كلّ مبادئ وتفاصيل حياة الناصريّ، وبحثوا معه الطريق الأفضل لإبادة هذا الزعيم الوديع بالخفاء٠
وفي هذه المؤامرة طغت فجأة رائحة المال وظلمه، لأنّ الرؤساء الأشرار والخائن الرذيل لم يعملوا لمبدأ بل راعوا أنفسهم. فاشترى الوجهاء هذا الخائن، الّذي تكالب على الثمن، لأنّه كان عبداً للمال، وليس رجل الله٠
ففي المال تظهر أخلاق أكثريّة النّاس. فأكثر النّاس لهم ثمن، يمكن أنْ يشتروا به. وللأسف أنّ ثمنهم عادة منخفض جدّاً، فيبيعون شرفهم وضمائرهم بثمن رخيص ضئيل تافه٠
ومنذ ذلك الوقت، ابتدأ الملبوس منقاداً بالشيطان أنْ يستقصي ويستخبر عن الطرق والأماكن الّتي سيذهب إليها قدّوس الله، ليصطاده ويسلّمه للإبادة. فهذا هو هدف الشيطان مع كلّ النّاس، ليملكهم وليملأهم بروحه. وليقودهم للاعتداء على الله. فهل أنت خادم المسيح أو عبد الشيطان؟ هل تكون ينبوع المحبّة أو مصدرالبغضة؟ أتتعلق بالمال أو تتّكل على الربّ؟ فلا تغرّر بنفسك. فإنّك لا تستطيع حمل بطيختين في يد واحدة. فإمّا أنْ تحب الله وتبغض المال، أو تعبد الذهب وترفض القدّوس. لا تقسّ قلبك لصوت الرّوح القدس. تبّ لكيلا تصبح شيطاناً مريداً٠
الصّلاة: أيّها الربّ، لست أصلح مِن يهوذا الخائن. نجّنِي مِن قلبي الرديء ومِن سلطة الشرّير، ولا تدخلنا في تجربة. كسّر ميلي للمال، وامنحنِي ذهناً متواضعاً وديعاً. لأحبّك مِن كلّ قلبي وذهني وقدرتي، وأضحّي بأموالي. وأطلب المساكين كما رحمتهم أنت٠
السؤال ١۲٩: لِمَ دخل الشيطان يهوذا؟