Home -- Arabic -- Luke - 122 ( The Preparation for the Lord's Supper The Lord's Supper)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠
٣. إعداد العشاء الربّاني (۲۲: ٧ – ۱۳)٠
لوقا ۲۲: ٧
٧ وَجَاءَ يَوْمُ اٰلْفَطِيرِ اٰلَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ اٰلْفِصْحُ٠
إنّ يوم ۱٤ نيسان سنة ۳۰ للميلاد تقريباً كان مِن أهمّ أيام التاريخ البشري على وجه الأرض. فهذا اليوم ابتدأ في يوم الخميس مساء الساعة السادسة، إلى الجمعة في السادسة مساء، حسب النظام اليهودي للأيام. فخلال هذه الساعات الأربع والعشرين ذبحت مئات الألوف مِن الحملان. وفي الوقت نفسه ، ذبح حمل الله، الّذي رفع خطيئة العالم. فكلّ الأحداث الخاصّة بآلام المسيح وموته المذكورة في الأصحاح ۲۲ عدد ۱٤ إلى الأصحاح ۲۳ عدد ٥٦ وقعت في هذه المدّة القصيرة. ففي هذه الجمعة الحزينة العظيمة قد تمّ خلاص العالم٠
لوقا ۲۲: ٧
٨ فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيوحنّا قَائِلاً: «اٰذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا اٰلْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». ٩ فَقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ ان نُعِدَّ؟». ١٠ فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا اٰلْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسِانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى اٰلْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ، ١١ وَقُولا لِرَبِّ اٰلْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ اٰلْمُعَلِّمُ: أَيْنَ اٰلْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ اٰلْفِصْحَ مَعَ تَلامِيذِي؟ ١٢ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا». ١٣ فَاٰنْطَلَقَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، فَأَعَدَّا اٰلْفِصْحَ٠
لقد علم يسوع أنّ الخائن بدأ محاولاته، مستفهماً مسبقاً عن المكان الّذي سيجتمع فيه معلّمه مع تلاميذه في عزلة عن الشعب، ليقدر هذا الخائن أنْ يسلمه إلى أيدي أعدائه بكلّ سهولة وصمت٠
ولكنّ ابن الله عزم أنْ يصرف آخر عشيّة في حياته الدنيويّة بفرح كبير مع تلاميذه، ليقطع معهم العهد الجديد المقدّس٠
فما قاله لبطرس ويوحنّا بدقّة عن مكان الغرفة الّتي أراد أنْ يجتمعوا فيها، بل أرشدهما ببصيرته النبويّة وسط ازدحام النّاس والحجّاج إلى رجل يريانه حاملاً جرّة على رأسه. فهذا الرجل كان غريباً في تصرّفه، إذ أنّ النساء عادة هنّ اللواتي يحملن الجرار ويملأنَها مِن النبع، ويأتين بها على رؤوسهنّ مِن أسفل النّبع صعداً بالدرجات العالية إلى بيوتهن في جبل القدس٠
كان الرجل متواضعاً، فخدم عائلته بنفسه وحمل الحمل الثقيل دون خجل مِن بين النساء الكثيرات والحجّاج المارين.
وقد رآه يسوع مسبقاً بعين النبوّة، مثلما رأى مسبقاً كلّ أحداث ذلك النهار، وبكلّ دقّة متناهية. لم يكن نبياً فقط، بل هو العليم بالذات، العارف أفكار وكلمات وأعمال النّاس قبل حدوثها، ولا ينسى الماضي أيضاً. فحياتك منكشفة أمامه بكلّ بيان
ولمّا أطاع التلميذان كلمة المسيح مصدّقين، وانطلقا وسط ازدحام أزقّة المدينة، فرأيا الرجل الّذي وصفه يسوع. وقد كان محّضراً ومرتّباً بيته بإرشاد الرّوح القدس، ومحضراً الوسائد والمخدّات، منتظراً ضيف الله. فأتى الربّ بالذات إليه. وأصبح بيته الكنيسة الأولى، الّتي قطع ابن الله فيها مع أتباعه العهد الجديد بفرح عظيم٠
لا نقرأ أنّ التلميذين قد ذبحا حملاً للفصح في الهيكل، وشوياه في بيت الرجل، الّذي أرسلهما يسوع إليه. لأنّهما كانا مع ربّهما مضطهدين. وإسماهما على القائمة السوداء. فلهذا نقرأ الأخبار عن العشاء الربّاني الأوّل، أنّه استعمل به الخمر والعشب المرّ والخبز فقط. وهو ما وزّعه يسوع على التلاميذ. فاحتفل المسيح مسبقاً بالفصح، كمرفوض مِن الأمّة. وتناول العشاء كمجرم، ليس له الحقّ أنْ يذبح في الهيكل حملاً له ولتلاميذه. وحقّاً لم يكن يسوع في حاجة إلى حمل لمصالحة نفسه مع الله، لأنّه كان حمل الله شخصيّاً، بدون خطيئة، حاملاً ثقل ذنوب العالم. ورغم هذا ثبت في صبره وسروره المستمرّ. ولم يقدّم لتلاميذه كأس خمر واحدة فقط، بل عدداً مِن الكؤوس حسب طقوس الاحتفال، لأنّ عيد الفصح كان عيد الفرح الكبير، لأجل الخلاص مِن غضب الله٠
٤. العشاء الربّاني (۲۲: ۱٤ -۲۳)٠
لوقا ۲۲: ۱٤ -۱٨
١٤ وَلَمَّا كَانَتِ اٰلسَّاعَةُ اٰتَّكَأَ وَاٰلاِٰثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ، ١٥ وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اٰشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هٰذَا اٰلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، ١٦ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ». ١٧ ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هٰذِهِ وَاٰقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، ١٨ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ اٰلْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ٠
في العلّية اتكأ التلاميذ مع ربّهم على وسائد ونمارق مريحة. فافتتح يسوع حفلة الله مع النّاس، وأعلن لتلاميذه صميم اشتياق قلبه، تعبيراً عن شوق الله نحو النّاس جميعاً: قد اشتقت منذ الأزل بكلّ مسرّتي ان أقطع معكم هذا العهد الجديد المقدّس. فلا تفصلكم الخطيئة فيما بعد عن الله، بل تتّحدون معه في الميثاق. وأنا أريد أنْ أتألّم وأموت عوضاً لأجل كلّ النّاس الّذين يطلبون الله. وأريد تطهيركم وتقديسكم، وامتلاءكم بروحي. فيولد جيل جديد هو شعب الله الحقّ، أولاد أبي السماوي، مسيحيين حقيقيين٠
واكتمال هذا العهد الجديد سيتمّ في مجيء المسيح الثاني. فاليوم نحن على الطريق إليه وسط صحراء دنيانا، الممتلئة بتجارب وأخطار وهجومات. أمّا دم الحمل فيرافقنا، وحمايته وقداسته تقدّسنا، فيبقى للمؤمن الامتياز، أنّه سيحتفل مع يسوع في السماء بإكمال العشاء الربّاني. والفرح الّذي سيحصل عند ذاك، لا يوصف، بل هو شكر جزيل. فعاصفة الحمد والسّجود ستنطلق من حوله مفسّرة كلمات الرؤيا ٥: ۱۲ مستحقّ هو الخروف المذبوح أنْ يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوّة والكرامة والمجد والبركة٠
لوقا ۲۲: ۱٩ -۲۰
١٩ وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هٰذَا هُوَ جَسَدِي اٰلَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هٰذَا لِذِكْرِي». ٢٠ وَكَذلِكَ اٰلْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ اٰلْعَشَاءِ قَائِلاً: «هٰذِهِ اٰلْكَأْسُ هِيَ اٰلْعَهْدُ اٰلْجَدِيدُ بِدَمِي اٰلَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ٠
إنّ المسيح هو المشرّع الإلهي، الّذي غيّر كلمات طقوس ترتيب عيد الفصح، وقرّر بسلطانه إنّ الخبز في العشاء الربّاني يعني جسده والخمر يرمز إلى دمه. وكما أنّ هذين العنصرين في العشاء الربّاني يدخلان إلى جوفنا مسببين لنا قوّة وحياة، هكذا يشاء يسوع نفسه أنْ يحل فينا، بجوهره الرّوحي، ويسكن فينا ثابتاً إلى الأبد. فهدف العشاء الربّاني ليس أكل الخبز وشرب الخمر، بل حلول الرّوح القدس في المؤمنين، الّذي هو روح يسوع والربّ بالذات. فتناولك العشاء الربّاني لا ينفعك شيئاً، إنْ لم تقبل يسوع في قلبك، طالباً إليه أنْ يمكث إلى الأبد. وهو يقول مؤكّداً لك: هذا الخبز هو جسدي. آمن بي فأثبت فيك حقّاً٠
وشهد يسوع أيضاً أنّ العهد الجديد مع الله في دمه، يبتدئ مِن لحظة هذا العشاء الأول، ويثبت إلى الأبد رغم عدم استحقاق كلّ النّاس للتعاهد مع الله. فحقّاً كلّنا نستحقّ الإبادة حالاً. ولكن حقوق دم يسوع المسيح تحمينا، وتسبّب فينا حياة، وننال التبرير، وندخل القداسة. فأصبحنا أهلاً للموثق مع الله القدّوس. وهذا الامتياز مبني على النّعمة فقط، وليس قائماً على أعمالنا وصلاتنا وصيامنا. فالمسيح يأتي إليك تلقائياً، ويطهّرك ويربطك مع الله، في وحدة مقدّسة قدّوسة. هل تؤمن بهذا؟ أنّ الله نفسه يقطع بدم المسيح عهداً معك ومع كلّ أتباع ابنه المسيح. فعندئذ يكون الله معك. والقادر على كلّ شيء يحلّ فيك! هذا حقّ ويقين٠
'الصّلاة: يا حمل الله القدّوس، نسجد لك ونشترك بتسابيح الحمد مِن أفواه كلّ القدّيسين. ونعظّم موتك ودمك، وعهدك الجديد. قد اشتريتنا لله خاصّة، وجعلتنا أولاداً لأبيك السماوي، رغم شراسة طبيعتنا. دمك يطهّرنا، وروحك يجدّدنا. فنتهلّل ونفرح ونشكرك لأنّك تسكن بالإيمان في قلوبنا٠
السؤال ١۳٠: ماذا يعني العشاء الربّاني؟